عمال الحديد والصلب: نفي من ينتقد الإدارة لـ"الواحات والسويس".. وتطوير المصنع "مجرد كلام"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

  
 الإدارة  تؤكد : الوفود غير ملزمة بالتطوير و مهمتها فقط "رصد متطلبات الواقع "
 
 
بعد مرور أكثر من اسبوعين على تعليق إضرابهم الذي إمتد لفروع الشركة في المنيا و الإسكندرية و السويس و التبين، لاحظ عمال الحديد و الصلب توافد الخبراء على مصنعهم بالتبين بين الحين و الأخر بدعوى تطويره، بحسب ما أكدت لهم إدارة المصنع.
 
وخلال الأسبوعين الماضيين جاء إلى المصنع وفد روسي، مكون من ثمانية خبراء لتطويره و رفع إنتاجيته إلى 3.2 مليون طن خلال العام، إستناداً على خطة قصيرة المدي تمتد لـ سبع سنوات، و ما أن إنتهى الوفد من جولته بالمصنع غادر دون أن تعلن إدارته ما إنتهت إليه الزيارة حتى الأن.
 
الأمر الذي دفع "الفجر" للقيام برحلة إلى مصنع الحديد و الصلب بـ"التبين" للوقوف على أبعاد الموقف ومعرفة حقيقة الوضع ،لاسيما بعد ورود أنباء تفيد بوجود زيارة مماثلة من وفد صيني للهدف نفسه.
 
 
و ما أن وصلنا إلى مقر المصنع حتى فوجئنا برفض مسئولي الأمن السماح لنا بالدخول، و هنا تم إخبار قطاع العلاقات العامة بالمصنع بزيارتنا ليرد: "لن نسمح لأي وسيلة إعلامية بالدخول إلى المصنع ما لم يأتِ لنا بتصريح مكتوب من الجهة التي يعمل بها و ذلك قبل الزيارة بأسبوع".
 
 وقامت "محررة الفجر" بالتواصل مع جمال سليمان مسئول العلاقات العامة و الإستقبال بالمصنع  من داخل غرفة الأمن الموجودة بجوار بوابة الدخول الرئيسية، و بسؤاله عن وضع مطالب العمال حالياً بعد مرور فترة من تعليق إضرابهم؟، وأجاب بشكل مقتضب : لم يعد هناك إعتصام بالشركة و العمال يأتون للعمل كل يوم بصورة طبيعية.
 
مؤكداً على أن هناك مبادرات لتطوير المصنع من جهات عدة و أخرها الوفد الصيني الذي جاء في جولة إلى المصنع اليوم ، و بسؤاله عن نتائج الجولات السابقة كجولة الوفد الروسي و الجيش  و موقف الجولة الحالية للوفد الصيني ، قال : الوفود التي تأتِ من الخارج يتمركز دورها حول التعرف على متطلبات العمل بالمصنع على أرض الواقع و هي غير ملزمة بتطوير أو غيره ما لم توقع عقوداً مع الشركة، و بسؤاله و هل وقع أحد الوفود عقداً مع الشركة سواء الروسي أو الصيني أو غيره أجاب : رئيس مجلس الإدارة وحده من يدري بهذا الأمر.
 
من جانبه، إستبعد محمد عمر، رئيس اللجنة النقابية للحديد و الصلب، أن تسفر أيٍ من تلك الجولات للوفود الأجنبية عن أية تطوير، قائلاً: لدينا بالشركة حوالي 15 دراسة لتطويرها و زيادة الإنتاج و لا أحد يكلف خاطره حتى بإعادة النظر فيها، متابعاً: إننا كعمال بالشركة نسمع عن وجود خطط لتطوير المصنع منذ أكثر من 4 سنين و لم يتم البدء في أي تطوير حتى الأن.
 
وأضاف رئيس اللجنة النقابية للحديد والصلب قائلاً :إننا كعمال بالشركة بدأنا الإعتصام قبيل المؤتمر الإقتصادي مباشرة و ما أن تحدثت إلينا وزيرة القوى العاملة و الهجرة ناهد العشري حتى علقناه إلا أن مطالبنا لم يتم تنفيذ أيٍ منها حتى الأن، و هو ما يدفعنا للإستمرار في المطالبة ليس فقط بحقوقنا المشروعة و إنما أيضاً بإنقاذ الشركة من السرقات و النهب  و قد تعرضتُ بسبب صوتى المدافع عن الحق هذا، أكثر من مرة، لمحاولة إغتيال للتخلص مني بالإضافة إلى حرماني من راتبي منذ أربعة أشهر و عدم تزويدي بأدوات الأمن الصناعي.
 
