"السيسي": "عبدالناصر" قمع الإخوان.. و"مبارك" تصالح معهم

أخبار مصر

بوابة الفجر

نشرت صحيفة الموندو الإسبانية، اليوم،  نص الحوار الحصري مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عشية زيارته الخاطفة لمدريد الخميس، في أول لقاء من نوعه للإعلام الإسباني.
 
وأكدت الصحيفة أن الحوار مع السيسي اتسم بالهدوء كعادته رغم التطرق لملفات ساخنة، مثل أوضاع مصر بعد الربيع العربي، وموقفه من الإخوان، وعلاقة الدين بالدولة، وتحديات الإرهاب بالمنطقة.
 
وقال الرئيس المصري، إن الديمقراطية هي حرية الاختيار وهذا ما بدا واضحًا في جميع خيارات المصريين منذ ثورة يناير وحتى إسقاط الإخوان رغم أنهم نجحوا بطريقة ديمقراطية، إلا أنهم أصبحوا أقلية الآن أمام توحد الشعب المصري، كما لم يستثن السيسي نفسه من التغيير إن أراد المصريون ذلك.

كما أكد السيسي أن علاقة الدولة بالإخوان منذ عبدالناصر تختلف عن اليوم، فجمال لم يمنحهم خيارًا قبل قمعهم، أما في عهد مبارك قام بمصالح معهم مقابل منحهم دورا سياسيا محدودا، لكن ما نراه الآن هو أن الشعب المصري، هو الذي قرر الإطاحة بهم "الإخوان"، وهو تغير استراتيجي غير مسبوق.

وأوضح السيسي، أن الوقت سيثبت لبعض المتعاطفين مع جماعة الإخوان صحة موقف الدولة المصرية أمام إجرام تلك الجماعات، وأن الدولة يتسع صدرها لجميع الآراء والأفكار ما لم تُفرض بالقوة، لذا يصفني الجميع دائمًا بسعة الصدر أمام إجرام الإخوان، لحرص الدولة على التعامل وفق معطيات العدالة والقانون.
 
وقالت الصحيفة: بدا السيسي واضحًا حين أشار إلى أن فصل الدين عن الدولة ليس معناه دولة ضد الدين، إنما الآلية السليمة لتجديد الفكر الديني لبعض الأشخاص الذين يعتقدون في أن الخلافة هي الأسلوب الأنسب للتطبيق رغم مرور الأمة الإسلامية بأنظمة سياسية عديدة، منذ الخلافة، كما أنه يرفض استخدام الدين كأداة في بعض التنظيمات المتطرفة للوصول إلى الحكم وهذا ما يخدع كثير من الناس.
 
ولفت إلى أن سبب تنامي قوة تنظيم داعش أو القاعدة هو أن بعض الناس يفهمون الدين  بطريقة خاطئة، وأن تشابه الفكر بينهم وبين جماعة الإخوان يجعلهم جميعًا في سلة واحدة.

وتطرقت الصحيفة إلى الأوضاع في سيناء، وأكد السيسي عدم تواجد داعش على أراضيها، وأن مجموعات إرهابية تتسرب من جانب فلسطين لتنفيذ عمليات في قرية  لا تتعدى مساحتها 40 كيلومتر من إجمالي 60 ألف كم مساحة سيناء.
 
كما أوضح أن الدولة دائمًا ما تجد نفسها أمام خيار مصيري وهو الاستقرار أو الفوضى، وإن حدث سيمس أوروبا والعالم كله.  
 
وعلى صعيد الأوضاع في سوريا واليمن وليبيا، قال السيسي، إنه لا يقلقه في سوريا سوى تنامي قوة الجماعات المتطرفة، كما أن الأمر لن يتوقف على أشخاص وإنما مستقبل الدولة التي تحتاج مليارات لإعادة بنائها، كما أكد أن خطأ تدخل حلف الناتو في ليبيا يكمن في أنهم لم يفككوا الجماعات المسلحة، وأنه ما زال يأمل في حل سياسي هناك لكن دعم دولي لمؤسسات الدولة وجيشها.
 
 أما عن عمليات التحالف العربي باليمن، أشار السيسي إلى أن السعودية لم تطلب من مصر إرسال قوة برية، حيث أنهم لا يريدون تعقيد الأوضاع هناك أكثر مما هي عليه الآن.

وحول الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، قال السيسي، إن ما يشغله هو ألا يؤثر ذلك الاتفاق على الاستقرار بالمنطقة وعلى أصدقائنا في شبه الجزيرة العربية.
وأخيرًا أجاب السيسي عن آماله في الزيارة المرتقبة لأسبانيا غدًا، بأنه يؤمن بالجغرافيا والأرض، وأن إسبانيا تعد حلقة وصل بين أوروبا وأفريقيا، كما أننا نقتسم سويا شمال وجنوب المتوسط، وأشار أيضا إلى التعاون الاقتصادي وتعزيز العلاقات والاستثمارات الإسبانية في مصر، حيث تعد سوقًا كبيرًا يتسع لـ90 مليون نسمة، والمدخل الإفريقي لإسبانيا.
 
كما أعرب عن أمنياته في حل مشاكل بين شركة غاز فينوسا الإسبانية في مصر بعيدًا عن اللجوء للتحكيم الدولي، لافتًا إلى سوء الأوضاع الاقتصادي سبب أضرارًا لجميع الأطراف.