وكالة الطاقة الذرية تضغط على إيران لزيارة موقع عسكري
قال دبلوماسيون وخبراء غربيون إن المفتشين النووين التابعين للأمم المتحدة، سيضغطون من جديد في محادثات مع إيران هذا الأسبوع من أجل السماح لهم بدخول منشأة عسكرية رئيسية، لكن فرص العثور على أي أدلة على أبحاث يشتبه في صلتها بإنتاج قنبلة ذرية، ربما ضعفت بسبب عمليات تنظيف الموقع.
وأصبحت زيارة مجمع بارشين العسكري أولوية للوكالة الدولية للطاقة الذرية مع سعيها لوضع حد لما يرى الغرب أنه عرقلة إيرانية منذ فترة طويلة لتحقيق الوكالة في مزاعم بخصوص محاولات لتصميم سلاح نووي.
وتنفي إيران اتهامات بأنها تسعى لتطوير تكنولوجيا صنع أسلحة نووية. لكن رفضها كبح نشاطها النووي والتحلي بمزيد من الشفافية بشأنه أدى إلى فرض عقوبات متزايدة عليها وأثار تكهنات بأن إسرائيل ربما تهاجم المواقع النووية الإيرانية.
ويقول دبلوماسيون غربيون استنادا إلى صور التقطتها الأقمار الصناعية إن إيران هدمت بعض المباني الصغيرة وجرفت الأرض في بارشين في محاولة على ما يبدو لتطهير الموقع من أي أدلة قد تدينها، حيث تعتقد الوكالة الدولية أن اختبارات لها صلة بأسلحة نووية أجريت داخل غرفة من الصلب ربما قبل نحو عشر سنوات.
وقال مبعوث سمعت أن هناك في الوقت الحالي عملية تنظيف كبيرة جارية في بارشين. وقال المبعوث ودبلوماسيون آخرون إنه لم يتم رصد هذا النشاط إلا بعد أن ذكرت الوكالة اسم مجمع بارشين في تقرير مفصل في أواخر العام الماضي.
وقال دبلوماسي آخر معتمد لدى الوكالة الدولية إنه يعتقد أن إيران لن تسمح بدخول المنشأة إلا إذا كانت واثقة بشدة من أنه لن يتم العثور على شيء .
وتقول إيران إن بارشين الذي يقع على بعد حوالي 30 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة طهران موقع عسكري تقليدي ورفضت المزاعم التي أثيرت حوله بوصفها سخيفة .
لكن دبلوماسيين يقولون إن من المرجح أن تعبر الوكالة عن قلقها المتزايد بخصوص ما يشتبه في أنها جهود لتنظيف موقع بارشين وكيف يمكن أن تعرقل تحقيقها وذلك في تقريرها ربع السنوي القادم بخصوص برنامج إيران النووي. ومن المقرر صدور التقرير الأسبوع القادم.
وقال معهد العلوم والأمن الدولي وهو مركز أبحاث أمريكي هذا الشهر إن صورا التقطتها الأقمار الصناعية من بارشين كشفت ما يبدو أنها النتيجة النهائية لعملية كبيرة للتطهير وتجريف التربة .
وكشفت وثائق ومسئولون أن المحادثات بين مسئولين كبار من الوكالة الدولية ومسئولين إيرانيين والمقرر أن تجرى يوم الجمعة في فيينا يمكن أن تتيح لإيران فرصة في اللحظة الأخيرة للتأثير على فحوى التقرير إذا عرضت تقديم تنازلات بشأن دخول المواقع.
ويتوقع أن يؤكد تقرير الوكالة مجددا أن إيران ماضية قدما في برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وسيرفع التقرير إلى مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة والذي سيجتمع في الفترة من العاشر حتى الرابع عشر من سبتمبر أيلول ويرجح أن يهيمن موضوع إيران على جدول الأعمال مرة أخرى.
وسيكون الاجتماع بين الوكالة وإيران هذا الأسبوع الأول بينهما منذ محادثاتهما في أوائل يونيو والتي انتهت بالفشل حيث وضعت إيران شروطا لكيفية إجراء التحقيق لم تكن مقبولة لمفتشي الوكالة.
وقالت الوكالة إن الجانبين سيجريان المزيد من المناقشات بخصوص نهج منظم لحل المشاكل المعلقة بشأن برنامج إيران النووي في إشارة إلى الشكوك في وجود أبعاد عسكرية محتملة لأنشطة طهران الذرية.
ولم يتم الكشف عن تفاصيل. لكن الوكالة أوضحت في جولات محادثات سابقة هذا العام أن طلبها العاجل هو زيارة بارشين.
وتقول ايران إنه يجب الاتفاق أولا على إطار عمل للتحقيق قبل إمكانية السماح بدخول المفتشين للموقع وهو موقف رفضه دبلوماسيون غربيون باعتباره أسلوبا للتأخير.
ومن غير الواضح ما إذا كانت إيران ستقدم أي تنازلات بخصوص بارشين في محادثات الجمعة التي ستجرى في مقر بعثتها الدبلوماسية في فيينا.
وقال مارك فيتزباتريك خبير شئون الانتشار النووي في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية إنه حتى إذا سمحت إيران لمفتشي الأمم المتحدة بزيارة الموقع، فإنهم لن يعثروا على الأرجح على أدلة قوية على أنشطة مرتبطة بالأسلحة الذرية.
وقال فيتزباتريك لرويترز: لا يمكن على الأرجح لأعمال التنظيف أن تزيل جزيئات اليورانيوم كلية، لكنها لن تكون مخصبة وستكون إيران قادرة على تقديم تفسيرات تبرئ ساحتها .