د. رشا سميرتكتب : العيد الوطنى للعروبة
لم تكن القمة العربية مجرد مجموعة اجتماعات ومباحثات وتوصيات أسفرت عن خروج بيان موحد..بل كانت رسالة أعمق من ذلك بكثير لأنه موقف له ألف دلالة..
انتهت القمة إلى تشكيل فريق رفيع المستوى تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة للدول الأعضاء لدراسة جميع الجوانب المتعلقة بإنشاء القوة العربية المشتركة وآلية تشكيلها..
فالجيش العربى ليس بالضرورة أن يكون قوامه ثابتا أو يكون مقره محددا، إذ إن كل دولة تستطيع المساهمة بما يتناسب مع إمكاناتها من قوة بشرية وعتاد، لذا لن يكون هناك جزم بتحديد ملامح هذا الجيش.
تلك هى المظلة السياسية التى استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسى بكلمته (مسافة السكة) أن يجمع تحتها العرب جميعا مطمئنين آمنين..
إن ما يحدث فى اليمن كان ومازال يؤثر بشكل كبير على مصر، لتأثر قناة السويس بما سيحدث لو تمت سيطرة الحوثيين على مضيق باب المندب ولذا لن تقف مصر عاجزة أمامه، بل ستدافع عن أمنها القومى داخليًا وخارجيًا بكل السبل والوسائل..
إن مشاركة مصر فى العملية العسكرية على اليمن، ضرورية للغاية،وهو رد قاطع على من يروجون لفكرة انزلاق مصر إلى حرب مُضطرة!.
مصر تحمى نفسها وحدودها..ومصر لن تنزلق لأن رئيسنا رجل مخابرات له عقلية تحترم الجميع وتستوعب الجميع، رجل يعى دور مصر ويفهم حقوقها وواجباتها..
والانتقاد الذى قوبل به استقباله لأمير قطر، مجرد (نقد مصاطب) لأن السياسة لُغة لا تمت بصلة للغة العُشاق ولا يتكلمها إلا من يمتلكون الوعى السياسى لإدارة الحوار..
فالعلاقة بين مصر وقطر لم تكن علاقة زوج هجرته زوجته! لأنها فى الحقيقة علاقة «دويلة» مكتوب فى بطاقتها الشخصية أنها دولة عربية، لذا أصبح حضور وفدها فى القمة العربية أمراً واقعاً..
وأصبح من واجبات الضيافة أن نستقبلهم بابتسامة بل بقبلة لو لزم الأمر...ولكن...
ولكن كما قال رئيسنا بالحرف الواحد: «مصر لن تنسى أبدا من وقف إلى جوارها ولا من وقف ضدها!»....
يجب علينا أيضا على الصعيد الثقافى والإنسانى أن نلغى الحدود بين الدول العربية..
الموقف اليوم يحتم علينا إيجاد وطن عربى موحد بأحلام مشتركة وضمير عربى واحد..
آن أوان أن تُلغى الحدود الثقافية والإنسانية بين الدول العربية..
متى نندمج ثقافيا وإنسانيا فى هوية مشتركة تتحدث لغة الضاد؟
متى يُصبح التعليم فى الوطن العربى منظومة لها سمة مشتركة وبها مادة تُدرس للطُلاب لتحمل أحلام وتاريخ الأوطان العربية كلها؟
متى نرى على شاشة الفضائيات برنامجا عربيا يشارك كل الدول فى احتفالاتها ونشاطاتها وأعيادها القومية؟
متى يصبح هناك جمعيات للتبادل الثقافى بين الشباب فى الدول العربية؟
وكما أن هناك يوماً وطنياً لكل دولة تحتفل به سفارتها فى مصر، دعونا نبتكر يوما ولنطلق عليه (العيد الوطنى للعروبة) ونحتفل به جميعا..
عل قلوبنا تتعانق فى مناسبة واحدة؟....
متى يتحقق الحُلم؟...