ما حكم قراءة سورة السجدة والإنسان باستمرار في فجر الجمعة ..!

إسلاميات

بوابة الفجر


أجابت لجنة أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول حكم المواظبة على قراءة سورة السجدة في فجر الجمعة، بقولها: "قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة من السنن التي كان يفعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- كما ورد ذلك في الصحيحين، بل وجاء في رواية الطبراني: "أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يُديم ذلك".

وهذا يدفع اعتراض مَن ينكر المداومة على ذلك أو من يدعي أن من السنة ترك السنة، فإن هذا كلام غير صحيح على عمومه، ولو فُهِم على ظاهره لكان تناقضًا، إذ حقيقة المستحب والمندوب والسنة هو ما أُمِر بفعله أمرًا غير جازم، فهو مأمور به وليس بمستحبٍّ تركُه أصلا، بل المستحبُّ تركُه إنما هو المكروه الذي نُهِيَ عن فعله نهيًا غير جازم، فصار تركُه لذلك مستحبًّا، وقد كان فعل الصحابة -رضي الله عنهم- على خلاف هذه المقولة، فكانوا يتعاملون مع المستحب والمندوب من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وكأنه واجب. 

فكان الصحابة يداومون على فعله ويتلاومون على تركه، حرصًا منهم على التأسي بالحبيب -صلى الله عليه وسلم- في كل صغيرة وكبيرة من أفعاله الشريفة، حتى كان بعضهم يتأسى بأفعاله -صلى الله عليه وسلم-.

وقد روى ابن أبي شيبة في "المصنَّف" عن الشعبي -رحمه الله تعالى- أنه قال: "ما شهدت ابن عباس قرأ يوم الجمعة إلا بـ"تنزيل" و"هل أتى"، ولعلّ مقصود من قال ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يترك بعض المستحبات خوفًا من أن تفرض على أمته، أو يظن الناس أنها واجب، وأن العالم والمقتدى به قد يفعل ذلك لنفس الغرض، وذلك من باب سد الذرائع.

فضلًا عن أنَّ هذه السنة بخصوصها ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- المداومة عليها، ولا يصح أن يُجعَل سدُّ الذرائع وأمثال هذه المقولات حاجزًا بين الناس وبين المواظبة على سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد قال أهل العلم: "سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أولى بالاتباع على كل حال"، والله -سبحانه- أعلم.