تعرف على حصاد "عاصفة الحزم" ومبررات التدخل البرى فى اليمن

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية

أفادت التقارير الصادرة مؤخرا عن عملية "عاصفة الحزم"، الموجهة ضد معاقل الحوثيين فى اليمن ،أن قوات التحالف العربى بقيادة السعودية شنت 1200 طلعة جوية حتى الأن ، ونجحت فى تكبيد ميلشيات الحوثى خسائر فادحة ، وبلغ عدد القتلى فى صفوف الحوثيين 500 قتيل .

وفى بياناته المتتالية أكد المتحدث بإسم الضربة العميد أحمد العسيرى ،أن هدف المرحلة الأولى كان تحييد العدو، ومنعه من إستخدام ما لديه من طائرات ، وصواريخ باليستية ، وهو ما تحقق بالفعل ،أما المرحلة الجديدة فهى تدمير مخازن السلاح ، وإستهداف المراكز والألوية التى تساند الحوثيين ،مؤكدا على أنه حان الوقت لأن تثبت القبائل اليمينة موقفها ،وتنحاز لقوات الجيش اليمنى الشرعية .

وعن مدى تحقيق تلك المراحل لأهدافها قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد ،أستاذ العلوم الإستراتيجية ،أن الضربة الجوية أقصى ما يمكن أن تحققه هو أن تكبيد الحوثيين خسائر ،وأن تعرقل إنتشارهم وتقدمهم على الأرض ،وقد نجحت "عاصفة الحزم" بالفعل فى تحقيق الهدف الأول ،وكبدت ميلشيات الحوثى خسائر،ومنعتهم من إستخدام مالديهم من صواريخ "سكوت"الباليستية ،ودمرت قواعد الصواريخ المضادة للطائرات "سام"،وبالنسبة للطائرات قام الحوثيون بطلعة جوية واحدة،بعدها تم ضرب طائراتهم فى المطارات ،حسب بيانات قوات التحالف .

وأضاف فؤاد أنه فيما يتعلق بعرقلة إنتشار الحوثيين ،فهذا الهدف لم يتحقق حتى الأن ،بدليل أنهم مازالوا مسيطرين على المساحة الأكبر من الدولة اليمنية بإستثناء بعض أجزاء من "عدن " ،التى تتمسك قوات التحالف بعدم سقوطها لتكون البوابة التى يدخل منها الرئيس عبدربه منصور هادى إلى الدولة ليمارس سلطاته ، لأن قراراته التى يصدرها الأن من خارج المملكة تجعل حكومته "حكومة منفى"،ومن ثم نجحت قوات التحالف فى إستقطاب بعض قبائل الجنوب ليشكلوا لجانا شعبية لحماية عدن ، حتى تكون موطأ قدم للحكومة الشرعية من ناحية،ونقطة إنطلاق للعمليات من ناحية أخرى،بدلا من أن يكون مركز التحرك من الحدود السعودية .

وشدد الخبير العسكرى على أن التدخل البرى له محاذير وعليه قيود كثيرة ،لكنه ينهى المشكلة ،وإن كان يستغرق وقتا ليس بالقصير،ومن ثم على قوات التحالف أن تكمل عمليات تأليب وإستقطاب  كل القبائل لينحازوا لهم، ويحموا صفوفهم على الأرض.

وفى سياق متصل قال اللواء حسام سويلم مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا،أنه لايمكن أن يحدث تدخل برى بدون مرحلة التطهير"تنظيف الأرض "من خلال القصف الجوى ،وهو ما أنجزته القوات بالفعل ،حيث نجحت فى ضرب معاقل الحوثيين ،ومخازن السلاح والذخيرة والألوية والمطارات وقواعد الصواريخ،وبعد مرحلة التطهير تبدأمرحلة تمهيد الأرض لتدخل قوات "الإبرار" المعروفة بقوات التدخل السريع المحمولة جوا أو بحرا ،وهذا التمهيد تقوم به القبائل اليمنية ،ويتم الأن تشجيعها على الإنضمام للصفوف الموالية لقوات التحالف ،لأنه منوط بها فتح الطريق أمام القوات البرية التى  من المحتمل أن تنزل إلى عدن والمدن اليمنية،بهدف تمكين الحكومة الشرعية، وتسليمها مقاليد الأمور وحمايتها لتمارس سلطاتها ،فى ظل حماية القوات البرية المدعومة باللجان الشعبية اليمنية .

وعلى جانب أخر أكد هانى الجمل المحلل السياسى المتخصص فى الشأن العربى،إن "عاصفة الحزم " بدأت بإعتماد الضربات الجوية لضرب معاقل الحوثيين بهدف إجبارهم على التراجع إلى أماكنهم الطبيعية ،وطردهم من المنطقة الشمالية ، المتاخمة لحدود السعودية ،التى كانوا قد أستولوا عليها ،كما قدمت الدعم لمنطقة الجنوب لتساند قوات التحالف العربى ،وكان الهدف أن تبدأ بعد الضربات الجوية مرحلة الحوار والتفاوض.

وأضاف الجمل أن "عاصفة الحزم" نجحت فى تقديم الدعم للجنوب، ثم حدثت مفاجأة غير منتظرة وضعتها فى مأزق ،حيث ظهرت مخاوف من إتجاه الجنوب للإنفصال عن الشمال،وهو ما وضع الدول المشاركة فى الضربة فى أزمة حقيقية ، فى ظل المحاذير والمخاطر التى تعوق التدخل البرى فى الأراضى اليمينة.
وتوقع خبير الشئون العربية أن "عاصفة الحزم" تنتظر أن تغير المنطقة الجنوبية أيدلوجيتها ،وتتكاتف مع قوات التحالف العربى لردع الحوثيين ،وحماية وحدة الدولة اليمنية وسيادتها ،وأيضا حماية الحدود السعودية ،حسب أهداف الضربة منذ بدايتها .