وزير التعليم الفنى لـ «الفجر»: منتجات المدارس قيمتها 160 مليون جنيه سنويا تذهب لميزانية الدولة

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر

ولد فى شهر مارس عام 1968 بمركز الباجور محافظة المنوفية، وتولى العديد من المناصب آخرها نائب وزير التربية والتعليم، عن الدكتور محمد أحمد محمد يوسف وزير التعليم الفنى والتدريب نتحدث.

حصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة عام 1990، شغل منصب مدير إدارة الطرق والكبارى بشركة المقاولون العرب، ثم تولى منصب رئيس قطاع التدريب بنفس الشركة، ثم تم تكليفه من قبل المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء لتولى منصب نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفنى ضمن حكومة محلب الحالية.

محمد يوسف يرى أن أبرز مشاكل التعليم الفنى فى مصر تتمثل فى غياب التكامل بين التعليم الفنى والتدريب المهنى، وعدم وجود ربط بين مراكز التدريب الموجودة فى الوزارات والتعليم الفنى بوزارة التربية والتعليم، والنظرة المجتمعية المتدنية للتعليم الفنى.

وفى حواره مع «الفجر»، كشف عن إعداد قانون جديد للتعليم الفنى، وتحدث عن علاقته برئيس الوزراء ودعم الرئيس السيسى للتعليم الفنى وعن تطوير المناهج وفتح كليات جديدة للتعليم الفنى.

■ فى البداية، كيف ترى نظرة المجتمع للتعليم الفني؟

- المجتمع ينظر إلى التعليم الفنى بشكل سيئ، ونظرة متدنية، مع العلم أن من يتخرجون لا يعملون فى مجالهم، والمثال على ذلك خريجى كلية آداب، فكلهم لم يعملوا فى مجال تخصصهم، ولكن تتنوع المهن الخاصة بهم، فأساس المهنة هو التعليم الفنى.

المجتمع يتغير ويتحول، وسوق العمل متشبع، وخريجى الكليات النظرية لا يجدون عملاً، «الراجل المحترم بيشتغل أى شغلانة لأن عنده بيت ومحتاج فلوس»، والمجتمع يُطور للتعليم الفنى لأنه لا حل بديل، لكننا نحتاج لتغيير النظرة المجتمعية.

■ ما خطة الوزارة للعام القادم 2015 / 2016 ؟

- لدينا اهتمام أكبر بالمناهج والمدارس والرقابة على العملية التعليمية لتكون بكفاءة أكثر مع زيادة الخدمات، لأنها كانت تعانى من نقص كبير بسبب عدم توافر المواد والخامات اللازمة للتدريب، كما سنبدأ فى تدريب العمالة المصرية لتسفيرهم للخارج.

■ كم يبلغ حجم ميزانية التعليم الفنى؟

- هناك لجان مشكلة من وزارة التربية والتعليم للفصل بين ميزانية الوزارتين، خاصة أن معظم الميزانية أجور، ولم نصل لأى اتفاق نهائى حتى الآن، لكن الفصل النهائى بين التعليم الفنى والتعليم العام سيكون بحلول شهر يوليو القادم، وكل ما يقال عن حجم الميزانية نسب تقريبية، ولا أستطيع الإفصاح عن أى نسبة بعد قرار رئيس الوزراء، فأنا حريص على دقة الأرقام الصادرة من الوزارة.

■ كم يبلغ عدد مدارس التعليم الفني؟

- عدد المدارس 1978 مدرسة، تضم 2 مليون طالب تعليم فنى، وتوجد خطة لإنشاء مدارس جديدة، ولكن التركيز الآن على ترميم المدارس القائمة وإعادة بنائها، بالاتفاق مع هيئة الأبنية التعليمية، وإلى الآن لم يتم حصر أعداد المدارس المستهلكة، فهناك مدارس طبقت عليها المقايسات للبدء فى إعادة ترميمها.

