محلل سياسي: ألمانيا أصبحت وكيل "أمريكا" فى المنطقة العربية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

 ابدى الدكتور أسامة شعث المحلل السياسى الفلسطينى وأستاذ العلاقات الدولية، عدم ارتياحه لزيارة وزير خارجية ألمانيا فالتر شتاينماير لكل من دولة "فلسطين وإسرائيل" والتى اختتمت اليوم؛ لما اعتبره محاولة ألمانية لدعم حركة حماس المنشقة عن الشرعية مما سيكون له كبير الأثر السلبى على وحدة الصف الفلسطيني، علاوة على مواقفها المنحازة لإسرائيل وغير الداعمة لإقامة الدولة الفلسطينية .
 
واضاف الدكتور شعث فى تصريح خاص لـ "الفجر"، أن ألمانيا ترتبط بعلاقات استراتيجية قوية مع إسرائيل وهناك بعد عسكرى مهم يربط البلدين وقد تجلى ذلك فى أوضح صوره فى رفض ألمانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية مؤخرا وفق الصيغة المتوافق عليها دوليا، علاوة على جهودها الدولية على صعيد تبادل الأسرى بين حزب اللة وإسرائيل والتى يمكن أن تكون مقدمة لجهود مماثلة لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.
 
مشيرا إلى العلاقات القوية بين المانيا وتركيا ذات العلاقات الحميمة مع إسرائيل أيضا ، الأمر الذى يفتح المجال واسعا للمصالح المشتركة والمتبادلة بين الدول الثلاث ، مضيفاً أن العلاقات الألمانية والتركية ذات طبيعة خاصة بسبب انضمام الإثنين لحلف الناتو الأمر الذى يجعل سياسة البلدين ذات انسجام كبير مع التوجهات الأمريكية المنحازة لإسرائيل والمؤيدة لفكرة الانقسام الوطنى الفلسطينى.
 
وكشف الدكتور شعث، أن الهدف الحقيقى من زيارة شتاينماير ليس كما هو معلن وهو دعم جهود اعمار قطاع غزة وعودة المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى ، موضحا أن الرئيس الفلسطينى بذل جهودا كبيرة على صعيد تحسين الواقع المعيشى لقطاع غزة وهو مستعد لبذل المزيد من الجهود من أجل اعادة الإعمار ولكن من خلال القناة الشرعية الوحيدة وهى السلطة الفلسطينية ، موضحا أن حماس تتعنت كثيرا وتصر على الاستئثار بالقرار وتعويق جهود حكومة الوفاق الوطنى وعدم تمكينها من آداء عملها ، الأمر الذى يتسبب بشكل مباشر ورئيسى بتعويق جهود الإعمار.
 
مشيرا إلى أن الرئيس أبو مازن مستعد للتفاهم حول الأزمة من أجل إحياء جهود السلام شريطة أن ينبنى ذلك على قرارات الأمم المتحدة باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ومن ثم على المانيا أن تعى ذلك جيدا إن كانت جادة فى أهدافها المعلنة .
 
وأوضح الدكتور شعث أن لديه شكوك حول السبب الحقيقى لزيارة شتاينماير ميناء غزة وهو إنشاء ممر مائى بين غزة وتركيا تحت اشراف الناتو وفى معزل عن السلطة الفلسطينية كحل لأزمة المعابر والحصار البرى والبحرى والجوى الذى تفرضه إسرائيل المحتلة على قطاع غزة وليكون ميناء تابع " لدويلةحماس " المنشقة والمستقلة عن السلطة الشرعية " ، الأمر الذى يعصف بجهود لم الشمل الفلسطينى ويساهم فى اجهاض حلم اقامة الدولة الفلسطينية ، كما أوضح أن حماس لن تعيق أية ممارسات من شأنها تدعيم انقلابها على السلطة الشرعية كما أن إسرائيل ستبارك أية جهود تخدم انشقاق الصف الفلسطينى .
 
واختتم الدكتور شعث حديثه قائلا : "فى اطار تراجع الدور العالمى الأمريكى واتخاذ عديد من الدول الأوروبية منحى اكثر استقلالية عن التوجهات الأمريكية ، تتخذ العلاقات الألمانية الأمريكية بعدا ذى طبيعة خاصة يجعل من المانيا صاحبة التوكيل الحصرى للولايات المتحدة فى المنطقة العربية الأمر الذى يزيد من الدافعية العربية لبحث سبل مواجهة العدائيات المتنامية ضده وعلى رأسها إنشاء القوة العربية المشتركة" .