ملك الأردن: أيديولوجيات الكراهية والعنف تقوض أسس التعايش وتعزز الخوف من الإسلام

عربي ودولي

بوابة الفجر


شدد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على أن أيديولوجيات الكراهية والعنف تقوض أسس التعايش وتعزز الخوف من الإسلام ، قائلا "إن هذه الانقسامات تخدم المتطرفين الذين انتهجوا العنف سبيلا وتبدد مساهمات المواطنين الصالحين الذين يشكلون الغالبية العظمى من مسلمي أوروبا".

جاء ذلك في كلمة ألقاها العاهل الأردني خلال حفل تكريمي استضافته مدينة (آخن) الألمانية اليوم الخميس لمنح جائزة (شارلمان) الدولية والتي تعد من أرفع الجوائز الألمانية للخدمة العامة لرئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز ؛ تقديرا لجهوده الكبيرة في خدمة مسيرة وحدة أوروبا وذلك بحضور عدد من الملوك ورؤساء الدول والشخصيات القيادية الأوروبية والعالمية.

وقال الملك عبدالله الثاني في كلمته – التي وزعها الديوان الملكي الهاشمي على وسائل الإعلام في عمان - "إن هناك مصالح متجذرة ومشتركة بين أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، فما يحدث في أي من المنطقتين كثيرا ما يؤثر وبشكل مباشر على الأخرى".

وأضاف "لا يمكن حل المشاكل في العزلة ولا بإقامة الجدران ولا في الشك في الطرف الآخر"..مشيرا إلى أن أوروبا أثبتت - كما أكد شولتز - أن تحقيق السلام والازدهار لا يتأتى إلا من خلال التعايش في إطار شراكة تستثمر فيها نقاط القوة المشتركة على أساس الاحترام المتبادل.

وتابع "إن ترسيخ التضامن ضروري فيما بيننا في مجال التصدي للإرهاب ، ففي منطقتنا وغيرها نشهد الأثر المدمر للخوارج ، أولئك الخارجين عن الإسلام ، على السلم والترابط المجتمعي"..مشيرا إلى أن العالم العربي الإسلامي وأوروبا متحدان في رفض هؤلاء المجرمين وأفعالهم الشنيعة.

وأضاف "إن الإرهابيين لا يحترمون الحدود وعليه فعلى ما نتخذه من إجراءات وقائية ودفاعية أن تكون ذات طابع دولي ومركّز في الوقت نفسه ، ويلعب الاتحاد الأوروبي في هذا المجال دورا مركزيا..ولقد دعا الرئيس شولتز لشراكة عالمية لمكافحة الإرهاب وأنا واثق أن تعاوننا في هذه المجالات وغيرها سيتنامى في مقبل الأيام".

ولفت إلى أن الصراع الذي طال أمده بين الفلسطينيين والإسرائيليين يعتبر أزمة لا تماثلها أية أزمة أخرى في نتائجها من انقسام عالمي وتطرف وخطر على أمن المنطقة واستقرارها..قائلا "لا يوجد احتلال ينتهك المبدأ الأول في الميثاق الأوروبي ، وهو مبدأ السلام والذي ينص على أن كرامة الإنسان مصونة ، مثل هذا الاحتلال".

وأشار إلى أن الملايين في جميع أنحاء العالم سيحيون غدا ذكرى النكبة والتي شكلت البداية للشتات الفلسطيني قبل 67 عاما ..قائلا "إن أي طفل أو طفلة فلسطينية ولد في ذلك اليوم قد عاش لسنوات دون أن تتوفر له فرص السلام والكرامة والاستقلال كما أن أحفاد ذلك الجيل وهم جزء من هذا العالم الكبير يتساءلون أين هي العدالة العالمية التي نسمع عنها؟ لماذا نسمع دائما بالمطالبة بحقوق للآخرين دون حقوق للفلسطينيين؟."

وقال "إن ما هو مطلوب الآن هو الإرادة من كلا الطرفين..نفس الإرادة التي ساعدت أوروبا لكي تجد مستقبلها..إرادة العيش في سلام واحترام متبادل..وعليه فإن على أوروبا أن تلعب دورا حيويا في توفير فرص التغيير وإيصال رسالة قوية مفادها أن الأمن لا يأتي إلا مع السلام..والسلام لا يأتي إلا مع الاحترام المتبادل والتعايش".

وحول الشراكة مع الاتحاد الأوروبي خصوصا من منظورها الاقتصادي..أفاد العاهل الأردني بأن الشباب يشكلون 65 % من سكان العالم العربي والعديد منهم يفتقرون إلى فرص لبدء حياتهم ، فغياب فرص العمل وتلاشي الأمل يجعلهم أهدافا للمتطرفين .. قائلا "إن شبابنا يستحقون أفضل الفرص والخيارات التي من شأنها أن تؤمن لهم ما يحتاجون إليه حقا".