ما الذي لجأت إليه إيران لتبرير تدخلاتها في المنطقة واليمن؟
نقل عن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قوله، السبت، إن إيران ستساعد الشعوب "المظلومة" في المنطقة قدر استطاعها.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عنه قوله في كلمة أمام زعماء إيرانيين ودبلوماسيين من دول العالم الإسلامي "شعوب اليمن والبحرين وفلسطين هي شعوب مظلومة ونحن ندعم المظلوم بأي قدر نستطيع".
وتحاول إيران التدخل في شؤون المنطقة بذريعة حماية الشعوب في حين أنها تهدف إلى "تصدير الثورة" لذي يقع في صلب العقيدة السياسية والعسكرية. وقال مراقبون إن مناصرة الشعوب المظلومة كما زعم خامنئي يأتي عبر تقديم المساعدة الانسانية والعمل على بسط الأمن والاستقرار وليس عبر تقويض السلم الاجتماعي والمساهمة في نشر الفوضى وتهديد أمن الدول كما تفعل ايران في اليمن والبحرين وسوريا والعراق.
وتقوم إيران بدعم الميلشيات الحوثية في اليمن بتسليحهم وحثهم على نشر الفوضى والعنف والانقلاب على السلطات الشرعية، وترى ايران في ذلك مصلحة لها لضمان توسع المد القارسي. كما دفعت إيران بمليشياتها الشيعية وقوات الحرس الثوري لخوض معارك في العراق أسهما في تأجيج الاحتقان الطائفي وكانت موجهة لضرب مصالح السنة. ومن المرجح أن يرى زعماء الخليج العرب في تصريحات خامنئي دليلا على أن إيران تحاول توسيع نفوذها في المنطقة بطريقة عدوانية.
وكان الزعماء التقوا بالرئيس الأمريكي باراك أوباما الخميس لمناقشة قضايا أمنية. وتتهم المنامة طهران بالتعاون مع منظمات شيعية متطرفة في الداخل لتحريك أجندات طائفية تستهدف أمن البحرين، كما تقول، ضمن معركتها الإقليمية الكبرى، ومساعيها المتقدمة للتوسع عبر عملائها في العديد من الدول العربية.
وأضافت المواجهة المتوترة على نحو متزايد بين إيران والسعودية بعدا طائفيا للصراعات الإقليمية خاصة في اليمن حيث يشن ائتلاف تقوده الرياض غارات جوية على المقاتلين الحوثيين الشيعة المتحالفين مع طهران. كما أثارت المواجهة بعض المخاوف بشأن الملاحة في الخليج أحد الطرق الرئيسية لنقل النفط.
وحاولت القوات الإيرانية مرتين مصادرة سفن تجارية لتسوية نزاعات قضائية. ونقلت الوكالة الإيرانية الرسمية عن خامنئي قوله "أمن الخليج الفارسي من مصلحة الجميع... إن لم يكن آمنا فسيكون غير آمن للجميع".
ويشارك قادة وعسكريون من الحرس الثوري الايراني، وعلى رأسهم قائد فيلق القدس قاسم سليماني في الوقوف الى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب التي دخلت سنتها الخامسة وأسفرت حتى الان عن مقتل أكثر من 200 الف شخص.
وتريد إيران تغطية تسليحها لوكلائها في المنطقة برداء التبادل التجاري أو المساعدات الإنسانية بالإضافة مزاعم دعم الشعوب المظلومة.
وأكد متابعون أنه كان أجدر بإيران أن تهتم بالوضع الحقوقي الهش الذي يعيش على وقعه الإيرانيون وتزايد عمليات الإعدام الى جانب عمليات التمييز الطائفي المتفاقمة في البلاد.