مئوية مذابح الأرمن بين نكران تركي.. واعتراف دولي

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

في 24 ابريل تحل الذكري المائة علي مذبحة الأرمن التي أقيمت علي الحانب  الشرقي من الأراضي الارمنية التي تحتلتها تركيا أزهقت فيها نفوس مليون ونصف المليون شخص من مواطني الدولة العثمانية خلال اقل من سنة وفقا لما جاء في "للكتاب الأسود" لطلعت باشا لتوثيق مأساة الأرمن  "الإبادة الجماعية للأرمن ".

وأدت هذه المذابح أيضًا إلى فقدان الأرمن للجزء الأكبر من وطنهم التاريخي الذي عاشوا فيه منذ الألف الثالث قبل الميلاد.

بدات المذابح التركية بحقّ الأرمن والسريان والأشوريين عام 1915 من قبل الامبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ  عمليات الترحيل القسري من خلال مسيرات في ظل ظروف قاسية مثل  حرمانهم من الغذاء والماء أدت إلى وفاة الكثير ، كما تم اغتصاب العديد من النساء.

ولم تكتفي الإمبراطورية العثمانية بالأرمن فقط بل امتدت المذابح  للمسيحيين السريان والكلدان والآشوريين واليونانيين وغيرهم، و يعتبر هذا جزء من سياسية الإبادة التي انتهجتها الإمبراطورية العثمانية ضد الطوائف المسيحية.

ومن المعترف به على نطاق واسع ان مذابح الأرمن تعتبر من جرائم الإبادة الجماعية الأولى في التاريخ الحديث،ومع ذلك لم يتم الاعتراف بها دوليا حتى الأن .

وفي عام 1923   وقعت تركيا علي معاهدة لوزان والتزمت فية بالمادتين 37 و38 الخاصة بحماية الأقليات.

وتعهدت الحكومة التركية بضمان الحماية الوافية الكاملة لحياة و حرية جميع سكان تركيا دون تمييز في المولد أو الجنسية أو اللغة أو العرق أو الدين.

وعلي عكس العرب  الذين ينسون المذابح التي قام بها الاستعمار علي مدار تاريخهم حتي الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003 , قامت ارمنيا  ببناء نصب تذكاري في مدينة  يريفان العاصمة ليذكر الجميع بالطريق الذي سلكه مئات آلاف الأرمن في طريق هروبهم  بعد المذبحة التي استمرت من1915 حتي 1917, كما صدر العديد من الكتب مثل "الناجون من المجزرة يبكون الماضي " ," الذاكرة الارمينية المصورة " , "الارمن والبحث عن ملجأ".

تركيا لها رآي أخر

تحتفل تركيا في 24 ابريل من كل عام بانتصارها في معركة جاليبولي علي بريطانيا, عندما أراد  "لونستون تشرشل" اقتحام مضيق الدّرنيل حين كان وزيرًا للبحريّة البريطانية  1915 , وبعد فشل حملتة البحريّة.

في  "مارس 1915" على المضايق قرّر الحلفاء القيام بحملة بريّة، وفي 24 أبريل نزلت الجيوش الإنجليزية والاسترالية والنيوزلندية بعدّة جهات في شبه جزيرة جاليبولي ونزلت قوّة فرنسا على الشّاطئ الآسيوي واستطاع الأتراك بقيادة "ليمان فون ساندرس "تقوية استحكاماتهم وقاموا الحلفاء مقاومة شديدة ومنعوهم من الاتّصال بعضهم ببعض وكان من بين الضبّاط الأتراك مصطفى كمال أتاتورك.

شتات الأرمن منذ العصور الوسطي

بدأت الهجرات الأرمينية علي مصر بعد ان سيطر البيزنطيون علي أراضيهم في القرن 11 الميلادي , وقد شجع تسامح الفاطميين علي توافد الأرمن علي مصر , واشتهر العديد منهم أمثال بدر الجمالي وزير الخليفة الحافظ للدين 1134م  وبهاء الدين قراقوش  و لؤلؤ الحاجب قائد أسطول صلاح الدين و تغري بردي.

 اشتهر الأرمن بالتجارة لارتباطها بالتعليم والقيام بالعمليات الحسابية عند إبرام الصفقات , واشتغلوا بوظيفة الكاتب بالوكالات التجارية  في مصر, واهتموا بالترجمة من التركية للعربية والانجليزية والفرنسية  وظهرت وظيفة "الترجمان باشا " مثل سليمان الترجمان وحواي النصراني , وساهموا في نقل العديد من المؤلفات العربية والتركية الي أوربا.

وبالرغم من الخسائر الهائلة بالأموال والممتلكات لم يتم تعويضهم حتي الان ، فضلاً عن تدمير ارثهم الثقافي والحضاري والآثاري، ويوجد عدد كبير من الارمن الذي يعيشون في لبنان، سوريا، العراق ، فلسطين ، الاردن ومصر.

يتمتع الأرمن في الدول العربية بالحرية في ممارسة نشاطاتها الدينية والحياتية، خاصة في لبنان لديهم أربعة احزاب سياسية هم حزب الطاشناق حزب الهنشاق و حزب الرامغافار و حركة اللبنانيين الأرمن الأحرار.