صحيفتان أمريكيتان : كابول تعلن وقوف جهات أجنبية وراء الهجمات ضد الأجانب على خلاف تقييمات الناتو

عربي ودولي


علقت صحيفتان أمريكيتان صدرتا اليوم /الخميس/على أحدث المستجدات في قضية استهداف القوات الاجنبية المتواجده في أفغانستان، و قالت صحيفة(نيويورك تايمز)/أنه على الرغم من قرار الحكومة الأفغانية إتخاذ اجراءات جديدة للحد من هذه الهجمات،إلا أن مكتب الرئيس حامد كرزاي أكد لأول مرة أن أجهزة مخابرات أجنبية هي التي تقف وراء شن مثل هذه الهجمات/.

وأفادت الصحيفة -في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني-أن المتحدث باسم الرئيس الافغاني ايمال فايزي أعلن أن السلطات الأفغانية تدرس كل هجوم شن من قبل جنود تابعين لقوات الأمن الأفغانية على نظرائهم الأمريكيين على حدة .. وأنه تبين من استجواب من قبض عليهم من المتهمين أن جهات أجنبية تابعة لدول مجاورة هي التي تقف وراء هذه الهجمات.. دون أن يذكرها بالاسم .

ومع ذلك،أشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الأفغانية كثيرا ما تتهم باكستان وإيران بالضلوع في تخطيط مثل هذه الهجمات،الأمر الذي يخالف تقييمات قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) فى هذا الشأن..حيث رجحت قوات التحالف أن ما يقرب من 90\% من هذه الهجمات شنت نتيجة نزاعات شخصية أو ضغوط نفسية أو بسبب اختلافات ثقافية بين الشعب الأفغاني والشعوب الغربية.

و على الجانب الاخر أعرب العديد من المسئولين الغربيين والأمريكيين-حسبما أوردت الصحيفة-عن دهشتهم من تقييمات الحكومة الأفغانية حول هذه القضية بل وذهبالبعض منهم إلى الانتقاص من أهمية التصريحات التي أدلى بها فايزي..و قال مسئول بارز بوزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون)-رفض الكشف عن هويته- إننا لا نمتلك ثمة مؤشرات حول ضلوع كيانات أجنبية في هذه الهجمات .

وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من اعتراف الحكومة الافغانية بأن عدد من هذه الهجمات شنت بدافع الانتقام من تصرفات القوات الأمريكية تجاه الشعب الأفغاني وأن حركة طالبان ومجموعات مسلحة أخرى هي المرتكب الفعلي لها،إلا أن هذه المجموعات نجحت في فعلتها تلك بفضل مساعدات من مخابرات أجنبية.

وفى نفس الاطار نقلت الصحيفة الأمريكية عن مسئول أمني باكستاني رفيع المستوى وصفه لهذا السيناريو بالهراء ..و قال /أن الحكومة الافغانية لطالما سعت إلى تحميل جهاز المخابرات الحربية الباكستانية المسئولية عن وقوع مثل هذه الهجمات على أرضها/.

وبدروها،رأت صحيفة (وول ستريت جورنال)أن اعلان كابول وقوف جهات أجنبية وراء الهجمات التي شنها جنود أفغان ضد قوات غربية وأمريكية في الفترة الأخيرة يهدف في الأساس إلى تقليل حدة التوترات التي اتسعت رقعتها بين واشنطن وكابول على خلفية تزايد وتيرة هذه الهجمات.

واعتبر دبلوماسي غربي ومسئول عسكري في كابول-حسبما أفادت الصحيفة في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني-أن أي محاولة من قبل كابول لتفادي مسئوليتها عن تزايد وتيرة هذه الهجمات والتملص منها سوف تؤدي إلى زيادة التوتر بشكل كبير .

وأشار المسئول الغربي إلى صعوبة اقناع الرأي العام الغربي بابقاء قواته في أفغانستان وسط خضام هذه الهجمات والمعارك التي تستهدفهم،لا سيما مع تهديد حكومات غربية عديدة بتسريع وتيرة سحب قواتها من البلاد في وقت مبكر عن الموعد المتفق عليه بحلول نهاية عام 2014.

ولفتت الصحيفة إلى الضغوط الجسيمة التي أثقلت كاهل الحكومة الأفغانية من قبل قوات التحالف للحد من هذه الهجمات والقبض على مرتكبيها والتي كان أخرها زيارة رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي مارتن ديمبسي كابول يوم الأثنين الماضي لإجراء محادثات مع المسئولين الأفغان حول هذه القضية.

ومع ذلك،أوضحت الصحيفة الأمريكية أن الحكومة الأفغانية حرصت على اتباع وسائل تكنولوجية حديثة من أجل ضمان أن المجندين الجدد في صفوف قواتها الأمنية لم يتم القبض عليهم في السابق أو لهم صلات بارتكاب اعمال مسلحة في محاولة منها لوقف تسلل العناصر المتطرفة فضلا عن تكثيف المراقبة على الاتصالات الهاتفية التي تتم بين الضباط وعائلاتهم.