ما أصل كلمة مصر ؟!

منوعات

بوابة الفجر


إنّ اسم مصر بلغ من القداسة ما لم يبلغه اسم آخر من البلدان، والدال على ذلك هو كلام كتاب الله تعالى في بعض آياته العظيمة، فقد ذكر اسم مصر خمسة مرات في القرآن الكريم، فذكرت في سورة يوسف مرتان في الآيتان (21 و99)، قال الله تعالى:" وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّـهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" ﴿يوسف: ٢١﴾ "فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّـهُ آمِنِينَ" ﴿يوسف: ٩٩﴾

وهذا تأكيد عظيم على أنّها نالت تلك القدسية بسبب ذكر اسمها في القرآن الكريم، لكن هناك الكثير من الناس من يظنون أن اسم مصر هو ذو أصل عربي مشتق معناه بلد، وجمعه أمصار، وربطوا ذلك بأن قالوا بأنّ مصر هي مفرد كلمة أمصار وتعني البلد، هذا أمر صحيح، إلا أنّ سبب التسمية الحقيقي لمصر عند المؤرخين هو أن هذا الاسم قديم جداً يعود إلى ما بعد طوفان سيدنا نح عليه السلام، فهو بذلك اسم غير عربي، واتخذت مصر اسمها من أحد أحفاد النبي نوح عليه السلام وهو (مصرايم بن بنصر بن حام بن نوح)، وقد سكن مصرايم في مصر بعد الطوفان الذي حل على الكرة الأرضية.

وقد قيل أنّه كان لنوح عليه السلام خمسة أبناء هم (سام، حام، يافث، يخطون، وكنعان)، لكن كنعان أصرّ على كفره ولم يصعد مع نبينا الكريم نوح إلى سفينته لينجو من الطوفان فكان من الهالكين، أمّا من تبقوا فقد عاشوا بعد الطوفان، وقد عاش مصرايم حفيد حام في مصر وأخذت منه هذا الاسم، لذلك فإنّ المصريين هم من أصل حامي، نسبة إلى حام ابن نوح، أمّا باقي العرب الذين عاشوا في الجزيرة العربية فهم من أصل سامي نسبة إلى سام ابن نوح عليه السلام.

يقال أنّه كان لمصرايم أربعة أبناء هم (فقط، أشمن، أتريب، و صا)، لهذا فإنّ السّبب في تسمية مدينتي فقط وأشمون في مصر عائد إلى إبني مصرايم وهما فقط وأشمن، لهذا هاتان المدينتان هما من أقدم المدن في مصر.

وما يدل على أنّ اسم مصر ليس عربي هو أنّ مصر موجودة قبل أن تظهر اللغة العربية في العالم العربي وقد قيل أنّها ظهرت بعد العالم السادس من الميلاد في مملكة كندا، لأن الملوك في ذلك الوقت كانوا يغدقون الكثير من العطايا على الشعراء إذ أنّها ظهرت لتوحيد اللغة الشعرية، واستخدمها الناس قبل الإسلام لذلك سمّي الشعر بالشعر الجاهلي لأنه كان يؤلف أيام الجاهلية أي بعد نزول الدين الإسلامي، والله أعلم.