و أشار إلى أن إدارة المصنع تمنع دخول الصحفيين إلى الداخل خشية كشفهم للحقيقة، فبداخل المصنع هناك مذبحة للأشجار حيث تقوم الإدارة بقطع الأشجار لبيع أخشابها و تجريد الحديقة من "السور" الحديدي، التي يحيط بها لبيع هذا كله و لسنا ندري كعمال لمصلحة من كل هذا ؟، متابعاً: تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات عن الفترة من 6-2013 إلى 6-2014 يفيد بخسارة الشركة لـ 1256 مليون جنية و مع ذلك لم تنتبه الحكومة إلى هذه الخسارة الفادحة.
 
 
و شدد على أن المصنع يحتوي على ما قيمته مليار و ربع من "الخردة" بالإضافة إلى وجود أربعة أفران معطلين نهائياً في ظل عمل فرن واحد بـ30% من طاقته و غض إدارة الشركة الطرف عن وجود عروض لإستيراد فحم الكوك كشركة "ماس" التي أعلنت عن بيعها لطن الفحم بمقابل 1800 جنية بدلاً من إستيراد الشركة له بمقابل 2540 جنية، و حينما نوهت إلى ذلك قاموا بفصلي من صندوق الزمالة.
 
 
في السياق ذاته، قال السيد محمد عامل بالدرفلة على البارد إن الشركة مازالت تمضي في طريقها نحو المزيد من الخسائر، مشيراً إلى أن العمال حينما إعتصموا بالمصنع كان رئيس مجلس الإدارة محمد سعد نجيدة "طفشان" من المصنع و هو ما دفعنا لتقديم مطالبنا لمأمور قسم شرطة التبين ، متابعاً: نحن كعمال لم يعد لدينا ثقة لا في الشركة و إدارتها و لا في اللجنة النقابية حتى، فمطالبنا بصرف 16 شهر و لا السلفة و لا المنحة في الوقت الذي تحصل فيه اللجنة النقابية على حقها من "تحت التربيزة".
 
 
و أكد على أن هناك حديث يدور بالشركة حالياً حول ربط المرتب بالإنتاج و هذه كارثة جديدة فكيف سيربطون المرتب بالإنتاج و نحن كعمال نعاني بسبب نقص فحم الكوك و عدم توفير بيئة عمل صالحة بتصليح الأفران و تطوير المصنع و بالتالي فى ظل عدم توافر ذلك كله سيقع علينا ظلم كبير إذا ربطوا المرتب بالإنتاج، مشيراً إلى أن العمال ليس بأيديهم حيلة لتطوير و زيادة الإنتاج و أن الإدارة هي المسئولة تماماً عن ذلك.
 
 
في سياق متصل، قال أشرف ، عامل بقطاع التليبد أن الشركة تقوم بخصم 7% من رواتب العمال للتبرع لصندوق تحيا مصر، مشيراً إلى أن ذلك يتم بشكل إجباري و ليس إختيارياً كما تجرى العادة في أي حالة تبرع، متابعاً:المصنع في حاجه ملحة للتطوير ومده بفحم الكوك و هذه مسئولية الدولة تجاه صناعة مثل الحديد و الصلب التي تسبب في خروجها للنور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر و جاء من بعده ليهملوها و يعملون على تخربيها أو ربما تصفيتها لصالح رجال الأعمال.
 
 
و أشار إلى أن العمال بالمصنع يخافون من الحديث مع وسائل الإعلام خشية تعرضهم للنقل إلى الواحات أو السويس من قبل الإدارة التي قامت بنقل زملائهم المشاركين في الإعتصام من قبل أو من وجهوا نقداً للإدارة بشكل أو بأخر.
 
 
في سياق أخر،قال عز محمد، أحد عمال المصنع، إن هناك حقوق كثيرة لم نحصل عليها كعاملين بالمصنع منها مجنب الحافز الشهري و المكافأة السنوية  و المنحة الشهرية،مشيراً إلى أن الظروف السيئة التى يمر بها المصنع هي المتسببة في ذلك كله، متابعاً: إن مسئولية تطوير المصنع هى مسئولية حكومة بالأساس قبل أن تكون مسئولية إدارة .
 
و أكد على أنه علم بإتفاق الشركة على ضخ 25 ألف طن من فحم الكوك خلال الأسبوع القادم، مؤكداً على أن مجلس إدارة الشركة يعلن بين الحين و الأخر عن مبادرات لتطوير المصنع إلا أن اياً منها لم ترى خططه النور بعد، مشيراً إلى أن الإنتاج الذي يضخه المصنع إذا ما تم تركه فإن جودته و قيمته المادية تنخفضتان و هذا هو حال المصنع حالياً.