مى سمير تكتب : «المقر» كتاب أمريكى يكشف فضائح عائلات الرؤساء
■ علقة هيلارى كلينتون اليومية كانت الضرب بكتاب.. والرئيس الأمريكى السابق سال دمه على الفراش أكثر من مرة ■ ريجان كان شخشيخة فى أيدى زوجته.. أصعب زوجات رؤساء أمريكا
■ أبناء الرئيس كارتر كانوا يدخنون الحشيش فى كل مكان بالقصر الرئاسى
■ أوباما من أكثر الرؤساء سفهاً انشغل بتحويل ملعب تنس إلى ملعب سلة
■ كل ساسة أمريكا ورطوا الجيش فى أهداف لا تنتمى للواقع
■ الغرور وثقة ساكنى البيت الأبيض
■ الكاتبة التقت أكثر من 100عامل سابق فى البيت الأبيض
زاوية الرؤية هى التى تحدد لك تفاصيل المشهد، ومع تعدد الزوايا تختلف التفاصيل، ولهذا يحمل كتاب (المقر: داخل العالم الخاص للبيت الأبيض) أهمية خاصة فهو يقدم تفاصيل حياة الرؤساء الأمريكان ولكن بزاوية رؤية شديدة الخصوصية، فالكاتبة اختارت التعرف على تفاصيل الحياة داخل البيت الأبيض من خلال شهادات العاملين فيه. عبر عيون كبير الخدم، الشغالات، الطباخين، مسئولى تنسيق الزهور، البواب، وعمال الصيانة، حملت قصة رؤساء أمريكا الكثير من الإثارة، وعادة لا تنتبه الشخصيات العامة للعاملين الذين يقومون بخدمتهم ولكن فى حقيقة الأمر فإن هؤلاء عادة هم من يملكون مفاتيح قصص الحياة فى القصور الملكية أو الرئاسية، فهم يملكون رؤية مميزة وفريدة لما يحدث لأنهم عادة لا يلفتون الانتباه.
بدأت كات أندرسون كتابها بتأكيد أن تلك الشهادات التى تستعرضها تتضمن ذلك الجانب الذى حاول رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية الإبقاء عليه بعيدا عن الأعين. وفى سعيها لكشف المستور التقت مؤلفة الكتاب مع أكثر من 100عامل سابق فى البيت الأبيض، وذلك بالإضافة إلى بعض أقارب الرؤساء السابقين. تعترف الكاتبة بأنه لم يكن من السهل عليها إقناع العاملين فى البيت الأبيض بالكشف عن كواليس الحياة داخل المقر الرسمى للرئيس الأمريكى، فى النهاية وحتى فى ظل عدم وجود عقد لضمان السرية فإن هناك التزاما أخلاقيا يجعل العاملين فى القصور الرئاسية والملكية يلتزمون الصمت ولا يكشفون عن تفاصيل ما يشاهدونه. لكن المؤكد أن العاملين الذين التقت بهم وأقنعتهم بالحديث معها قد كشفوا عن الكثير بما فى ذلك تفاصيل ما يحدث فى غرف نوم الرؤساء.
