الكواليس الخفية في صفقة "الرافال" بين قطر وفرنسا
قالت صحيفة العرب اللندنية، إن قطر أعلنت الموافقة على شراء مجموعة من مقاتلات رافال الفرنسية في صفقة تكتسي من جهة أهمية مالية لصناعة السلاح الفرنسية، وتلبي من جهة ثانية لقطر جزءا من مساعيها لتطوير أسطولها من الطيران الحربي تدعيما لقدراتها الدفاعية وانسجاما مع توجه أعمّ لدى دول الخليج نحو دعم القدرات الذاتية في حماية المجال ومـواجهـة التهديـدات وحفـظ استقـرار المنطقة ككل.
ووفقًا للصحيفة، لا تخلو الصفقة من بعد سياسي حيث تخدم علاقات الوفاق التي تميزت بها العلاقات الفرنسية القطرية، والخليجية عموما على مدار السنوات الماضية.
وخلال فترة وجيزة تمتد لأشهر خلت خبرت دول الخليج بشكل عملي فاعلية سلاح الطيران، أولا من خلال مشاركتها في تحالف دولي لضرب تنظيم داعش في سوريا والعراق وتحجيم قوّته والحدّ من مخاطره على المنطقة ككلّ، ثم تاليا من خلال المشاركة في تحالف عربي تقوده المملكة العربية السعودية ودشن منذ 26 مارس الماضي حملة قصف جوي ضد المتمرّدين الحوثيين الموالين لإيران والذين نفذوا انقلابا على السلطات الشرعية في اليمن وانطلقوا في حملة غزو واسعة لمختلف مناطق البلاد وصولا إلى عدن التي كان الرئيس عبدربه منصور هادي قد اتخذ منها عاصمة مؤقتة بديلة عن صنعاء التي احتلها الحوثيون.
وحسب الحكومة الفرنسية فإن عدد الطائرات التي وافقت قطر على شرائها يبلغ 24 طائرة مقاتلة من طراز رافال التي تنتجها شركة داسو وأنّ قيمة الصفقة تبلغ ما يعادل 7،05 مليار دولار.
وغذت التوترات في الشرق الأوسط -في ظل الصراعات في اليمن وسوريا وليبيا فضلا عن المخاوف من النفوذ الايراني المتزايد في المنطقة- الرغبة لدى دول الخليج العربية في تحديث معداتها العسكرية.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الفرنسية إن العقد -وهو الثالث هذا العام لشركة داسو بعد صفقات لبيع طائرات مقاتلة لمصر والهند- يشمل أيضا صواريخ من طراز إم.بي.دي.إيه فضلا عن تدريب 36 طيارا قطريا و100 فني على يد الجيش الفرنسي.
وأوضحت الوزارة أن فرنسا ستبدأ في تسليم مقاتلات رافال لقطر اعتبارا من منتصف عام 2018 بمعدل 11 طائرة كل سنة، وقال مكتب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في بيان “تحدث الرئيس إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر الذي أكد رغبته في شراء 24 طائرة مقاتلة من طراز رافال”.
ويسافر هولاند إلى الدوحة يوم 4 مايو الجاري لتوقيع العقد قبل أن يتوجه إلى المملكة العربية السعودية ليكون ضيف شرف في قمة لزعماء دول الخليج العربية.
ورفعت مبيعات رافال صادرات الأسلحة الفرنسية هذا العام إلى نحو 15 مليار يورو وأعطت دفعة لشركة داسو التي وقعت تحت ضغوط متزايدة لبيع الطائرة في الخارج بعد فشل متكرر على مدى سنوات.
وقالت الحكومة الفرنسية العام الماضي إنها ستبطئ وتيرة تسليم طائرات رافال إلى 26 فقط على مدى السنوات الخمس المقبلة بدلا من 11 كل عام.
وقال المسؤول إن داسو تجري أيضا محادثات تهدف إلى تسليم 16 من الطائرات المقاتلة متعددة المهام إلى ماليزيا كما استأنفت مناقشات بشأن صفقة محتملة لبيع مقاتلات للإمارات.
من جانبها أشارت مصادر في وزارة الدفاع الفرنسية إلى أن الاتفاق النهائي في شأن العقد الخاص بالصفقة سلّمه أمير قطر لوزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان خلال زيارة قام بها للدوحة في 21 أبريل الماضي، وكانت عاشر زيارة سرية له لقطر منذ العام 2012.
وطائرة رافال التي دخلت الخدمة في العام 2004 في القوات المسلحة الفرنسية، لم تعرف نجاحها التجاري الأول إلا في فبراير الماضي مع بيع 24 مقاتلة لمصر بعد فشل ست محاولات لتصديرها.
ويفترض أن تصبح مقاتلة رافال الطائرة القتالية في سلاح الجو الفرنسي حتى العام 2040. ويتم تصنيعها بالتعاون مع داسو التي تشرف على 60 بالمئة من العملية ومع شركة تاليس للصناعات الكهربائية (22 بالمئة) وسنيكما (مجموعة سافران 18 بالمئة) والتي تزود المحرك أم 88 للجيل الجديد من هذه الطائرات. وبدأ استخدام هذه المقاتلة في العام 2004 وتم نشرها في أفغانستان منذ 2007. وكانت أولى المقاتلات التي تشن غارات فوق ليبيا في 2011 قبل أن تشارك في عملية سي رافال في مالي في 2013. ويتم استخدام تسع مقاتلات منها في العملية التي يشنها الائتلاف الدولي ضـد تنظيم داعش في العراق، وتعتبر هذه المقاتلة مؤهلة لعمليات الدفاع الجوي والقصف الاستراتيجي والدعم البري ومحاربة السفن والاستطلاع الجوي. كما إنها من وسائل الردع النووي الجوي الفرنسي.