عزة الدوري.. من بائع ثلج إلى رفيق صدام حسين

عربي ودولي

بوابة الفجر


هاجم تسجيل منسوب لعزة الدوري، الرجل الثاني في النظام العراقي السابق، تنظيم "داعش"، كما عبر عن دعمه للعمليات العسكرية لقوات التحالف الدولي ضد الحوثيين في اليمن، رغم تقارير إعلامية عراقية تحدثت عن مقتله في وقت سابق. 

من جانبها قالت وزارة الصحة العراقية إنها لم تحصل حتى الآن على مطابقة للحمض النووي لعزة الدوري لمقارنتها بعينة من جثة يعتقد أنها تعود للدوري.

وفي تسجيل صوتي بثه تلفزيون "التغيير" المقرب من حزب البعث ومقره عمان، يوم الجمعة، قال الدوري إن ما يجري في العراق بمثابة "احتلال فارسي للبلاد تحت غطاء ديني ضيق". 

وتحدث الدوري في الكلمة المنسوبة له، عن دخول قوات الحشد الشعبي (ميليشيات شيعية تقاتل إلى جانب الحكومة) لمنطقة "النخيب" في محافظة الأنبار (غرب)، وهو ما تداولته الأنباء في 5 مايو الجاري، مما يدل على أن الكلمة حديثة نسبيا. 

وفي 18 أبريل الماضي، أعلن التلفزيون العراقي الرسمي، أن الدوري قتل خلال مواجهات القوات الأمنية والحشد الشعبي (ميليشيات شيعية متحالفة مع الحكومة) مع مسلحين في منطقة حمرين، بالقرب من حقول علاس، شرقي محافظة صلاح الدين (شمال). 

كما أعلن مسؤول في وزارة الصحة العراقية، إن "فريق الطب العدلي (الشرعي) الخاص بالوزارة تسلم الجثة التي يعتقد أنها للدوري، تمهيدا لإجراء فحص الحمض النووي "DNA" للجثة، ومطابقتها بقاعدة البيانات الخاصة بالدوري، دون أن يحدد موعدا لذلك. 

المسؤول ذاته قال أنه "لا يمكن تحديد موعدا لإعلان نتائج فحص الحمض النووي، لأن الأمر متعلق بشقين من الإجراءات وهما فحص الحمض النووي وإجراء المطابقة مع قاعدة البيانات التي ستتولى عدة جهات حكومية توفيرها". 

والتزمت الإدارة الأمريكية التي رصدت بعد احتلال العراق عام 2003 مبلغ 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود الى اعتقال الدوري أو قتله، الصمت حيال اعلان مقتله، فيما سارع حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يقوده الدوري منذ القبض على صدام حسين، إلى نفي نبأ مقتله لكنه لم ينشر أي تسجيلات صوتية أو مقاطع مصورة تؤكد أنه على قيد الحياة. 

الدوري، المولود عام 1942، ينحدر من بلدة الدور من فخذ البو حربة وهي جزء من عشيرة المواشط في الدور، القريبة من تكريت، مركز محافظة صلاح الدين (شمال)، التي ينحدر منها أيضا صدام حسين، الذي حكم العراق منذ عام 1968 حتى الاطاحة به عام 2003، وتزوج عزة الدوري من خمس نساء، وله من الأبناء 11 ابنًا و13 بنتا، ويكنى "أبو أحمد" نسبة إلى ابنه البكر أحمد. 

أخفق الدوري في إكمال دراسته الابتدائية في بغداد ولجأ إلى العمل كبائع للثلج، ثم انخرط لاحقا بصفوف حزب البعث العربي الاشراكي الحاكم في ذلك الوقت، ثم بعد سنوات اصبح عضوا بارزا في القيادة القطرية للحزب الذي يقوده صدام حسين. 

واعتقل الدوري عدة مرات كان أطولها  منذ عام 1963 إلى عام 1967، حيث أفرج عنه في ثورة شهر يوليو عام 1968، التي أطاحت بنظام الرئيس عبد الرحمن عارف، ليتولى حزب البعث العربي الاشتراكي السلطة في البلاد. 