1
عائلة المرشحة الرئاسية
استحوذت عائلة الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون على نصيب الأسد من هذا الكتاب، وأتت الصورة التى قدمتها الكاتبة لآل كلينتون أكثر إثارة مما هو متداول عن تلك العائلة التى شهدت فضيحة أخلاقية تمثلت فى تورط الرئيس السابق بيل كلينتون فى علاقة مع المتدربة مونيكا لوينسكى. قدم الكتاب صورة غير إيجابية لهيلارى كلينتون السيدة الأولى السابقة والمرشحة القوية لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، وقد اتهم البعض الكاتبة بأنها تعمدت تشويه هيلارى كى تؤثر على فرصتها فى الانتخابات الرئاسية. لم تظهر الخلافات بين الزوجين كلينتون بعد الكشف عن فضيحة مونيكا لوينسكى، لكن بحسب الكتاب فإن الخلافات بدأت منذ لحظة وصولهما البيت الأبيض. بحسب رواية منسق الزهور رون رايت فقد عثر على اثنين من مشرفى الخدم وهما يقفان خلف أحد الأبواب ويستمعان لمشاجرة عنيفة بين الزوجين كلينتون بدأت ببيل كلينتون يشتم زوجته وانتهت بتحطيم هيلارى الأباجورة. بالتأكيد تصاعدت الخلافات بين الزوجين بعد فضيحة مونيكا لوينسكى التى تم الكشف عنها فى يناير 1998، وقد طردت هيلارى الرئيس الأمريكى من غرفة النوم وأجبرته على النوم لعدة شهور على الكنبة. أغلب العاملين فى البيت الأبيض فى ذلك الوقت كانوا يرون أن الرئيس يستحق الطرد من غرفته، خاصة النساء. ويكشف الكتاب أنه فى اليوم الذى اتخذت فيه هيلارى قرارا بالسماح لزوجها بالعودة إلى غرفته، فوجئت الخادمات بآثار دماء على سرير الرئيس الذى ادعى أنه اصطدم بباب الحمام، ولكن العاملين فى البيت الأبيض يعتقدون أن هيلارى ضربته بكتاب، وبحسب شهادات هؤلاء العاملين فإن هيلارى تحتفظ بالعديد من الكتب فى غرفة نومها وهى الكتب التى تستخدم فى تأديب زوجها بعد الانتهاء من قراءتها، لم يتفاجأ العاملون فى البيت الأبيض بفضيحة مونيكا لوينسكى، فأغلبهم شاهد الرئيس بصحبة مونيكا كثيرا. بحسب العاملين فى البيت الأبيض، فإن كلينتون بدأ علاقته مع مونيكا لوينسكى فى نوفمبر 1995، وكان الجميع فى البيت الأبيض يدرك أن هناك علاقة خاصة تجمع بين الرئيس وبين المتدربة البالغة من العمر 22 عاما. ويشير الكتاب إلى أن المكتب البيضاوى شاهد على تلك العلاقة الخاصة التى استمرت لما يقرب من عام ونصف العام. طوال هذه المدة كان العاملون فى البيت الأبيض يتهامسون فيما بينهم حول تلك العلاقة ويكشف كل منهم للآخرين متى رأى الرئيس بصحبة مونيكا.
كالعادة هناك طبقة من الخدم تتمتع بعلاقة قريبة من العائلة، تلك الطبقة هى التى تحرص على حماية أسرار العائلة لكن فى بعض الأحيان تسعى هذه الطبقة من فترة لأخرى إلى معرفة آخر الأخبار التى يتداولها بقية الخدم، فمثل هذه المعلومات يمكن الاستفادة منها لتحقيق مزيد من القرب من العائلة. أحد العاملين الذى طلب عدم ذكر اسمه أشار إلى أن بعض الخدم كان يطلق على مونيكا لقب صديقة الرئيس، وكان مثل هذا اللقب يثير حفيظة أو غضب مثل تلك الدائرة المقربة من العائلة.
كما يكشف الكتاب أن عددا من العاملين كان يعتقد أن هيلارى كانت على علم بهذه العلاقة، وهو الأمر الذى يفسر الخلافات والمشاجرات العديدة بين الزوجين، وأن طردها زوجها من غرفة النوم بعد الكشف عن العلاقة كان بسبب الفضيحة الإعلامية التى هددت مستقبلهم السياسى وليس بسبب أن زوجها يقيم علاقة مع امرأة أخرى. بحسب بيتى فينى، التى كانت تعمل فى تنظيف جناح الزوجين، فإن حالة من التعاسة كانت تسيطر على العائلة. أما منسق الزهور بوب سكنلان، فقد أشار إلی أن الذهاب إلى الجناح الخاص لعائلة كلينتون كان أقرب للذهاب إلى المشرحة.
