قبل ساعات من تشكيل الحكومة الإسرائيلية.. خبراء: "نتينياهو" سينجح فى إعلان حكومته

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


خبير عسكرى ليبرمان يفشل حكومة نتينياهو لمغازلة الولايات المتحدة

محلل سيلسى فلسطينى إعادة الإنتخابات الإسرائيلية أمر وارد 


قبل ساعات من انتهاء المهلة الزمنية المحددة لرئيس الوزراء الإسرائيلى المنتخب نتينياهو لتشكيل الحكومة تتوارد أنباء عن فشله فى هذه المهمة، مما يتيح للرئيس الإسرائيلى إعفائه من مهمته وتكليف حزب العمل الفائز بالمركز الثانى فى انتخابات الكنيسيت الأخيرة بتشكيل الحكومة.


وفى لقاء مع عدد من المتخصصين لكشف كواليس الساعات الأخيرة للحكومة الإسرائيلية المرتقبة يتضح التالي :-

قال اللواء أركان حرب محمد الغبارى الخبير العسكرى والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية ومدير كلية الدفاع الوطنى سابقاً أنه ليس من المستبعد نجاح "نتينياهو" فى تشكيل حكومته قبل سويعات من انتهاء المدة مضيفا أن الصعوبات الكبيرة التى واجهها نتينياهو دلالة على انقسام المشهد السياسى فى إسرائيل، وعدم قدرتهم على التوافق خاصا بعد تنامى التوتر بين نتيتياهو والرئيس الأمريكى أوباما على خلفية البرنامج النووى الإيرانى، مما يدفع الأحزاب الإسرائيلية الأخرى إلى تعويق حكومة نتينياهو لمغازلة الولايات المتحدة.

وأكد اللواء الغبارى أن أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلى السابق، يعيق تشكيل الحكومة وذلك على خلفية ما قام به نتينياهو من تقويض عدد من القوانين التى تقدم بها حزب إسرائيل بيتنا والذى يتزعمه ليبرمان موضحا أن فشل التفاوض مع ليبرمان سيضطر نتينياهو للتفاوض مع حزب العمل ورئيسه إسحق هرتزوج لتشكيل الحكومة.

كما أكد اللواء الغبارى أن ليبرمان يفشل حكومة نتينياهو وذلك من أجل التحالف مع هرتزوج لتشكيل حكومته موضحا أن عرب ٤٨ والذين حصلو على المركز الثالث فى انتخابات الكنيسيت الأخيرة، مستعدون للتفاوض مع هرتزوج لأنه الأقل تطرفا كنا هو معلن كما أوضح أنه سيكون هناك الكثير من المشاورات السياسية بين هرتزوج وعرب ٤٨ من حانب وهرتزوج وليرمان من جانب ثانى وذلك لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتضادة.

قال الدكتور أسامة شعث الخبير فى الشأن الفلسطينى وأستاذ العلاقات الدولية أنه يتوقع قدرة نيتنياهو على تشكيل حكومة يمينية ضيقة وفقا للحد الأدنى وهو ٦١ عضوا، مضيفا أن نتينياهو اعتاد عمل المفاجآت ومن ثم لا يستبعد إعلان تشكيل الحكومة فى السويعات القادمة مؤكدا أنه لا يوجد خلاف ايديولوجى بين الأحزاب الإسرائيلية حال دون التوافق على تشكيل الحكومة وإنما يوجد خلاف حاد على توزيع الحقائب الوزارية كما أكد أن هناك خلاف كبير على الحقائب السيادية وهى الدفاع والخارجية والقضاء بين الأحزاب المتطرفة التى تطمح فى السيطرة على المجلس الوزارى المصغر الذى يضم الوزارات السيادية فقط.

وأوضح الدكتور شعث أن المشاوارات بين نتينياهو وليبرمان وزير الخارجية السابق ورئيس الحزب المتطرف إسرائيل بيتنا فشلت تماما مما سيضطره إلى التفاوض مع حزب بينيت اليمينى المتطرف لتشكيل الحكومة مشيرا إلى أن نتينياهو يعانى ضغوطا كبيرة من الأحزاب اليمينية التى تعوق أية مشاورات بينه وبين الأحزاب الأقل تطرفا من وجهة نظرها كما تمانع فكرة اضافة أعضاء جدد فى الحكومة عقب تشكيلها أو المجلس الوزارى المصغر ينتمون إلى أحزاب أخرى.

كما أوضح الدكتور شعث أن الاحتمال الثانى هو تكليف اسحق هرتزوج رئيس حزب العمل بتشكيل الحكومة وذلك لحصوله على المركز الثانى فى انتخابات الكنيسيت الأخيرة مشيرا إلى الصعوبات الكبيرة التى تواجه هرتزوج من أجل تشكيل الحكومة وفقا للمهلة الزمنية المحددة كما أوضح أن هرتزوج سيكون مضطرا للتتفاوض مع عرب إسرائيل الذين حصلوا على المركز الثالث فى انتخابات الكنيسيت الأخيرة مما سيجعله فى موقف سياسى اكثر أريحية من نتينياهو على اعتبار أن لديه ٢٩ مقعدا مضمونا هم أعضاء حزب العمل علاوة على ١٤ مقعدا اجمالى المقاعد التى حصل عليها عرب ٤٨.

وأكد الدكتور شعث أن عرب ٤٨ مستعدون للتفاوض مع هرتزوح على أرضية من مبادئ المواطنة ووفقا لقرارات الأمم المتحدة فى اقامة الدولة الفلسطينية على حدود ٤ يونية ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية علاوة على متطلباتهم المتعلقة بالموافقة على مشروع القرار الذى تقدم به الرئيس الفلسطينى أبو مازن إلى مجلس الأمن بوضع اطار زمنى لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى كشرط أساسى لاستئناف المفاوضات مشيرا إلى التحديات الكبيرة التى تواجه هرتزوج فى هذا الشأن حيث سيجد صعوبة فى الإيفاء بالتزماته مع الفلسطينيين بسبب سيطرة اليمين المتطرف على دوائر صنع القرار الإسرائيلى مما سيدفع الكتلة العربية فى الكنيسيت الإسرائيلى بسحب الثقة من حكومة هرتزوج.

وأشار الدكتور شعث أنه فى حالة فشل هرتزوج فى تشكيل الحكومة خلال المدة الزمنية المقررة سيضطر الرئيس الإسرائيلى فى هذه الحالة إلى إعادة الإنتخابات موضحا أن سيطرة اليمين المتطرف على دوائر صنع القرار فى إسرائيل يسبب اختناقا سياسيا كبيرا ولكنه على الجانب الآخر يصدر صورة سيئة لإسرائيل على اعتبارها الدولة العنصرية المتطرفة مما دفع شعوب العالم إلى التعاطف مع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى والتى تبلورت أخيرا فى صورة الاعترافات المتكررة بالدولة الفلسطينية من قبل العديد من البرلمانات.

واختتم الدكتور شعث قائلا إن الفلسطينيين لا يهمهم من يترأس الحكومة الإسرائيلية ولا يأملون كثيرا فى المعارضة الإسرائيلية على اعتبار أن الجميع متطرف ولكن ما يسعون إليه هو إقامة الدولة الفلسطينية على حدود ٤ يونية ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية وهو الهدف الأسمى لكل الشعب الفلسطينى الذى لن يتنازلون عنه مهما بلغت التضحيات