وزير الخارجية الإيراني يؤكد بقاء الخلاف مع أمريكا

عربي ودولي

بوابة الفجر


أعرب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، عن تفاؤله بإمكانية توصل بلاده إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، لكنه قال إن ذلك لا يعني أن طهران تسعى إلى التقارب مع الغرب.

وفي مقابلة أجرتها مجلة "دير شبيغل"الألمانية مع ظريف في مكتبه بطهران، بدا الوزير الإيراني مسترخياً وهادئاً إلى حد كبير، وقال إنه من حق الإيرانيين أن يسعدوا لقرب التوصل لاتفاق مع القوى الدولية، وأن المسؤولية تقع على الحكومة لكي تجعل شعبها يشعر بالسعادة.

لم يرتقِ لاتفاق
وتابع: "ما حدث في لوزان أمر غاية في الأهمية، لكنه لم يرقَ لأن يكون اتفاقاً. وأنا أعتقد أن الاتفاق ليس ممكناً فحسب، بل محتمل حدوثه. وقد توصلنا لتفاهم تصوري حول عدد من العوامل الخاصة بذلك القرار. ونحن بحاجة لصياغة ذلك كتابياً في صورة اتفاق، وهذا الأمر بالتحديد هو ما يقوم به زملائي الآن في فيينا".

صحيفة وقائع
وبسؤاله عن رأيه في قيام أميركا بإصدار صحيفة وقائع عن محاور المفاوضات الجارية لكي تثبت عدم تقديمها تنازلات كبرى، قال ظريف إنه لا يعتقد أن إصدار صحف وقائع أمر ذو جدوى، في ظل التغييرات الكبرى التي يشهدها العالم الآن.

كل النقاط صعبة
وقال إن كل النقاط التي تُناقَش تتسم بصعوبتها، نظراً لحاجة الجميع إلى كتابة كل الاتفاقات بحيث تكون مقبولة لـ 8 أطراف على الأقل ممن يجلسون على مائدة التفاوض : إيران ومجموعة 5+1 ( الولايات المتحدة، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا العظمى وألمانيا ) بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن التفاوض لا يزال جارياً.

الوضوح في الطرد المركزي
وتابع ظريف حديثه بالقول إنهم ملتزمون تماماً بالوضوح في ما يتعلق بعدد أجهزة الطرد المركزي التي ستكون في منشآت "نطنز" و"فوردو" وكذلك ما سيحدث لمفاعل الماء الثقيلة في "اراك"، مشيراً إلى أن كل العقوبات التي فرضتها أميركا والاتحاد الأوروبي ستُرفَع.

إجراءات رفع العقوبات
وبخصوص الجدول الزمني الخاص برفع تلك العقوبات، أوضح ظريف أن إجراءات رفعها ستتفاوت من مكان لآخر، فللاتحاد الأوروبي إجراءاته القانونية وهو نفس الأمر الذي ينطبق على الولايات المتحدة، وأن إيران لا تود أن تقحم نفسها عند التعامل مع جهة أجنبية في أمورها الداخلية المتشابكة، وأن كل ما يهمها هو النتيجة الفعلية.

قلق
وأضاف أن الإيرانيين لا يزالون قلقين بشأن صدق وجدية شركاء المفاوضات الجارية من الجانب الغربي، وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية، مشيراً بكل وضوح وصراحة إلى أن مستوى انعدام الثقة كبير في واقع الأمر، وأنه أمر متبادل بين الجانبين.

الاتفاق المنتظر
وشدد ظريف على أن ذلك الاتفاق المنتظر بمثابة الاختبار الحقيقي لمدى استعداد الولايات المتحدة التخلي عن وهم تغيير النظام في إيران، ووهم العداء والخصومة تجاه الشعب الإيراني والثورة الإيرانية. وتابع بتأكيده على أن بلاده لا تسعى إلى تقارب مع الغرب، وأنه ستكون هناك خلافات مع الجانب الأميركي بصرف النظر عمّا سيتم الاتفاق عليه.

دعم أنصار الله 
وأشار إلى أن إيران تدعم حركة (أنصار الله) في اليمن، في الوقت الذي تدعم أميركا التحالف الذي تقوده السعودية، لكن ظريف ظريف رد على ذلك بقوله: "انا لا ادري كيف تريد اميركا ان تبرر دعمها لقصف المدنيين الابرياء في اليمن، ولا تريد منا أن ندعم اي فصيل بعينه".

وحول ما يقال عن وجود ادلة لدى اليمنيين تثبت تواجد الحرس الثوري في اليمن، قال ظريف "هناك الكثير من الزيف والكذب وما نقوله نحن هو ان مشاكل المنطقة لاتحل بالقوة، وان الحرب على اليمن كانت خطا ولم تخدم سوى القاعدة".

وحول تحذير جون كيري من أن الأميركيين لن يبقوا غير مبالين ولن يسمحوا بزعزعة استقرار المنطقة في اشارة الى ايران، قال ظريف: ان مصدر عدم الاستقرار في المنطقة هو من يسعى لدعم الجماعات الارهابية المتطرفة مثل "داعش" و"النصرة" التابعة للقاعدة وكل من يحاول استغلال المتطرفين في المنطقة فخطوته سترتد عليه، مؤكدا ان الغرب هو جزء من هذا المشاكل.

"داعش" و"الأسد"
وعن دعم ايران لنظام بشّار الاسد بالمال والسلاح ودور ذلك في اطالة امد الازمة السورية، قال ظريف اننا ندعم الحكومة الشرعية السورية ولو لم نفعل ذلك لكان (داعش) الان في دمشق. 

وقال وزير الخارجية الإيراني: لقد اكدنا منذ البداية على الخيار السياسي لحل الازمة في سوريا ولكن البعض يصرون على وضع شروط مسبقة.

وحول ما إن كان من الممكن لإيران وأميركا أن يتعاونا سوياً بصورة رسمية لمواجهة تنظيم "داعش"، أوضح ظريف أنهم لم يروا استعدادًا جدياً من جانب واشنطن للتعامل مع داعش على محمل الجد.

وأضاف "أتصور أن تلك المشكلة مشكلة إقليمية وعالمية في نفس الوقت، ونحن على أهبة الاستعداد مع كل الدول في المنطقة من أجل التصدي لذلك التهديد. ونحن إذ نتعاون في الوقت الحالي مع الحكومة العراقية ضد داعش".

وحول دعم بلاده لنظام الأسد في سوريا وعملها بذلك على إطالة أمد المأساة هناك، أكد ظريف أنهم يدعمون الحكومة الشرعية في سوريا وأنهم يقومون بذلك للحيلولة دون دخول عناصر داعش إلى دمشق.

واعتبر أن التقارير الدولية التي تتحدث عن تراجع احترام حقوق الإنسان في إيران تحت قيادة الرئيس روحاني، قال ظريف إنه يعتقد أن المقرر الخاص للأمم المتحدة يبتعد عن المصداقية في نقله حقيقة الأمر بإيران، "فالواقع أن هناك دولة تمكنت من اجتياز الانتخابات ونقل السلطة من إدارة لأخرى عبر انتخابات بمشاركة 73 % من الناخبين، وأي شيء يتم ترديده عكس ذلك هو محاولة لعدم الاعتراف بالحقائق والوقائع".