هل تعلم ماذا يسمى علم الأساطير؟

منوعات

بوابة الفجر

علم الأساطير أو الميثولوجيا هو أحد العلوم التي دائماً ما تثير العديد من المناقشات في الأوساط العلميّة والأكاديميّة من حيث الاعتراف بها كأحد العلوم. ومن الواضح أنّ الأساطير لا تمثّل الحقيقة في شيء، ومن الثابت والبديهي أنّ التعامل مع العلم هو تعامل مع الحقائق الثابتة التي لا تخضع لتدخّل الإنسان في تفسيرها والتعامل معها، حيث إنّ التفسير الإنساني للظواهر الطبيعيّة على سبيل المثال يكون غير علمي كما يقول العديد من الباحثين، وذلك لعدم خضوعه لهوى الشخص الذي يقوم بالتفسير، أمّا التفسير العلمي للظواهر الطبيعيّة فهو الذي يخضع للتجربة، والقياس، والإثباتات، والبراهين الرياضيّة. وعلى هذا تمّ تقسيم العلوم إلى فرعين كبيرين هما: العلوم الطبيعية، والعلوم الإنسانية. وتُصنّف الميثولوجيا كأحد العلوم الإنسانية.

يتبادر إلى الذهن سؤال أساسي عن طبيعة الأسطورة، والأسطورة هي الحكاية الشعبيّة التي تحمل قدراً كبيراً من المبالغة من حيث نسب الظواهر الخارقة للطبيعة إلى أشخاص عاديين أو خارقين، وكذلك تفسّر الأساطير الظواهر الطبيعية تفسيرات مبالغ في صحتها، وذلك من خلال نسبتها إلى كائنات خرافيّة ابتدعها خيال الإنسان. وعلى هذا تشمل الأساطير جميع الحكايات الشعبيّة التاريخيّة التي لم يستطيع الباحثين إيجاد دليل علمي على ثبوتها، وفي الغالب تتكوّن الأسطورة من حكاية بسيطة يتدخّل فيها خيال الإنسان وتستمر في النمو الخيالي مع مرور الزمن، وتتناول الأساطير جميع الموضوعات الإنسانيّة والطبيعيّة تقريباً، هذا إن جمعنا معاً كافّة القصص الأسطوريّة الموجودة عند كل الحضارات على الكوكب، بدءاً من خلق خلق الإنسان وقبله خلق الآلهة، إلى خلق الحيوانات وتفسير الظواهر الطبيعة من الفيضانات، والأعاصير، والرعد، والبرق، إلى تفسير الطبيعة الإنسانيّة على أساس أسطوري.

أمّا الميثولوجيا في ظل هذا الشرح عن طبيعة الأسطورة ومفهومها، فهي العلم أو الدراسة التي تختص بجمع ودراسة وتفسير الأساطير التي تناولها البشر عبرالعصور، وذلك من أجل التعرّف أكثر على عملية التطوّر الفكري التي مرّ بها الإنسان في مختلف الظروف، وعلى سبيل المثال فإنّ أشهر الأساطير التي عاشت وتناقلتها الأعمال الأدبيّة هي الأساطير الإغريقية التي تناولت العديد من التفسيرات للظواهر الطبيعيّة، وقُدمت تلك المجموعة من الأساطير عن الآلهة التي تعيش على جبال الأوليمب، وتختلف فيما بينها من حيث التفسيرات المنطقيّة للإغريق القدماء حول ما يحدث لهم من ظواهر طبيعية، فإله البحر بوسيدون عندما يغضب تقوم العواصف البحريّة وتعلو الأمواج على البحّارة، وذلك التفسير أتى من اعتماد الإغريق على البحر للصيد والتجارة، مما جعلهم يقدّمون القرابين لإله البحر من أجل حمايتهم. وهكذا فإنّ الأسطورة في الأساس تنشأ من حاجة الإنسان الفطرية إلى الأمان.