أسرار التدخل البرى لـ"القوات المصرية" فى اليمن

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

تفقد الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع والإنتاج الحربى، قوات التدخل السريع  المحمولة جوا فور عودته من زيارته لباكستان والسعودية، وخلال الرحلة كان وزير الدفاع قد ناقش مع نظيره الباكستانى إمكانية تدخل القوات الباكستانية فى عملية "عاصفة الحزم" الموجهة ضد معاقل الحوثييين فى اليمن، وهو ما رفضه البرلمان الباكستانى.

وعلى خلفية ذلك القرار التقى "صبحى" مع نظيره السعودى الأمير محمد بن سلمان، ويبحثا الخيارات البديلة، وبعد عودته إلى أرض الوطن أمس، تفقد مقر قوات التدخل السريع اليوم السبت، وترددت أنباء حول وضع خطة نزول تلك القوات براً إلى الأراضى اليمينة، وسط مخاوف من تكرار سيناريو حرب اليمن التى أنهكت الجيش المصرى عام 1962، ومهدت لنكسة 1967.

وعن تلك المخاوف قال اللواء أركان حرب نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع الأسبق، إن القتال فى اليمن والدروب الجبلية الوعرة يحتاج لإمكانيات معينة ، وبالتالى هى عملية محفوفة بالمخاطر بالفعل، لكن لا مجال لتكرار سيناريو حرب اليمن التى وقعت فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر ، لأنه وقتها كان الجيش المصرى يحارب بمفرده ، وكانت كل الدول العربية ضدنا ، والسعودية ضدنا ، ومعروف علاقاتها بالقبائل اليمنية ، وسيطرتها على الحدود الطويلة مع اليمن، في ذلك الوقت.

وأشار علام، إلى أن السعودية الأن هى التى تقود العملية ، ومصر تشارك من منطلق حماية الأمن القومى المصرى والعربى ، لأن أمن الخليج هو الإمتداد الإستراتيجى لأمن مصر ، ومن ثم لن تتدخل القوات المصرية وحدها ، ولكن لو حدث ستسبقها القوات السعودية لأنها قائدة العملية.

وفى سياق متصل قال اللواء حسام سويلم رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا ، لابد أن نفهم أولا ما هى قوات التدخل السريع المحمولة جوا أو بحرا ،التى نسميها قوات "الإبرار" الجوى أو البحرى والأولى هى قوات تنقلها طائرات الهليوكوبتر إلى مسارح العمليات والثانية تنقلها السفن ،وبعد لقاء وزير الدفاع بتلك القوات من الوارد أن يحدث تدخل برى فى اليمن،ولكن يسبقه خطوتان الأولى هى تطهير الأرض عن طريق القصف الجوى والصواريخ والقذائف والمدفعية لإجبار الحوثيين على الإنسحاب.

وأشار سويلم ، إلى أن الخطوة الثانية هى تشجيع القبائل واللجان الشعبية الموالية للتحالف العربى على إستكمال تطهير الأرض وتكبيد ما تبقى من قوات الحوثيين خسائر فادحة ، ثم تنزل قوات الإبرار جوا عن طريق الهيلوكوبتر أو بحرا من خلال السفن لتدخل إلى المدن اليمينة ، وتسلمها للحكومة الشرعية ، "منصور هادى".

مشيراً أنه من المتوقع أن تعود إلى اليمن لتمارس سلطاتها ، بعد نجاح ضربات "عاصفة الحزم " فى إجبار الحوثيين على التراجع، ودفعت  قيادات  النظام الإيرانى التى تدعمهم لمناشدة العاهل السعودى ،كى يتم إيقاف الضربات والجلوس على مائدة الحوار،وهذا الحوار لابد أن يتم بعد عودة الحكومة الشرعية ،وعلى خلفية تأمينها من قبل القوات البرية التى تحدثت عنها.

وعلى الصعيد السياسى قال الدكتور سعيد اللاوندى خبير العلاقات الدولية ،إن زيارة وزير الدفاع لباكستان ثم السعودية،ولقاه بنظيره السعودى محمد بن سلمان ،ثم عودته لتفقد قوات التدخل السريع مباشرة ،كلها مؤشرات تؤكد أن مصر ستشارك فى التدخل البرى للتأكيد على شرعية الرئيس اليمنى منصور هادى ،ومساعدة الجيوش العربية،ومن ثم يمكن أن يكون هدف زيارة صبحى للقوات هو الوقوف على مدى إستعدادها وجاهزيتها للمشاركة.

فى حين أكد البرلمانى السابق محمد أبوحامد أن قوات التدخل السريع تشكلت من أجل مهام محددة ،هى مواجهة الإرهاب ومخططات ضرب إستقرارمصر والدول العربية ،سواء من داخل الحدود أو خارجها.

وأضاف أبو حامد قائلاً :" الرئيس عبد الفتاح السيسى، أكد على أن الجيش المصرى يحمى البلاد من خطر الإرهاب ويتصدى لمحاولات زعزعة الأمن القومى فى الداخل ، وإمتداده الإقليمى فى الدول العربية الشقيقة، التى علينا أن نساعدها لمواجهة مخاطر ومحاولات تقسيمها، لافتاً أنه لا يوجد حتى الأن ما يؤكد على  إتخاذ قرارالتدخل البرى فى اليمن.