تأثير التكنولوجيا على "مشاعر الناس".. استبدال "الجوابات" برسائل "الموبايل والفيس"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


ساعى بريد: الجوابات زمان حب وغرام ،، لكن الأن عبارة عن محاضر

 بائع ورد: "شغال على المستشفيات وبوكيهات الورد التقليدية كانت زمان"

 صفوت العالم: سحب البساط من رسائل البريد ومحلات الورد له عوامل عديدة
 

 التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة اثرت على جوانب كتير فى حياة المصريين عموماً كأطفال فى المراحل الدراسية والرجال والسيدات فى اعمالهم والشباب فى مختلف مجالات حياتهم دراسة وشغل وحتى حياتهم العاطفية.

أثرت التكنولوجيا بشكل كبير على مشاعر الناس فى علاقاتهم وتعاملاتهم مع الغير، وتم استبدال الجوابات التى تحوى بداخلها عبارات الحب والمشاعر إلى رسائل عبر الهاتف المحمول، وتدرجت التكنولوجيا الى أن وصلت للإنترنت ومواقع "الفيس بوك" و"الواتس أب" وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعى، وأصبح التعبير عن المشاعر بلغة بسيطة وأصبحت لغة الورد والجوابات موضة قديمة، وضاع معناها فى زحمة الوسائل الحديثة وأصبحت المشاعر جافة ومجرد شىء عابر.

قال أحمد مصطفى ساعى بريد، عن تأثير التكنولوجيا على مشاعر الناس، : "دلوقتى محدش بقى يبعت جوابات زى الأول،  زمان الناس كانت بتبعت جوابات تطمئن على بعض والمخطوبين يبعتوا جوابات حب وغرام، لدرجة إن فى الناس كانت بتستنانى على المحطة من لهفتها على الجوابات خاصة الحبيبة، لكن دلوقتى راح زمن الحب والحبيبة، ونوعيات الرسائل الأن أصبحت عبارة عن جوابات محاضر وحد بيبعت لأهله فلوس وتحويلات بريدية مش أكتر من كدة لكن جوابات الحب ! قول للزمان ارجع يا زمان".

وقال صبرى محمد صاحب محال ورد، "بقالى 15 سنة شغال فى محل الورد انا واخد الشغل ده هواية، و بقيت شغال دلوقتى على المستشفيات وزيارات المرضى وبوكيهات الورد التقليدية لكن الورد بمفهومه اللى كان زمان مبقاش موجود الآن، كان الموضوع شغال حلو قبل ثورة 25 يناير لأن كان فى شغل والشباب معاهم فلوس لكن بعد الثورة البطالة زادت ومبقاش فى فلوس فى البلد".

وأضاف محمد :"فى عيد الحب بتيجى ناس تشترى ورد بس فى فرق كبير بين عيد الحب المصرى بتاع شهر 11 عن الحب العالمى في شهر 2 وده علشان الشباب دايماً بيحبوا يقلدوا الغرب فى كل حاجة، وفى شباب كتير اللى هما الحبيبة يعنى بيجوا يشتروا منى وردة او اتنين، انا بعزرهم علشان ظروف المعيشة وببعلهم الوردة ب 3 جنيه، واسعار البوكيهات بتبدأ من 100 جنية وقابلة للزيادة".

بينما قال لطفى عبد العزيز الذى كان يعمل بدولة ليبيا منذ صغره، ويبلغ من العمر 54 عاماًً :"انا كنت ببعت جوابات لأهلى كل شهر، منها اطمنهم عليا ومنها يكون داخل الجواب مصروف البيت ، ولكن فى الوقت الحالى الأمر اختلف كثيراً لأنى دلوقتى تقريباً عايش معاهم بسبب وسائل التكنولوجيا المتعددة مثل "الإسكاى بى والفايبر وغيرها من برامج المحادثة".

 
وعلى الجانب العلمى قال الدكتور"صفوت العالم" استاذ الإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة، سحب البساط من رسائل البريد ومحلات الورد لوسايل الإتصال الحديثة امر طبيعى نظراً لعوامل كثيرة، منها السرعة والسهولة والسرية وأيضاً الخصوصية في الإرسال والاستقبال، والسرعة في الرد يعطى تصاعد في المشاعر.

 
وأضاف مازحاً: "يعنى أنا أيام الشباب والرياضة لما كنت ببعت ورد لحبيبتى مكنتش ببقى عارف الورد وصل ولا لسة وكان على ما بيوصل بيدبل في ايد الولد اللى بيقوم بتوصيله لكن دلوقتى موقع الفيس بوك وامكانية التحدث صوت وصورة سهل حاجات كتير على شباب اليومين دول".