يقدم الكتاب صورة لهيلارى تختلف عن صورة المرأة الذكية التى تدير شئون البلاد مع زوجها، فالكتاب يؤكد أن هيلارى عندما دخلت البيت الأبيض لم تكن تهتم سوى بأمر واحد وهو تغيير الديكورات، حيث قامت بتكليف مهندسة ديكور صديقة لها غيرت الديكورات بتكلفة وصلت إلى 400 ألف دولار. أما الضربة القاصمة لشخصية هيلارى كلينتون، فكانت شهادة أحد العاملين الذى أشار إلى أن تشيلسى الابنة الوحيدة للزوجين كلينتون كانت تطلق على عملاء المخابرات الذين يقومون بحمايتها (الخنازير) وعندما سمعها أحد العملاء أثناء حديثها التليفونى مع إحدى صديقاتها، أكدت له أن أبويها يطلقان نفس الاسم عليهم، فى المقابل أكد لها العميل الخاص أن مهمته هى حمايتها وليس مضايقتها.
على الرغم من أن الكتاب يبدو من الوهلة الأولى أنه مخصص للنيل من عائلة كلينتون والإضرار بالحملة الانتخابية لهيلارى كلينتون إلا أنه فى نفس الوقت يقدم لها صورة انسانية شديدة الرقة، حيث أكد أغلب العاملين إحساسهم بالتعاطف معها أثناء تلك المحنة، وأشار البعض إلى كيف أنها كانت سريعة الغضب بعد الكشف عن فضيحة خيانة زوجها لكن أغلبهم تفهم هذه الحالة النفسية. كما كشف البعض كيف أنها كانت تتناول الكثير من الكيك، مثل أغلب النساء اللاتى يلجأن لتناول الطعام فى محاولة للتعامل مع مشاكلهن العاطفية. كما يكشف حاجب البيت الأبيض كيف طلبت منه فى صيف نفس العام الذى تم الكشف فيه عن هذه الفضيحة أن يقوم بإخلاء حمام السباحة حتى تتمكن من السباحة فيه دون أن يراها أحد، وبحسب الحاجب فقد تفهم رغبتها فى أن تتمتع بحريتها لفترة قصيرة من الزمن دون أن يراقبها أحد، وبالفعل نفذ الحاجب إخلاء المكان بما فى ذلك عملاء المخابرات المركزية المكلفين بحمايتها.
2
سفه أوباما
لم يقتصر الأمر على عائلة كلينتون التى تبدو وكأنها تستعد للعودة من جديد للبيت الأبيض ولكن هذه المرة ستكون هيلارى هى الرئيس بينما سيلعب بيل دور الزوج الأول، ولكن تضمن الكتاب حكايات وأسرار التى تكشف وجها مختلفا عن رؤساء الولايات المتحدة. لا تلقى مثل تلك الأسرار بظلالها فقط على تاريخ البيت الأبيض والعائلات التى أدارت الولايات المتحدة ولكنها بالتأكيد تؤثر على المشهد السياسى الأمريكى بأكمله والذى يستعد حاليا لخوض الانتخابات الحزبية التمهيدية للانتخابات الرئاسية.
إن الحزب الديمقراطى الذى يعانى بالفعل بسبب سياسة باراك أوباما الخارجية والتى أفقدت الولايات العالم الكثير من حلفائها سواء فى الشرق الأوسط أو فى مختلف أنحاء العالم، لايريد أن يكشف العالم وجه أوباما المثير للجدل. بحسب الكتاب، فى الأيام الأولى من دخوله البيت الأبيض، انشغل الرئيس الأمريكى باراك أوباما، الذى قدم نفسه للشعب الأمريكى باعتباره المدافع الأول عن الفقراء والمهمشين فى أمريكا، بدفع عشرات الآلاف من الدولارات من أجل تحويل أحد ملاعب التنس فى البيت الأبيض إلى ملعب لكرة السلة، وذلك بدلا من الانشغال بتحديد الخطوط العريضة لإدارته ولعل هذا يفسر لنا سر التخبط الشديد الذى يتسم به أداء أوباما.
وقد كشف الكتاب كيف قضى أوباما أول ليلة له فى البيت الأبيض حيث أخذ يرقص مع زوجته ميشيل على أنغام أغنية (الحب الحقيقى). أضاف الكتاب أن عائلة أوباما واجهت فى البداية صعوبة فى التأقلم مع وجود عدد كبير من الخدم، ولكن على الناحية الأخرى، أشار أغلب العاملين من الأصول الإفريقية فى البيت الأبيض شعورهم بالفخر من أن رئيسا من نفس الأصول نجح للوصول للبيت الأبيض، كما أكد أغلب العاملين على حرص عائلة أوباما على التعامل باللطف مع العاملين.
