أسرار إعلان الجزائر الحرب على "داعش"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

 حقيقة التدخل الأمريكى، والتعاون مع الجيش المصرى للقضاء على التنظيم الإرهابى

بدأ الجيش الجزائرى مساء أمس الإثنين، خوض معركته ضد تنظيم "داعش" الإرهابى، حيث شن حملة قوامها 4 ألاف مقاتل ومروحيات، هاجمت معاقل المتأسلمون فى 3 محافظات جزائرية، هى "سكيكدة وجيجل وسطيف"، شرق العاصمة الجزائرية.

وأكد الخبراء أن تلك المناطق الجبلية أشبه بشبه جزيرة سيناء فى مصر، وتستقر فيها جماعة متطرفة كانت تابعة لتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى، يطلق عليها" كتيبة الإعتصام"، أعلنت مؤخرا مبايعتها لأبوبكر البغدادى خليفة داعش المزعوم.

فى البداية قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد خبير العلوم الإستراتيجية، والملحق العسكرى الأسبق لدى بعض الدول الإفريقية، إن الصحراء الكبرى الممتدة فى جنوب الجزائر ودول إفريقية كثيرة، منذ عدة سنوات وهى فى قبضة تنظيم القاعدة.

وأضاف فؤاد أن أمريكا أرسلت فرق إستطلاع وقامت بتدريب قوات جزائرية للتصدى لهذا التنظيم، ولكنها لم تتمكن من القضاء على تلك البؤرة، القريبة من سواحل أوروبا؛ لأن الحدود بين الدول هناك غير محمية، ومن ثم يسهل هروب الإرهابيين إلى مالى أو أى دولة إفريقية أخرى.

وشدد الخبير الإستراتيجى على أن الجيش الجزائرى من الجيوش العربية القوية عددا وتسليحا وله خبرة كبيرة فى محاربة تنظيم القاعدة، وإنتصر على الإرهاب من قبل، مشيرا إلى أنه كما قلنا عن مواجهة الإرهاب فى سيناء، القتال فى المناطق الجبلية يحتاج لفترات قد تطول، لكن المهم هى البداية، ومن هنا إستشعرت الجزائر الخطر، وقرر جيشها أن يتصدى له قبل أن يتضخم.

وأوضح أستاذ العلوم الإستراتيجية أن أمريكا لها أجندة عالمية؛ ولذلك أنشأت القيادة المركزية فى الشرق الأوسط، ومقرها منطقة الخليج، ولها أيضا قيادة مختصة بالشأن الإفريقى، حيث تحاول أن تحل محل فرنسا وبريطانيا فى الدول الإفريقية التى كانت مستعمراتهما، لافتا  إلى أن هذه القيادة لها مقرات فى أوروبا وتعمل على محاربة الإرهاب وتأمين الملاحة الدولية فى شواطئ الدول الإفريقية.

وعن فرنسا قال الملحق العسكرى الأسبق، إن الجنرال "ديجول" قال"بدون أفريقيا لاتوجد فرنسا"، ومن ثم تحاول بلاده أن تظل مهيمنة على غالبية الدول الإفريقية التى كانت تحتلها، وتوجد قوات فرنسية فى بعض الدول، ومن ثم تتدخل أحيانا للتصدى للجماعات الإرهابية، فى دول مثل مالى وغيرها، حيث تحاول أن يكون لها وضع عالمى من خلال هيمنتها على أفريقيا إقتصاديا وعسكريا.

ومن جانبه استبعد اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى والإستراتيجى، أن يحدث تنسيق أو تعاون بين الجيشين المصرى والجزائرى لمحاربة داعش فى الجزائر، نظرا لبعد المسافة وإتساع ووعورة الصحراء الحدودية، لافتا إلى أن مصر تسعى للتنسيق مع الجزائر وفرنسا وإيطاليا؛ لهدف أخر هو ضرب معاقل الإرهاب فى ليبيا.

وأضاف مسلم أنه بالفعل كانت هناك إجتماعات قريبة بين وزير الخارجية سامح شكرى ونظراءه الفرنسى والإيطالى والجزائرى، وتواردت أنباء عن تشكيل تحالف "أورو متوسطى" يضم هذه الدول، لمواجهة خطر الإرهاب الداعشى فى شمال أفريقيا، وحوض البحر المتوسط، مشيرا إلى أن دول أوروبا إستشعرت الخطر بعد ضبط عناصر من داعش هاربة من المغرب إلى أسبانيا، وبعدما حدث للصحيفة الفرنسية، مؤكدا على أن الرئيس السيسى كان أول من حذرهم من خطر الإرهاب، وإنتقاله من الدول العربية والإسلامية إلى الغرب الأوروبى والأمريكى، ودعا العالم للتكاتف والتعاون لمحاربة كل صور العنف وأشكاله.