■ ماذا عن المناهج؟

- المناهج جزء أساسى من العملية التعليمية، ونحن نعمل حاليا على تطوير المنهج، لكننا نبحث عن طريقة صحيحة لتطوير المناهج، لأن منهج التعليم الفنى مرتبط بسوق العمل، فهناك طريقة اسمها «ديكب» فى تطوير المناهج، تكمن فكرتها فى أن يكون التعليم الفنى بالاشتراك مع المصانع والشركات، من أجل خريج محترف فى سوق العمل، مثل ميكانيكى السيارات، بالإضافة إلى المهارات الحركية، وهذه الآلية ستساعد الطالب على العمل فى المهنة التى اختارها وليس المعرفة فقط.

■ هل سيتم إعداد قانون جديد للتعليم الفنى ؟

- نعم. نجرى الآن الإعداد لقانون جديد للتعليم الفنى، والتركيز على الجزء المهنى والذى يعنى الاهتمام بالتعليم المهنى الذى يساعد على إخراج جيل قادر على البناء.

■ كيف يمكن ضبط العملية التعليمية؟

- الضبط يجب أن يبدأ من إلغاء فكرة الطلاب بأنه «لا ضرورة للحضور»، وهو أمر تكرر كثيرا خلال السنوات الماضية، ولكن تم تطبيق نظام جديد وهو من لم يُحقق النسب المطلوبة من حضور العملى سيحصل عليه فى فترة الصيف، ويخوض امتحانات الدور الثانى، وبالتالى يجب على الطلاب حضور الحصص العملى لضمان النجاح، «يعنى لو عايز تنط من على السور وتهرب نط لكن كده كده هتحضر العملى وتدخل الامتحان».

■ متى نجد خريج تعليم فنى جيد؟

- بعد 4 سنين من الآن.

■ هل أنت راض عن التعليم الفني؟

- لا طبعا، أنا غير راض عن التعليم الفنى لأنه ظل منسيا لسنوات طويلة.

■ ما أبرز المعوقات تجاه التعليم الفني؟

- أبرز المعوقات هى النظرة المجتمعية لخريجى مدارس التعليم الفنى، وهى النظرة التى يجب أن تتغير.

■ هل تعانون من أزمة نقص أجهزة فى مدارس التعليم الفني؟

- هناك أجهزة كثيرة تحتاج لصيانة، ومعظم الأجهزة الجيدة يتم التعامل معها على أنها «عُهدة»، ومطلوب تغيير هذا التفكير، لكننا لا نعانى أى أزمة فى توافر المعدات بالمدارس، وسيتم تجهيز المدارس بمعدات إضافية بعد رصد ميزانية قيمتها 824 مليوناً عن طريق المديريات داخل فيها المدارس.

■ هل يتم تأهيل المدرسين بالتعليم الفني؟

- نعم يتم تأهيل المدرسين وتدريبهم وفقا لتخصصهم، فمعلمو أقسام الملابس الجاهزة يتم تدريبهم حاليا داخل المصانع على المهارات، وهناك تخصصات سيتم استحداثها وأخرى سيتم إلغاؤها.

■ كيف ستشجع الطلاب دراسيا؟

- لدينا 3 طلاب فازوا فى جائزة دولية عن «الروبوت»، وهذا يعنى أننا نمتلك قدرات هائلة يمكن البناء عليها، «الدنيا ليست سوداء فى التعليم الفنى».

■ ما أفضل نظام من وجهة نظرك تتمنى تطبيقه فى مصر؟

- النظام اليابانى فى التعليم الفنى هو الأفضل، وأتمنى تطبيقه فى مصر، لأن اليابانيين هم أكثر الشعوب انضباطا سواء فى الشارع أو فى المدارس، وأتمنى أن يصل مستوى التعليم الفنى فى مصر مثل اليابان.

■ متى ستشعر بأنك فشلت؟

- ولماذا أشعر بذلك؟ التعليم الفنى فى مصر لديه دعم سياسى ومن أصحاب القرارات فى البلد، وأمتلك خطة وأعمل، ونيتى خالصة لله، والدعم السياسى للوزارة يعنى أن كل ما نطلبه سنجده، سواء ماديا أو بشريا أو معدات.

