رؤساء تحرير الصحف القومية يسابقون الزمن لإرضاء الجماعة والحزب الحاكم

أخبار مصر


ما أشبه الليلة بالبارحة ، لم يمر سوى بضعة أيام قليلة على تعيين رؤساء التحرير الجدد للصحف القومية ، حتى سارعوا فى إعادة هيكلة السياسة التحريرية داخل المؤسسات الصحفية القومية لتتماشى مع سياسة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة ,الحزب الحاكم فى البلاد الان

فقامت جريدة الأخبار التي يرأس تحريرها محمد حسن البنا بالغاء صفحة آراء حرة التي يكتب بها مجموعة مميزة من المفكرين والادباء والشعراء والكتاب والصحفيين من خارج المؤسسة , وهي صفحة يومية كان يكتب بها يوسف القعيد وإبراهيم عبد المجيد ومحمود الورداني ومدحت العدل وغيرهم.

يأتي ذلك بعد منع مقال عبلة الرويني من النشر في جريدة اخبار الادب, التي تناولت فيها موضوع أخونة الدولة , وتلاه منع نشر مقالة يوسف القعيد لا سمع ولا طاعة التي يستنكر فيها القعيد قيام شباب مؤيدين للرئيس مرسي بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي وتهديد الإعلاميين.

وجاء قرار جمال عبد الرحيم، رئيس تحرير جريدة الجمهورية بإلغاء الصفحة الثقافية، بدءًا من هذا الأسبوع، على الرغم من قيام محرري الصفحة بتجهيز المادة الصحفية اللازمة للنشر في عدد اليوم الاثنين. حيث أن قرار المنع أو الإلغاء كان متوقعًا منذ الأسبوع الماضي

فيما أشارت الشاعرة والصحفية غادة نبيل، المشرف على الصفحة الثقافية بجريدة الجمهورية أن أسباب المنع خاصة بتوجه الصفحة وما ينشر عليها، والمناهض لأي قمع سواء كان دينيًا أو عسكريًا. ، بالتزامن مع توقف مقالة الزميل يحيى قلاش احتجاجا منه على سياسة التحرير الجديدة

وأشارت القاصة والزميلة الصحفية سامية بكري، محررة بالقسم الثقافي بجريدة الجمهورية، أن الصفحة كانت تحتوي على تحقيق للزميل جمال فتحي عن حرية التعبير ومقال لغادة نبيل وبيان نادي القلم بشأن حرية التعبير والهجمة على المثقفين ,وباب تواصل عن الأنشطة الأدبية على الانترنت. مشيرة إلى أن فريق العمل كان يحاول أن تكون الصفحة صوتًا للتغيير ومعبرة عن الثورة، ملتمسين تعاونًا من رئيس التحرير السابق محمود نافع.

وعلق الكاتب يوسف القعيد على منع مقالته : أعتبر المنع إرهاباً فكرياً وتهديد حرية الرأى، بل ويهدد جميع الحريات التى منحها الدستور المصرى لكل المثقفين والمبدعين، تلك الحرية التى نادت بها ثورة 25 يناير، ونحن لا نقبل أن تسرق منا حريتنا، وماذا يتبقى لمثقف بعد منعه من حرية التعبير؟ فأين احترام الحريات والديمقراطية وثقافة الاختلاف واحترام الرأى والرأى الآخر، هل معقول أن يحدث ذلك فى مصر الآن؟ ايام مبارك كان يترك بعض الصحفيين يعارضونه حتى يبدو للشعب انه ديمقراطى، والآن يمنعون أصحاب الرأى المعارض ولا يمنعون نشر مقالات الكتّاب المتحولين الذين كانوا يكتبون تمجيداً لمبارك، هم انفسهم الذين يكتبون تمجيداً فى السلطة اليوم.

فيما اكدت دراسات اعلامية، أن تبعية الصحف القومية للحكومة هى أحد الكوارث التي تلغى أستقلال الصحافة ،حيث لابد أن تكون الصحافة القومية ليست لعرض رأى الحكومة والرئيس فقط أنما لابد أن تعرض رأى الشعب ، وهو الامر الذى تفقده الصحافة القومية ،ونصحت الدراسة بإلغاء التباعية و أستقلال رؤساء التحرير اذا أردنا أستقلالا للصحافة, مع العلم ان هذه الدراسات صدرت فى عهد النظام الماضى