نكشف انتهاكات "داعش" الجنسية لنساء سوريا والعراق
حقوقية: الفكر الداعشي يقترب من الوصول لمصر
الطب نفسي: "داعش" تتفنن في تنفيذ كل ما ليس له علاقة بالإسلام
أسواق رق، وزواج قاصرات، هي انتهاكات غير مسبوقة ترتكبها "داعش" تجاه النساء بالمدن التي تقع فريسة في قبضتها في سوريا والعراق، حيث تزايدت عمليات العنف جنسي الممنهج وتجارة الرقيق الأبيض بالدولتين، كما لو أننا عدنا بالتاريخ إلى قديم الزمان، هو ما أكد عليه الخبراء، حيث رأوا أن "داعش" أعادت هذه الدول إلى العصور الوسطى، بهدف تصدير صورة سيئة عن الدين الإسلامي أمام العالم
عودة للعصور الوسطى
من جانبها وصفت المحامية، انتصار السعيد، مدير مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان، العنف الجنسي ضد النساء والتصرفات التي يقوم بها تنظيم "داعش"، بأنها تصرفات تعود بنا إلى العصور الوسطى، مشيرة إلى ما يقومون به من أسواق للنخاسة وبيع للنساء كرقيق.
وأضافت السعيد، أن هذه الأفعال جعلت أوضاع النساء في هذه المناطق تراجعت من سيء إلى أسوأ، مطالبة بسرعة التكاتف الإنساني والدولي ضد تصرفات ما وصفته بعصابة "داعش"، بالإضافة إلى التعامل مع الشباب بطرق جديدة لتساعدهم على فهم دينهم بشكل جديد، وينخرطوا داخل أحزاب سياسية، مما يؤدي إلى ابتعادهم عن التطرف ونبذهم للعنف.
ونبهت من انتقال الفكر الداعشي إلى مصر والدول المجاورة، قائلة وهي تعبر عن أسفها: "للأسف الفكر الداعشي يقترب فهو الآن بالعراق وسوريا .. ويوجد خلل لابد من علاجه قبل فوات الأوان".
وكشفت السعيد، أن احدى شهود العيان من مدينة حلب في سوريا، صرحت لها بأن أعداداً كبيرة من الفتيات يسافرن إلى سوريا للقيام بما يسمى بـ"جهاد النكاح"، وأن عدداً كبيراً من بينهن يحملن الجنسية المصرية، معبرة عن استيائها الشديد مما تفعله هؤلاء الفتيات وتصرفهن في جسدهن بهذا الشكل الذي وصفته بـ"المُهين".
وأضافت السعيد، أن هناك جنسيات متعددة تذهب إلى سوريا والعراق لنفس السبب، ومشيرة إلى أن مدينة حلب وحدها يوجد بها أكثر من ثلاثة آلاف سيدة من جنسيات مختلفة، بهدف "جهاد النكاح".
ونوهت إلى أن هؤلاء الفتيات يقمن بذلك وهن على اقتناع بما يفعلونه، وأن بعضهن يتزوجن مرة في كل شهر، لافتة إلى أن إحدى الفتيات تبلغ من العمر 20 عاماً وتزوجت 3 مرات خلال ثلاثة أشهر فقط.
وناشدت رجال الدين والإعلام بتوعية المواطنين، وتجديد الخطاب الديني، بالإضافة إلى التعامل مع الشباب في إطار نبذ العنف وحمايتهم من التطرف، مشيرة إلى أنه سبباً في انتشار مثل هذه الأفكار.
الحلم الأمريكي.. والأداة الحقيرة
ومن الناحية النفسية قال أستاذ الطب النفسي جمال فرويز، أن الأفعال التي تصدر من داعش تأتي عن طريق الإعلام مما يضعها في خانة الكذب أو الترويج لكره الدين الإسلامي، موضحاً أن بيع النساء في سوء الرقيق وجميع الأفعال المشينة التي نسمعها عن تعامل داعش معها يؤكد لنا أن تلك الجماعة تتفنن في تنفيذ كل ما ليس له علاقة بالإسلام.
وأكد فرويز، أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بإرسال رسالة للعالم ليكره الإسلام والمسلمين، عن طريق التنظيمات الإرهابية التي تخلقها والإعلام الموالي الذي يلعب دوره ببث الرعب في نفوس شعوب العالم، مشيرا إلى أن تلك السياسة الأمريكية المريضة أصبحت لا تسيطر على أفعالها أمام تحقيق غايتها وهو تكريه العالم في الإسلام، والذي يعد حلم بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتحقيقه بداعش التي وصفها بالاداة الحقيرة.
وأضاف فرويز أن تأكيد تلك الغاية، أن الإسلام كرم المرأة وحرم سبيهم وحرم تجارة الرقيق، وهنا نجد داعش باسم الإسلام تقوم بسبي النساء وتبيعهم كجواري ليقوموا بتشويه الإسلام.
فظائع "داعش" ضد النساء
كانت صحيفة "اندبندنت" البريطانية قد سلطت الضوء على الفظائع التي تقوم بها "داعش" ضد النساء، و تحدثت "زينب بانجورا" مبعوثة الأمم المتحدة لقضايا العنف الجنسي في مناطق الصراع عن ورود قصص عديدة مروعة عن بيع وشراء النساء الجميلات في أسواق رقيق داعش، وروايات لم تُسمع عنها في تاريخ عملها بمناطق الصراع بغرب أفريقيا وغيرها.
وروت "بانجورا" أن تنظيم داعش يقوم بفصل النساء عن الرجال، ويقومون بذبح الأطفال الذكور فيما فوق 14 عامًا، كما يفصلون النساء عن الفتيات العذارى اللاتي يخضعن لكشف العذرية بعد تعريتهن، واختبارات مقاييس الجمال بحسب الأكثر إثارة، لكي يحددوا سعر كل فتاة قبل إرسالهم إلى "الرقة" معقل التنظيم الإرهابي".
وأضافت، أن شيوخ داعش يحظون بأجمل الفتيات إثارة، ثم أمراء التنظيم، ثم مقاتليهم، ويحصل كل منهم على 3 أو أربع نساء على الأكثر للزواج منهن، وتوضح "المبعوثة الأممية" أن نصيب كل فتاة مع قيادات التنظيم لا تتعدى المائة يوم، تباع بعدها في أسواق الرقيق بأسواق زهيدة.
كما أشارت إلى فتاة تم بيعها أكثر من 22 مرة في أسواق الرقيق، قام أحد مشايخ داعش بكتابة إسمه على ظهر يديها باعتبارها ملكيته الخاصة، وأشارت أيضًا إلى حادثة مروعة لحرق فتاة رفضت الإنصياع لأوامر أحد قادة داعش والإرتباط به، وأكدت أن أكثر الأقليات التي تعاني الإضطهاد من قبل التنظيم الإرهابي هي الأقلية اليزيدية التي تعتبر ملحدة أو عباد الشيطان من وجهة نظر داعش.