■ هل يمكن أن تستقيل؟

- طبعا، إذا لم أستطع تحقيق أى شيء ولم أعد أملك القدرة على تقديم جديد، فسأرحل، فهذا العمل تكليف وتشريف وخدمة لبلدى، وإذا لم أؤده على أكمل وجه فلن استمر فيه، أما البطء فى استخدام القرارات فى وزارة التعليم الفنى فقد انتهى عصره، فاتخاذى للقرارات وأنا وزير يختلف عما كنت عليه أثناء رئاستى للقطاع.

■ هل هناك متابعة دائمة من رئيس الوزراء إبراهيم محلب للوزارة؟ وماذا عن علاقتك به؟

- رئيس الوزراء يتابعنى يوميا من خلال التقارير، وما يقال عن أن اختياره لى فى هذا المنصب يرجع لعلاقتنا القديمة باعتبار أننى تتلمذت على يده، فهذا فخر لى، لكن قرار الاختيار والتزكية يُسأل هو عنه لأنه صاحب القرار، فقد عملت مع المهندس إبراهيم محلب لمدة خمس سنوات فى التدريب المهنى، وحصلت على درجة الدكتوراه من انجلترا، وهو ساعدنى فى بناء مجالى المهنى، وحظيت برعايته، لذا هو يأمل بأن أنجح فى منصبى، وأنا مدين له بالكثير من الفضل، حيث نمى هذه الجزئية بداخلى من خلال عملى معه فى 3 مراكز تدريب، وهو مهتم بالتعليم الفنى جدا.

■ لكن ما يُقال هو «ماذا فعل محمد يوسف للتعليم الفنى ليكون وزيرا»؟

- أى شىء خاص بالتعليم يحتاج إلى وقت كبير لكى يتحرك وتظهر ثماره، وقد بدأت رحلتى منذ أن كنت نائبا للوزير لشئون التعليم الفنى، وأرى أن نستمر فى الخطة الموضوعة، خاصة المناهج، وكل من يرى أننى غير كفء لذلك فهذا رأيه الشخصى وهو حر فيه، «معرفش الناس المنفسنة دول نظامهم إيه».

■ ما تعليقك على وضع وحال العمالة المصرية بالخارج؟

- العامل المصرى من أحسن الناس، لكن ليس جميعهم، لأن هناك البعض يحتاج إلى تأهيل وتدريب وهو ما سنعمل على تنسيقه، فطلاب التعليم الفنى نحن فى حاجة إليهم أكثر من أى فئة، لأنه الذى يستمر فى العمل والإنتاج.

■ ما الاستفادة من المدارس المنتجة؟

- المدارس المنتجة تُنتج 160 مليون جنيه سنويا، وهذا الإنتاج يذهب للدولة، بينما يحصل المعلم والطالب على نسبة من المدارس المنتجة، ولكن الأغلبية يتحول لميزانية الدولة.

■ هل سنجد افتتاحاً لكليات فنية جديدة الفترة القادمة؟

- نأمل فتح المسار للتعليم الفنى حتى لا تكون كلية هندسة هى الكلية الوحيدة المتاحة لخريجى التعليم الفنى فقط، فمن حق طلاب الثانوية الفنية الالتحاق بكليات متعددة، فنحن نعمل على إنشاء كليات خاصة بالتعليم الفنى، على الرغم أن الفكرة جميلة إلا أن لحظة التطبيق ستكون صعبة وتحتاج لوقت مناسب، ولكن سنحتاج لوقت لتطبيقها، ومن الممكن تطبيقها العام بعد القادم، بعد ضمان توفير سوق عمل للخريجين.

■ هل هذا يعنى أنك توافق على إلحاق نجلك بإحدى المدارس الفنية؟

- «التعليم الفنى الناس كلها بتنصح بيه لغيرهم»، واحتفظ بالإجابة لنفسى.