أصحاب العمل يسجنون العمال لتأديبهم.. والتهمة: الإنتماء لجماعة إرهابية
في الوقت الذي تحاول فيه الدولة بناء قواعد جديدة للإستثمار على أرضها ، وخلق أواصر للثقة المتبادلة بين العمال و صناعاتهم، يقف المسئولون مكتوفي الأيدي معصومو العين عن ما يتعرض له العمال من قمع و سجن و ملاحقة أمنية، و هو ما أكده عدد من القيادات العمالية، التى ترى أن حالات ملاحقة العمال و سجنهم تزداد يوما بعد يوم، و أن الأعداد التي يتم الإعلان عنها هي أقل نسبياً من الأعداد الحقيقية.
مؤكدين على أن السجن أداة القمع الأمنية أصبحت الحيلة الأخيرة لرجال الأعمال لتصفية حساباتهم مع العمال بتهمة الإنتماء لجماعة إرهابية.
قال زكي ، نجل العامل محمد زكي : "والدي قام بفتح ملفات فساد للشركة و أرسلها إلى إحدى الصحف التي نشرت الكلام على لسانه، و كان ذلك منذ شهر تقريباً و بعدها تلقى والدي اكثر من اتصال يهدده فيه مسئولين من الشركة إلى أن انتهى الأمر بمداهمة مزلنا ليلاً و القبض عليه بتهم حيازة سلاح و منشورات و الإنتماء لجماعة ارهابية، و لم يتم إثبات أيٍ من هذه التهم عليه".
و لفت زكي، إلى أن والده لا ينتمى إلى أي تيار سياسى أو جماعة دينية غير أنه إنسان ملتزم يصلي الفرض في وقته، مؤكداً على أن النيابة وجهت له بالإضافة للتهم السابقة تهمة تمويل أنشطة غير مشروعة لقلب نظام الحكم و هو ما لا يمكن لعاقل أن يصدقه فوالدي مفصول من العمل منذ أكثر من 4 سنين و لا يجد مال لينفقه علينا حتى يمول أنشطة غير مشروعة.
متابعاً : إن الجهة الوحيدة التي لها مصلحة من سجن أبى هى إدارة الشركة التي فضح فسادها على صفحات الجرائد و هو ما يبرر تعرض أبي لإلقاء القبض عليه في هذا الوقت بالذات و قد تم حبسه 15 يوم على ذمة التحقيق، وتم التجديد له 15 أخري و لديه جلسة أخر الشهر الجاري، لا نعرف ما الذي سيدور فيها.
من جانبه قال أشرف عباس، مسئول الملف العمالي بمركز هشام مبارك، أن ما يتعرض له العمال من ملاحقة للتصفية بدعوى إنتمائهم لجماعات إرهابية أمر شديد الخطورة ، مؤكداً على أن هذا العامل الذي يتم إلقاء القبض عليه بدون إثبات للتهمة الموجهة له و يتم التجديد له لقرابة الشهرين رغم أنه برئ قد يخرج للمجتمع مشوه، غير قادر على التفرقة بين ما هو صالح و طالح ، متابعاً : لابد من إيجاد تشريع يحفظ للعامل كرامته بضمان التحقيق معه من خارج السجن أو تحديد مدى زمني قصير للتحقيق معه و إذا لم تثبت إدانته يتم الإفراج عنه، إذ ربما كان البلاغ الكيدي موجة من صاحب العمل له لتصفية خلاف ما بينهم.
في سياق متصل، قالت أخت العامل السجين من شركة نايل لنين جروب ، إسلام رمضان، أن صاحب الشركة قام بفصل أخيه و زميل له و هو ما دفعهم لرفع دعوى فصل عليه ، و منذ ذلك الحين و هو في مشاكل مع صاحب الشركة المدعو سعيد أحمد، مشيرةً إلى أنه كان دائماً يهدده بقوله :" أمن الدولة هيقبض عليك في بيتك لو لم تتنازل عن الدعوى"، متابعة : تم توجيه تهم السب و القذف و الإنتماء لجماعة إرهابية لأخي و حتى الأن يتم التجديد له دون أن يتم إثبات أيٍ من هذه التهم عليه.
و أشارت إلي أن تحريات الأمن الوطنى أثبتت عدم إنتمائه لجماعة الإخوان و مع ذلك فإن حبسه مستمر حتى وقتنا هذا، مؤكدةً على أن أصحاب الشركات و المصانع يستخدمون السلطة للإنتقام من العمال الذين يقفون في حلقة و يصعب عليهم تصفيتهم بطريقة عادية.
فيما أكد خالد طوسون، نائب رئيس المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية أن ما تعرض له إسلام شيئ صادم ؛ لإستخدام رجال الأعمال جهاز الأمن لسجن و قمع العمال، مشيراً إلى أن العمل النقابي متعرف عليه في كل دول العالم بالإضافة إلى أن هناك وسائل للعقاب و الردع تبعد كل البعد عن سجن العامل و جعله و المجرمين سواء في زنزانة واحدة ما يجعله بعد خروجه من السجن مثل المجرمين تماما.
كما أكد القيادي العمالي، صلاح الأنصاري على أن سجن العمال هي سابقة من نوعها و لم نسمع بها منذ إضراب السكة الحديد في 1986 و الذي أقر القاضي فيه حق العمال في الإضراب ، مؤكداً على أن النشاط النقابي لا يُعاقب عليه القانون و بالتالي فما يتم مع العمال الأن من ملاحقة و سجن بسبب نشاطهم النقابي هو أمر غير قانوني بالمرة، متابعاً: أي مخالفة من قبل العمال لابد أن يتم التحقيق فيها وفقاً لتحقيق إداري و توقيع العقوبة المناسبة عليه وفقاً للائحة.
و تابع قائلاً : إننا كقيادات عمالية لا نعرف تحديداً كم عامل بالسجون حتى وقتنا هذا ، لكننا نشهد على أن الإدعاء و تلفيق التهم هو السبب وراء وجود بعض منهم الأن في السجون و ذلك بإستخدام فزاعة الإنتماء لجماعات إرهابية، مشيراً إلى أن الارقام التي يتم الإعلان عنها عن أعداد المساجين من العمال أقل نسبياً مما هي عليه بالحقيقة إلا أن الأمر مرفوض و لابد من التنويه لخطورته لتفادي تكراره مع عمال أخرين.
من جانبها ، قالت القيادية العمالية، هدي كامل، أن ما يتعرض له العمال اليوم من سجن ليس بجديد فمنذ أكثر من عام تم إجبار أكثر من 30 نقابي بسيراميكا كيلو باترا على الإستقالة و هددوهم حينها "إن لم توقعوا على إستقالاتكم سنوجه لكم تهمة الإنتماء لجماعة الإخوان و هو ما دفع العمال للتوقيع في صمت خوفاً من تنفيذ الإدارة لتهديداتها بالإضافة إلى عمال كارجيل الذين وقع أكثر من 70 منهم على إستقالاتهم خوفاً من التهديد نفسه ، مشيرةً إلى أن هذا الأسلوب إتبعوه حتى مع محمود ريحان القيادي العمالي بالمطار و الذي تم سجنه منذ حوالي ثلاثة أشهر بإتهامات كالإنتماء لجماعة إرهابية و حيازة سلاح و التحريات أثبتت براءته مما نسب إليه ليعرف بعد ذلك أن الأمر كان للإنتقام منه ليس إلا.