أسامة شعث : أوروبا أصبحت أكثر تفهما لعدالة القضية الفلسطينية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

 وصف د. أسامة شعث المحلل السياسى الفلسطينى وأستاذ العلاقات الدولية، الزيارة الأولى التى قامت بها فريد ريكا موغرينى المفوضة السامية للاتحاد الأوروبى لكل من فلسطين وإسرائيل بالاستكشافية؛ لاستطلاع الموقف بهدف اعادة اطلاق عملية السلام في المنطقة.

 

وأضاف د. شعث فى تصريح لـ"الفجر"، أوروبا باتت اكثر تفهما لعدالة القضية الفلسطينية خاصة مع تنامي الجماعات المتطرفة في المنطقة العربية التي تتذرع بوجود الاحتلال الاسرائيلي، ولذلك بات العالم يعانى من ظاهرة الارهاب بخاصة أوروبا لاعتبارات عدة اهمها التقارب الجغرافي وتصاعد الهجرة غير الشرعية إليها ما قد يهدد أمنها.

 

مشيرا إلى أن الراي العام الأوروبي وهو الذي لديه القدرة على الاطاحة بحكومات بلاده، بات يرى الظلم بعينه ضد الشعب الفلسطيني، وان لم يشكل له ذلك دافعا سياسيا للضغط على حكوماته فهناك مسألة اخلاقية وانسانية لاتقبل الصمت ازاء قتل الاطفال والنساء، وقد مثلت تلك العوامل دافعا قويا لحكومات أوروبا  لاتخاذ منحى جديد والاقتراب اكثر من الموقف الفلسطينى والعربي، ضد الاستيطان والاحتلال من جانب واكثر استقلالا عن الموقف الأمريكى من جانب آخر.

 

واكد د. شعث أن الخريطة الدولية شهدت مجموعة من المتغيرات كان لها كبير الأثر السلبى على قدرة الولايات المتحدة على الهيمنة على العالم، فالولايات المتحدة لاتستيطع اتخاذ اي قرار الان بمعزل عن حلفائها التقليدين فى أوروبا خاصة فرنسا والمانيا وبريطانيا، مشيرا إلى أن استشعار أوروبا الخطر بسبب غياب الحل العادل للصراع العربى الإسرائيلى ، اضافة الى رغبة اوروبا ملئ الفراغ السياسي الذي خلفته امريكا بسبب فشلها الذريع في ادارة المفاوضات، مثل دافعا لاستقلال القرار الأوروبى ، كما أشار إلى القرارات العديدة التى اتخذتها أوروبا على مستوى بعض الدول مثل السويد والفاتيكان التى اعترفت بالدولة الفلسطينية ، أوعلى مستوى البرلمانات مثل بلجيكا وفرنسا واسبانيا ومجلس العموم البريطانى وغيرها أيضا اعترفت بالدولة الفلسطينية ، أو على مستوى الاتحاد الأوروبى الذى قاطع المنتجات الإسرائيلية المصنعة بالمستوطنات ، وهى قرارات ذات دلالة عميقة على التغير الكبير فى الموقف الأوروبى إزاء القضية الفلسطينية.

 

وحول لقاء الرئيس أبو مازن بموغرينى ، أوضح د. شعث أن الرئيس الفلسطينى أكد لموغرينى عدم ممانعة الدولة الفلسطينية فى الدخول مجددا فى العملية التفاوضية مع الجانب الإسرائيلى من حيث المبدأ ولكن وفق مرجعيات محددة ، كما أكد لها أن فلسطين ترفض المفاوضات العبثية غير المحددة بأية معايير والتى يصر عليها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتينياهو.

 

وأشار د. شعث إلى اربعة مطالب وليست شروطا يجب تحقيقها قبل العودة لأية مفاوضات قادمة ، وهى قبول الجانب الاسرائيلي مبدأ حل الدولتين وأساسها حدود الرابع من يونيو 1967م، وتجميد كامل للاستيطان، والافراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى المعتقلين لدى الجانب الإسرائيلى منذ ماقبل اتفاقية أوسلو1993م وعددهم 26 أسيرا. وقبول اسرائيل بحل قضية اللاجئين حلا عادلا وفقا لقرار 194.

 

واختتم شعث حديثه قائلا : "أن الموقف الأوروبى جاء استجابة وتعبيرا عن الجهد الدبلوماسى والسياسى الكبير الذى بذلته الدولة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن على الرغم من كل المعوقات التى تفتعلها حكومة نتينياهو المتطرفة التى تقوض أية أمال لحل عادل للصراع وتسد أفق الحوار السياسى".