تعرف على "تلوين البيض في شم النسيم" حول العالم

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


  
عادة "تلوين البيض" بمختلف الألوان هو تقليد متبع في جميع أنحاء العالم، فهو من أبرز مظاهر الاحتفال بعيد الفصح في الشرق والغرب، ووفقًا للمؤرخين، فإن هذا التقليد يعود إلى مصر القديمة، إذ كان البيض يعتبر رمزًا للخصوبة والتجدد والحياة، لذا يتناسب تمامًا مع هذا العيد.
 
 
شم النسيم بمصر:
 
يمثل عيد الفصح فرصة للمصريين لإعادة الاحتفال بعيد أرساه أسلافهم منذ آلاف السنين، يعرف باسم "شم النسيم"، وفي هذا اليوم، يخرج المصريون، مسلمين وأقباطًا، إلى الحدائق والمتنزهات العامة، ويتناولون أطعمة تعود إلى حضارة مصر القديمة، مثل البيض والسمك المملح والخضراوات.
 
 
لماذا "شم النسيم"؟
 
 
ترجع تسمية "شم النسيم" بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية "شمو"، وهي كلمة مصرية قديمة ، وهو عيد يرمز – عند قدماء المصريين – إلى بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدء خلق العالم كما كانوا يتصورون.
 
وقد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِ العصور، وأضيفت إليه كلمة "النسيم" لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم، وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة.
 
أمنيات شم النسيم:
 
كان المصريون القدماء ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد، ويضعون البيض في سلال من سعف النخيل يعلقونها في شرفات المنازل أو في أغصان الأشجار؛ لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم.
 
 
المسيح في فلسطين:
 
بدأ تلوين البيض في فلسطين بعد صلب المسيح الذي سبق موسم الاحتفال بالعيد، فأظهر المسيحيون رغبتهم في عدم الاحتفال بالعيد؛ حِداداً على المسيح، وحتى لا يشاركوا اليهود أفراحهم.
 
فأمر أحد القديسين بأن يحتفلوا بالعيد تخليداً لذكرى المسيح وقيامه، على أن يصبغوا البيض باللون الأحمر ليذكّرهم دائماً بدمه الذي سفكه اليهود.
 
فظهر بيض شم النسيم  مصبوغاً باللون الأحمر، وحافظ الأقباط  المصريين عليها وتعميمها بجانب ما توارثوه من الرموز والطلاسم والنقوش الفرعونية.
 
وانتقلت عبر البحر الأحمر إلى روما، ومنها انتشرت في أنحاء العالم المسيحي في أوربا وأمريكا.
 
وقد تطورت تلك العادة إلى صباغة البيض بمختلف الألوان التي أصبحت الطابع المميز لأعياد شم النسيم والفصح والربيع حول العالم.
 
 
شم النسيم في الغرب :
 
 يسمى عيد الفصح، ويحتفل أيضا الغرب فيه بتلوين البيض، لكن السبب مختلف عن تلوين الفراعنة له؛ ففي الوقت الذي ترمز فيه البيضة إلى بداية الحياة على سطح الأرض كما يعتقد الفراعنة، إلا أنه يذكر أن القديسة مريم المجدلية كمواطنة رومانية ذهبت إلى قيصر في روما لرفع احتجاجها على صلب المسيح.
 
وقامت بشرح قصة محاكمة المسيح وصلبه وقيامته، عندها أوقفها القيصر وقال لو أن البيض يصير بلون أحمر أصدق أن المسيح قام من الأموات وبالفعل أخذت المجدلية بيضة، وقالت: "المسيح قام" فتحول لون البيض إلى أحمر، واتبعت الكنيسة هذا التقليد بصبغ البيض في عيد الفصح تأكيداً على قيامة المسيح.
 
 
قيصر روسيا في القرن الـ19:
 
أمر القيصر الروسي ألكسندر الثالث، في القرن التاسع عشر، بصنع مجوهرات على شكل بيض، أهداها إلى زوجته بهذه المناسبة، بعد أن أعجبه تقليد تلوين البيض.
 
 
أرنب عيد الفصح بأمريكا:
 
يرتبط تلوين البيض، في الولايات المتحدة،  بشخصية محببة هي "أرنب عيد الفصح" الذي ظهر في عشرات الأفلام وأعمال الرسوم المتحركة الموجهة للأطفال، وتصوره الحكايات الشعبية على أنه شخصية تظهر في هذا الموعد بالذات من كل عام، وتقوم بتوزيع البيض الملون على بيوت الأطفال في أجواء احتفالية.