أحمد شوبير يكتب : ليلة سقوط اتحاد الكرة
■ أساءوا استقبال الأمير على بن حسين.. ووصلة نفاق لجوزيف بلاتر
■ هل يفسد رجال الجبلاية علاقات الأخوة بين مصر و الأردن؟
لم يكن يدور بخاطر الأمير على بن حسين رئيس الاتحاد الأردنى لكرة القدم والمرشح لرئاسة الاتحاد الدولى وشقيق جلالة الملك عبد الله ملك الأردن الشقيق أن يقابل بهذا الفتور من قبل مسئولى اتحاد الكرة المصرى فالرجل الذى كانت دولته أول من اعترف بالرئيس السيسى وكان شقيقه جلالة الملك عبدالله أول مسئول فى العالم بحجمه يزور مصر مسانداً ومؤيداً لمصر فى وقت كانت معظم دول العالم باستثناء الأردن وعدد من دول الخليج تقف بجوار مصر فى عصرها الجديد لم يكن الرجل يتصور أن يقابل بمثل هذا الاستهتار من جمال علام رئيس اتحاد الكرة وزملائه فهل يُعقل ألا يكون فى استقبال الرجل عنده وصول مقر الاتحاد سوى موظف صغير بالعلاقات العامة وهل يُعقل أن يرفض اتحاد الكرة عقد مؤتمر صحفى له لإعلان برنامجه الانتخابى من مصر أم العرب وهل يُصدق أحد أن المسئولين فى اتحاد الكرة سارعوا إلى إخفاء الميكروفونات من قاعة الاجتماعات الكبرى بالاتحاد والأكثر من ذلك رفضوا فتح صالة المؤتمرات للرجل مما اضطره إلى عقد المؤتمر الصحفى على السلالم الداخلية لاتحاد الكرة وسط تدافع وهرج ومرج لدرجه أن الرجل كاد أن يسقط من الدفع من بعض مراسلى الصحف والقنوات ومع ذلك ونظرا لدماثة خلق الرجل استمر فى الحديث لوسائل الإعلام المصرية والعربية دون أن يُظهر غضبه وحزنه من سوء المعاملة الذى لقاه داخل الاتحاد المصرى لكرة القدم.. فى الوقت الذى توقع الجميع أن تكون مقابلته على أعلى مستوى خصوصا أن الرجل له مواقف رائعة مع الكرة المصرية فمن منا ينسى موقفه النبيل فى وفاة المغفور له كابتن محمود الجوهرى وإقامة جنازة عسكرية مهيبة بالأردن ثم اصطحابه الجثمان إلى القاهرة وأداء مراسم العزاء بالكامل فى فقيد مصر الكبير ثم اختياره لحسام حسن ليكون بديلاً للجوهرى كتكريم للكرة المصرية واسم مصر وقد نتفهم حرص مصر على عدم إعلان تأييدها لأى من المرشحين ولكن ما لانفهمه هو وصلة النفاق المبالغ فيها من قبل مسئولى الاتحاد لجوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولى الحالى والمبالغة فى الترحيب به وتقديم كل فروض الولاء والطاعة للرجل بحجة أنه ساعد مصر كثيراً عند حدوث حادثة استاد بورسعيد وبعدها الدفاع الجوى ويبدو أن الكثيرين قد نسوا أن الدور الأكبر لم يكن لبلاتر بل لهانى أبوريدة عضو المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى وأيضاً للوائح الاتحاد الدولى التى تساعد دائماً وأبدا الاتحادات والأندية فى الكوارث الإنسانية فقد سبق وأقر الاتحاد الدولى مساعدات لاتحادى السنغال وكوديفوار وغيرهما بعد حوادث مماثلة ضربت هذه الدول ويبدو أن السادة رئيس وأعضاء اتحاد الكرة قد نسوا أن الاتحاد الافريقى بمباركة من الاتحاد الدولى خصم أكثر من مليون دولار من مستحقات الاتحاد المصرى لكرة القدم بعد إذاعة مباراة مصر وغانا عبر القناة الأرضية المصرية ولم يتحدث أحد وقتها عن مساندة بلاتر للكرة المصرية وفى كل الأحوال فإن مصر لها الحرية الكاملة فى اختيار من ستعطى له صوتها فليس من المعقول أو المقبول أن يرتعش مسئولى اتحاد الكرة المصرى خوفاً من بلاتر فى حالة علمه أن مصر ستؤيد الأمير على فى انتخابات الفيفا المقبلة نعم قد يكون هناك بعض الهواجس لدى مسئولى اتحاد الكرة من عدم استمرار الأمير على فى المباراة الانتخابية حتى النهاية ولكن ليس معنى ذلك أن نستقبل الرجل على لأقل بما يليق به وبدولته الأردن الشقيق ما اقدم عليه اتحاد الكرة هو خطأ لا يغتفر فلم يكن من المقبول أن نقيم الحفلات الراقصة لبلاتر ورجاله ونترك الأمير على على سلُم اتحاد الكرة المصرى لذلك لم يكن غريباً أن يعتذر الاتحاد الأردنى عن اللعب ودياً أمام منتخبنا الوطنى بعد أن كان قد أعطى موافقة على إقامة اللقاء، هى قمة الجليطة وسوء التقدير وعدم الاحترام داخل اتحاد الكرة وللعلم فإن علاقة بلاتر بمن يُعارضه أقوى بكثير من مسانديه لأنه يضمن ولاء المؤيدين أما الآخرون فهو يسعى وبكل قوة لمحاولة كسبهم فى صفه وذلك لضمان الحصول على أكبر عدد ممكن من الأصوات نعم نجاح بلاتر شبه مضمون ولكن علينا كعرب أن نتخذ ولو لمرة واحدة موقفاً واضحاً ومعلناً فى مساندة قضية عربية فقد اختبأنا جميعاً ولم يجرؤ أحد من كافة الاتحادات العربية الأعضاء فى الاتحاد الدولى على فتح ملف الاضطهاد الإسرائيلى للكرة الفلسطينية مثلما اختفينا جميعاً عند اغتيال محمد بن همام عند شطب اسمه من قاموس الكرة فى العالم وذلك بعد أن تجرأ ورشح نفسه منافساً لبلاتر فى الانتخابات السابقة وبدلاً من أن يتوحد العرب خلف المرشح العربى الأمير على بن حسين نجد رئيس الاتحاد الآسيوى العربى الجنسية يخرج علينا ليعلن أن الاتحاد الآسيوى يقف خلف بلاتر ولمن لا يعلم فإننا كعرب فقدنا عضوية محمد روراوة للمكتب التنفيذى للاتحاد الدولى والباقية ستأتى فى المستقبل القريب فيمن هو اهم من روراوة إذا ظل العرب بمثل هذا التهاون فى حقوقهم والفرقة التى سادت بينهم أفلا يكفينا ماذا فعلت بيننا السياسة من تشرذم وانقسام واختلاف لنصل إلى هذه الدرجة من الضعف والهوان حتى فى الأصوات التى نملكها فى الاتحاد الدولى لكرة القدم وأمجاد يا عرب أمجاد.