ماذا فعل "أحمد جبلي" ليحبه الناس بعد وفاته ؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

استيقظ نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى صباح اليوم الأربعاء 27 مايو، على خبر وفاة شاب يدعى "أحمد جبلى" لم يكن الكثير يعرف من هو ذلك الشاب، وانتشر السؤال "من هو أحمد جبلى" وسرعان ماعرف الجميع قصته، وأمتلئت صفحات "الفيس بوك وتويتر" بأدعية دينية للجبلى، سائلين الله أن يحسن خاتمتهم مثله.

أحمد جبلى، هو شاب فى السابعة والعشرين من عمره، تخرج من كلية الهندسة، وتفرغ للعمل الدعوي، وتنظيم الدروس الدينية بالمساجد، وكان دائما يحرص على دعوة الشباب للذهاب إلى المساجد حفاظا عليهم من الفتنة، وزرع تعاليم الدين الصحيح فى نفوسهم.

تزوج "جبلي" منذ عام، من فتاة تدعى رضوى، وعاشا قصة حب بعد زواجهما كانت حديث الشباب فى تلك الفترة، وشاء الله سبحانه وتعالى أن يتوفى قبل رؤية مولوده الجديد الذى سيخرج إلى الدنيا بعد أسبوع، ولن يشاهد أباه ولكنه سيجد سيرة عطرة وطيبة تركها له بأخلاقه الجميلة.

وتسائل البعض عن سبب الوفاة، معتقدين أنه توفى نتيجة أحداث سياسية، ولكن أعلنت زوجته رضوى، عبر حسابها الخاص بموقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" أن أحمد، توفى نتيجة سقوطه على الأرض فأصيب بنزيف فى المخ أدى إلى وفاته.

تسبب جبلى، فى توحيد نشطاء الفيسبوك ، فقلما شاهدنا ذلك الإجماع على شخصية مصرية، ولكن مارأيناه اليوم، يؤكد أن أعمال الإنسان الصالحة،  يختلف عليها فردان.

وانتشرت القصص التى تجعل بدنك يقشعر عند سماعها عن أحمد، ومن بينها أنه زار قبره هو وزوجته قبل وفاته، ونشره عبر حسابه الخاص على "فيس بوك" حتى يعظ الناس، بأن فى النهاية لا بديل لنا سوى الرجوع إلى الله، وعلق على صورته قائلاً: "زورزا المقابر وأدعوا لأمواتكم وأموات المسلمين وتذكروهم وتذكروا يومكم الذي سوف تكونون مكانهم لكي تعلموا له وتعمروا دار أخرتكم".

دعا الجميع إلى المشاركة فى جنازة أحمد، التى خرجت ظهر اليوم الأربعاء، من مسجد يوسف الصحابى بمصر الجديدة، من يعرفه ومن لايعرفه خرج لتوديع ذلك الشاب، الذى تسبب فى إحداث حالة من التذكرة بالموت المفاجئ وجعل الشباب يتحدثون عن آخرتهم، وماذا عملوا لها، وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة، إلا أنه شاهدنا المئات من المشاركين فى تشييع جثمانه.

ومن الأشياء التى أثارت جدلا كبيراً وزادته حبا من الناس، هى صوره أثناء حفل زفافه،عندما سمع آذان المغرب، حيث صمم على قضاء الصلاة فى وقتها وأم الناس والمعازيم فى الصلاة! حادثة نادرا ماسمعنا عنها، ولكنها تفسر لنا مهو سر العلاقة بين أحمد وربه والتى جعلته حديث الناس كافة.

وأوضحت زوجته رضوى، أن أحمد دائما مايشعر بأنه سيموت صغبر فى السن، ولكنها لم تصدقه، ورثته بكلمات مؤثرة عبر حسابها الخاص بموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" مؤكدة على اهتمامه بها ومراعاة الله فيها قائلة: "أحمد حبيبي إلى الجنة يا قرة عيني اللهم عجل لقائنا وصبرنا على فراقه.. حبيبي كان دئما بيقولي أنا عارف انى هموت صغير كنت بتضايق منه واقوله وانا مالى يا عم مش عاوزة أعيش لوحدي ارمله بس يا حبيبي السنة اللي عشتها معاك تستاهل أي حاجة الحمد لله اللي شرفني اني كنت زوجتك وحببتك سنة. ده كرم من عنده ربنا دوقني حتى من الجنة في الدنيا بسببك ربنا يجعل ابنك خير وريث ليك ولحب الناس ليك ربنا يرحمك ويجعلك في أعلى عليين".

أًصبحت قصة أحمد، وصوره منتشرة عبر صفحات الشباب ، والصفحات العامة، ونعاه الداعية الإسلامية عمرو خالد، عبر صفحته الرسمية بموقع الفيسبوك قائلاً: "أحمد الجبلى شاب عنده ٢٧ عام أتجوز من سنة وزوجته الآن تنتظر طفل خلال ايام .. أحمد عايش عمره كله لهدف واحد بس هو عمل الخير و إصلاح الشباب .. تقريبا كل خطوة خير اتعملت فى آخر كام سنة أحمد كان من الناس المشاركة فيها .. آخر مشاريعه كانت حمله ( اعمل عمرة لأخيك الذي مات ) .. إمبارح بالليل أحمد مات و هو جنب زوجته فجأة .. شباب كتير من أصدقائه فى مكة النهاردة وبعد وفاته بساعات عملوله عشرات مرات العمرة واهدوها لروحه عشان يبعتوله جبل حسنات ودعوات فى ميزانه قبل حتى ما يدفن !".

وأضاف: "أحمد هيقابل إبنه اللى ماشفهوش فى الدنيا بإذن الله فى الجنة .. مات احمد عشان يتعلم بوفاته شباب كتير ويعرفوا إن الموت مش بعيد ، و إن من علامات الساعه موت الشباب و الموت فجأة .. ربنا يرحم أحمد جبلى و يرزقه منزلة الشهداء و الصديقين فى أعلى مراتب الجنة".

رحل الصالح، مؤكداً على أن السيرة الحسنة هى التى ستنفع صاحبها، وفعل ماكان يحلم به وهو أن ينشر الدعوة الإسلامية فى نفوس الشباب، ولكنه بوفاته أحدث أثرا، ودرساً سيتسبب فى هداية العديد من الشباب.