3
انهيار الأيقونة
وكما لا يريد أوباما أن يكتشف ناخبيه كيف يعيش حياة البذخ مع أسرته داخل البيت، فمن المؤكد أن الحزب الجمهورى هو الآخر لا يريد أن يعرف العالم أن أيقونة الحزب الرئيس الأمريكى الراحل رونالد ريجان والذى يصفه بعض المحللين بأنه أهم رئيس أمريكى فى النصف الثانى من القرن العشرين، كان يتمتع بشخصية ضعيفة أمام زوجته نانسى ريجان وأن زوجة الرئيس الأمريكى الراحل كانت هى من تدير البيت الأبيض بقبضة حديدية. وبحسب شهادة العاملين فى البيت الأبيض، فإن نانسى ريجان كانت دائما ما ترفض الوجبات التى يعدها طباخو البيت الأبيض وكانت دائما ما تطلب منهم طلبات صعبة ولا تترك لهم الوقت الكافى لتنفيذها، والأهم والأكثر صعوبة أنها كانت تطلب تنظيف الـ25 صندوقا المزخرف التى تمتلكها وتشترط إعادتها إلى مكانها بالضبط دون أى تغيير. كما لا تريد عائلة كينيدى، والتى تصفها الصحافة بالعائلة الملكية فى الولايات المتحدة، الكشف عن المزيد من القصص المحرجة عن الرئيس الراحل جون كينيدى، ولكن الكتاب يتضمن قصة أخرى من قصص كينيدى الساخنة والتى تتعلق بعثور أحد العاملين على الرئيس الأمريكى الراحل، الذى انتهز فرصة عدم وجود زوجته جاكلين فى البيت الأبيض، وهو يعوم عاريا مع سكرتيرات البيت الأبيض والمتدربات فى حمام السباحة.
4
الحشيش فى البيت الأبيض
كما يكشف الكتاب عن بعض العادات الغريبة لرؤساء أمريكا وعائلاتهم، على سبيل المثال يكشف الكتاب أن الرئيس الراحل ليندون جونسون كان يحب الاستحمام فى حمام أعد له خصيصا ويستم بتدفق قوى للمياه. على ناحية أخرى أشار الكتاب إلى أن أبناء الرئيس الأمريكى السابق جيمى كارتر كانوا يعشقون تدخين الحشيش وأن غرفتهم كان تمتلئ عادة بالدخان، أما الرئيس كارتر فأغلب العاملين تذكروا حالة الحزن التى سيطرت عليه بعد خسارته لانتخابات الرئاسة واستعداده لمغادرة البيت الأبيض بعد انتهاء ولايته، فالرئيس الأمريكى الأسبق لم يكن يتوقف خلال الأيام الأخيرة له فى البيت الأبيض عن النحيب على حد وصف الكتاب.
5
العائلة المالكة
يقدم الكتاب صورة إيجابية للعائلة الملكية البريطانية، فالملكة إليزابيث وزوجها الأمير فيليب كانا نموذجاً للتواضع على العكس من استبداد هيلارى كلينتون وميشيل أوباما على حد وصف أحد العاملين. عند زيارتها للبيت الأبيض، فوجئ العاملون بالملكة إليزابيث تقوم بخلع مجوهراتها ووضعها أمام العاملين دون أى خوف، أما الأمير فيليب فهو يحمل مكانة خاصة لدى اثنين من كبار الخدم فى البيت الأبيض، فقد شاهد الاثنان الأمير وهو يقف بمفرده ليلا أثناء زيارة رسمية لأمريكا فى منتصف السبعينيات، وعندما اقتربا منه، سأل أحدهما إذا كان يريد مشروب، وفوجئ الاثنان بموافقة الأمير ولكن بشرط أن يتناولا معه كأساً على أن يقوم هو بتحضير الكئوس، وقد وافق الاثنان على الفور على تناول مشروب مع زوج الملكة.