دينيس روس: الأخوان متمسكون بأيديلوجيتهم ولا يعترفون بأي شيء يثير التساؤلات حول فلسفتهم

أخبار مصر


قال المستشار السابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما للشرق الأوسط، دينيس روس، أن الرئيس المصرى محمد مرسى استغل الهجوم على سيناء، والذي أسفر عن مقتل 16 من الجنود والضباط المصريين في سيناء في بداية أغسطس الحالى، وهو الهجوم الذي أحرج الجيش وبالتحديد المجلس العسكري، واستطاع مرسي بذلك الإطاحة بمعظم قيادات الجيش الكبار من مناصبهم؟

وأضاف روس أن مرسي أيضًا اتخذ خطوة أحادية بتعديل الإعلان الدستوري الصادر في مارس 2011، ومنح نفسه سلطات تشريعية وتنفيذية، باختصار، فرض مرسي الحكم المدني على مصر، دون أدنى مقاومة من الجيش .

واكد روس، الذي يشغل منصب مستشار في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، في المقال المنشور بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية،الاثنين، إنه حان الوقت بالنسبة للقادة في مصر أن يدركوا الحقيقة الجديدة وأن يقبلوا البدائل التي بدأت تتشكل في مصر، مشيرًا إلى أن السيطرة الكاملة أصبحت الآن في يد الرئيس محمد مرسي والإخوان المسلمين.

وأوضح أن عدد من المصريين يعتقدون أن سيطرة مرسي على المجلس الأعلى للقوات المسلحة منح الفرصة أخيرًا للثورة المصرية للإطاحة بأهم فلول نظام مبارك، وتحقيق هدفها، لكن آخرين، أما غير الإسلاميين، يرون أن ما حدث يعتبر حركة من الإخوان المسلمين للإطاحة برموز السلطة، والقبضة على أمكانهم.

وتابع روس: هناك دوافع منطقية للقلق، تتضمن قيام مرسي بتعيين صلاح عبد المقصود، وزيرًا للإعلام، الذي يعتبر من الإخوان المسلمين، ويدعم بنشاط خطوة تغيير 50 من رؤساء التحرير والصحفيين، بالإضافة إلى توجيه اتهامات لجريدة الدستور بإهانة الرئيس، مشيرًا إلى تغير نبرة الإعلام الرسمي بوضوح خلال الأسبوع الأخير، إذ أصبح في صالح مرسي أكثر، مستدركا قائلا: إن كل هذا لا يعني أن مسار التغيير في مصر لا يمكن الجزم به، وإنما يعني أن الرئيس، الذي أحاط نفسه بأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين والمؤيدين، أصبح الآن يسيطر على كل مؤسسات السلطة، وبالتالي أصبح من الصعب عليه، أو على الإخوان المسلمين، التنصل من مسؤولية أي شيء يحدث في مصر.

وأشار روس الى أن مصر تواجه تحديات اقتصادية صعبة، وتحتاج لمساعدات خارجية واستثمار خاص، وقد أصبح مرسي والجماعة يطلبون الدعم الخارجي لتنفيذ «مشروع النهضة» لإعادة إحياء الاقتصاد، بعدما كانوا يقاومون شروط قروض صندوق النقد الدولي قبل أن يصلوا للسلطة. لافتا أن مرسي والإخوان متحمسون، ليس فقط للاقتراض، وإنما أيضًا لاقتراض أكثر من 3.2 مليار دولار كان صندوق النقد الدولي قد عرض تقديمها لمصر بشروط.

وأعتبر روس أن مرسي والإخوان بهذه الطريقة قد أدركوا الحقيقة، لكنهم مصممون على إنكارها، مشيرًا إلى إنكار مرسي قيامه بإرسال رسالة إلى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بعد أن أدى الإعلان عنها إلى قيام الإخوان المسلمين بشن حملة هجوم، مؤكدًا أن مرسي أنكر حقيقة واضحة، «تماما كما اتهموا الموساد الإسرائيلي بالوقوف وراء هجوم سيناء، وهم يعرفون جيدًا أن ذلك ليس صحيحًا».

وأكد أن الإخوان المسلمين مصرون على عدم الاعتراف بالحقيقة، وعلى العيش في حقيقة تخصهم وحدهم، ومتمسكون بأيديلوجيتهم ولا يريدون الاعتراف بأي شيء يمكن أن يثير التساؤلات حول فلسفتهم، مطالبًا واشنطن والغرب بألا يتأقلموا مع طبيعة الإخوان، وألا يوافقوا الجماعة على كل شيء، فبالرغم من أن اختلافات السياسة مفهومة، إلا إنه ليس من المقبول إنكار الحقائق وتبني سياسات قائمة على الكذب والاختلاقات.

وانهى المستشار السابق للرئيس الأمريكي، كلمته قائلا: إن مرسي وجماعته يجب أن يعرفوا أننا مستعدون لتحريك المجتمع الدولي، والمؤسسات المالية الدولية لمساعدة مصر، لكن ذلك لن يحدث إلا عندما يكون النظام المصري مستعد للتعامل طبقًا لقواعد قائمة على مبادئ حقيقية، منها ضرورة احترام حقوق الأقليات والنساء، وضرورة قبول التعددية السياسية والتنافس السياسي المفتوح، وضرورة احترام المعاهدات والالتزامات الدولية، ومنها اتفاقية السلام التي أبرمتها مصر مع إسرائيل .