وعقب تولى صدام حسين رئاسة العراق عام 1979 عين الدوري في منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، ليصبح الدوري الرجل الثاني في العراق منذ ذلك الوقت . 

وبرز الدوري في المحافل الدولية خلال المفاوضات العراقية الكويتية لحل المشاكل الحدودية بين البلدين، قبل الغزو العراقي للكويت، عام 1990. 

وإبان حرب الخليج الثانية عام 1991 شغل الدوري منصب النائب العام لقائد القوات المسلحة، كما كان وزيرًا الزراعة والداخلية، وفي أبريل 2003، أسند صدام حسين إليه مهمة القيادة العسكرية للمنطقة الشمالية قبيل الغزو الأمريكي. 

وعقب سقوط بغداد في يد القوات الأمريكية يوم 9 أبريل 2003، اختفى صدام ورموز نظامه، وفي مقدمتهم الدوري، وتردد أنهم يعملون لـ"مقاومة الاحتلال" من "تحت الأرض". 

ورصدت واشطن 10 ملايين دولار مكافأة لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلى اعتقال الدوري أو قتله، وصنفته حينها بأنه المطلوب السادس على قائمتها لرموز نظام صدام حسين. 

وبرز الدوري كقائد لـ"المقاومة العراقية"، بعدما ألقت القوات الأمريكية القبض على صدام حسين في ديسمبر/كانون الأول 2003، إذ نصبه حزب البعث العربي الاشتراكي، زعيما له خلفا لصدام حسين. 

ومنذ ذلك الحين، قاد الدوري جناحا عسكريا لقتال القوات الأمريكية التي وصفها، بـ"الغزاة" فيما هاجم في تسجلات صوتية له  الحكومات المتعاقبة التي قادها سياسيون شيعة واعتبرها امتداد للمتدد "الصفوي الايراني". 

وفي نوفمبر الثاني 2005 أعلن حزب البعث العراقي عن وفاة الدوري، وهو ما نفاه الحزب ذاته لاحقا. 

وفي عام 2009، أعلن الدوري تشكيل "جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني" المكونة من تحالف القيادة العليا للجهاد والتحرير وجبهة الجهاد والخلاص الوطني والتي انبثق عنها لاحقا تنظيم الطريقة النقشبندية الذي نشط في محافظتي صلاح الدين وكركوك (شمال). 

ومنذ خلافته لصدام حسين، اعتاد الدوري الخروج بين وقت وآخر على العراقيين بتسجيلات صوتية أو مصورة، كان أبرزها العام الماضي عندما وجه التحية لتنظيمي داعش والقاعدة عقب سيطرة داعش على الموصل (شمالي العراق)، معتبرا أن ما حصل "ثورة ضد الاستعمار الصفوي»"، وقال إن "تحرير بغداد بات قاب قوسين أو أدنى". 

وظهر الدوري في اخر تسجيل مصور له في يناير/كانون الثاني 2013، وأعلن خلاله تأييده لموجة الاحتجاجات التي شهدتها المحافظات السُنية ضد سياسة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي الذي رأس الحكومة من 2006-2014. 

بينما كان تسجيل صوتي للدوري يوم 6 أبريل الماضي، ونقلته عدة مواقع للتواصل الاجتماعي، ورحب فيه بعمليات تحالف "عاصفة الحزم"، الذي كانت تقوده السعودية في اليمن من 26 مارس الماضي حتى 21 أبريل الجاري، معتبرا أنه "عودة قوية للقومية العربية لوقف المد الإيراني في العراق والمنطقة، كما دعا إلى محاربة تنظيم داعش". 

ودعا الدوري في تسجيله الصوتي، النظام السوري "لترك الحكم من أجل وحدة سوريا والقضاء على إرهاب داعش"، كما وجه انتقادات حادة لرئيس الوراء العراقي حيدر العبادي.