أسرار تعاقد السيسى على أكبر صفقة طائرات حربية روسية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

 "الفجر سبقت الجميع".. وانفردت بأسرار تعاقد السيسى على أكبر صفقة طائرات حربية روسية
 
فى إطار تغطية بوابة "الفجر"، لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى روسيا، لحضور العرض العسكرى الذى أقامته موسكو يوم التاسع من مايو الجارى، نشرنا تقريرا إستباقيا صباح يوم الجمعة الموافق الثامن من مايو، بعنوان: " بالصور- أسرار عرض منظومة سلاح على السيسى خلال زيارته لروسيا"

http://www.elfagr.org/1735342#

وبعد مرور حوالى 3 أسابيع، كشفت الصحف الروسية عن تفاصيل الصفقة، حيث نشرت صحيفة "فيدو موستى"، أمس الجمعة، أنباء عن الإتفاق الذى تم بين القاهرة وموسكو، على توريد 46 طائرة من طراز "ميج29" المحدثة إلى "ميج35"، بتكلفة قدرها 2 مليار دولار، واصفة تلك الصفقة بأنها الأكبر بين البلدين، منذ إنهيار الإتحاد السوفيتى السابق.
 
كما ذكرت صحف روسية أخرى أن مصر تدرس التعاقد على طائرات"سوخوى سوبر جيت"، لصالح شركة مصر للطيران.
 
فى البداية قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد، أستاذ العلوم الإستراتيجية، إن الجيش المصرى لديه طائرات أمريكية وروسية وفرنسية وصينية، بالإضافة إلى منظومة الصواريخ الروسية الشهيرة"إس 300"، وغواصات الدولفين الألمانية الإيطالية، وهو ما يدهش صحف العالم، المهتمة بالشأن العسكرى؛ لأن الجيش المصرى إستطاع أن يتحرر من قيود العقيدة العسكرية الأمريكية، التى كانت تسيطر على معظم الجيوش العربية، بعد حرب أكتوبر، وأصبحت عقيدته هى العقيدة المصرية الوطنية فقط، ومن ثم أصبح قادرا على التدريب والقتال بإستخدام كافة أنواع  السلاح.
 
وأضاف أستاذ العلوم العسكرية، إن قيادة الجيش المصرى تهتم بأن تحصل على أفضل ما لدى جميع دول العالم، المنتجة والمصدرة للسلاح، والمصانع الحربية المصرية، تضيف على بعض القطع إضافات تتناسب مع البيئة وطبيعة الأجواء المصرية.
 
متوقعا أن تحقق تلك المصانع طفرة فى إنتاج السلاح خلال الفترة المقبلة، و متمنيا ألا تنجح أى دولة فى إحتواء تسليح الجيش المصرى، والإستئثار به كما كانت أمريكا فى السابق، مشيرا إلى أن بيزنس توريد السلاح يؤثر على صناعة القرار السياسى، ويخضع لتوازن القوى فى المنطقة، حسبما أكد الرئيس الأمريكى الجنرال"أيزينهاور".
 
وعن هذا البيزنس قال الدكتور صلاح جودة، مستشار مفوضية العلاقات الأوربية العربية، أن الدب الروسى عائد بقوة إلى المياة الدافئة للبحر المتوسط، وكأن التاريخ يعيد نفسه، حيث كانت أول صفقة سلاح بين مصر والإتحاد السوفيتى عام 1955، حينما رفضت أمريكا تسليح الجيش المصرى، لمواجهة العدوان الثلاثى، وقبلها رفضت تمويل السد العالى.
 
وأضاف أستاذ الإقتصاد الدولى بجامعة عين شمس، إن العلاقات العسكرية المصرية الروسية، دعمتها علاقات إقتصادية وصناعية ضخمة، حيث ساعدت مصر الدول العربية والإفريقية واللاتينية على التحرر من الإستعمار الأوروبى، من خلال السلاح والمصانع السوفيتية.
 
مشيرا إلى أن السلاح الروسى، كان هو السائد فى جميع الدول الناصرية، سواء العربية  أوالإفريقية و حتى دول أمريكا الجنوبية، حتى حاربنا وإنتصرنا به فى أكتوبر 73، بعدها بدأت مرحلة "فض الإشتباك"، ومعاهدة كامب ديفيد، وتنامى إتجاه مصر نحو الغرب الأمريكى.
 
وشدد جودة على أن أمريكا إستطاعت بفعل المؤامرات المخابراتية، أن تسقط الإتحاد السوفيتى، كما حاولت أن تفعل فى مصر، وفعلت فى بعض الدول العربية، لافتا إلى أنه بعد أن إنفرط عقد الإتحاد السوفيتى، أصبحت روسيا دولة فقيرة إقتصاديا، لكنها قوية عسكريا.
 
واصفا القوة العسكرية بأنها كانت نقطة الإرتكاز التى إعتمد عليها الرئيس فلاديمير بوتين، ليستعيد بناء بلاده، حيث قرر أن يساعد الصين عسكريا، وتساعد الصين بلاده إقتصاديا،
وأكد الخبير الإقتصادى على أهمية أن تلحق مصر بهذا الركب، وأن نستثمر علاقات الصداقة والكيمياء بين السيسى وبوتين، كزعيمين لهما خلفية عسكرية مخابراتية، وكلا منهما تسلم بلاده على شفا الإنهيار، ويحلم بإعادة أمجادها، متحديا المخططات الأمريكية.
 
 
وأخيرا أوضح الخبير الإقتصادى أن بوتين رصد مؤخرا إعتمادات ضخمة، بهدف تطوير منظومة السلاح الروسية، وعرض على السيسى قطع منها، خلال زيارته لموسكو، متوقعا أن تحقق تلك الصفقات، طفرة قوية فى تحديث وتطوير تسليح الجيش المصرى.