محمد الشريف يكتب: مصر والضربات العسكرية في اليمن

مقالات الرأي

محمد الشريف
محمد الشريف

لا أحد ينكر دور مصر ومكانتها في الفترة الحالية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي ودورها ومكانتها عما كانت من قبل، فمصر حاليًا تحاول أن تستعيد قوتها وعزتها من جديد بلم شمل الأمة العربية والتصدي لمخططات الفتنة والتقسيم، وجماعات الإرهاب المتشرذمة.

جيش مصر هو جيش قوي خالص من خيرة أبناءه، وليس جيش مرتزقة كما يردده البعض من جماعات التطرف، ومن يجرأ ويقول غير ذلك فهو من يسعى لإثارة الفتن والوقيعة والتشكيك في قوة وقدرة الجيش المصري، وتحركاته سواء داخل مصر وخارجها مدروسة، مثلما حدث في تحركه وضرب مخازن للسلاح للتنظيم الإرهابي "داعش" في ليبيا عقب حادثته الشهيرة وقيامه بقتل 21 عاملًا مصريًا في ليبيا.

بعض من يحاولون تشويه صورة مصر وجيشها، يردد أن قيام الجيش المصري بعمليات عسكرية جنوب البحر الأحمر "مضيق باب المندب"، هو ردًا للجميل لدول الخليج نتيجة دعمهم ووقفهم بجانب مصر في الفترة الماضية، غافلين لنقطة هامة وهي أن الجيش المصري هو الجيش العربي الوحيد الذي يحمي المنطقة العربية بأكملها ويتصدي للتدخلات الخارجية، وهو من يحافظ علي وحدة نسيج الأمة العربية ولا يجرأ أحد من أي دولة مهما بلغت قوتها وعظمتها أن يستأجر جيش مصر من قبل أي دولة أو يحارب بالوكالة عن أي دولة أو يخدم أجندتها.

خاض الجيش المصري منذ أنشائه محمد علي في عهد ولايته التي بدأت 1805، حروبًا عدة ومن أبرزها حروب الوهابية في عهد إبراهيم باشا، وبالتالي فالجيش المصري يرعي مصالحه وطنية أولا، وتحركاته الخارجية هي بدافع لحماية الأمن القومي العربي من تحركات بعض الدولة لتنفيذ سياستها في تقسيم الشرق الأوسط الجديد.

مصر حكومة وشعبا تصر علي أن يتم لم شمل الأمة العربية من جديد وهي من ترعي حاليا إعادة لم شمل الأمة العربية، فهي تعيد ترتيب الأوضاع ضمن السقف العربي والتوحد تحت راية واحدة أمام عدو متربص يريد هدم شملها، فالسيسي يعيد العزة والعروبة للأمة العربية وهو ما ظهر واضحا خلال تحركاته وضم الشعوب العربية حول مصر وبذلك يعيد ترتيب الأوضاع في المنطقة العربية والتي شهدت تشرذم وتخبط خلال الفترة الماضية.
تحرك مصر ضمن التحالف العربي فقط لتأمين المجري الملاحي لقناة السويس وذلك بوضع قوات بحرية في مضيق باب المندب جنوبا وتأمين المجري الملاحي لقناة السويس، وحنكة السيسي وقيادة مصر تجعلها لن تنجر وراء حروبا طائفية في المنطقة وتتحالف مع قطر وتركيا لخدمة مصالح أمريكا وإسرائيل وهو ما يعتقده البعض بأن مصر تخدم مصالح تلك الدول، وأن ذلك يرسخ لصالح مخطط تقسيم مخطط الشرق الأوسط الجديد، بينما الجيش المصري لم يتحرك بقوات جوية أو برية في تلك الضربات وإنما تحرك فقط بقوات بحرية، لتأمين الحدود،  كما أن مصر من مصلحتها الأولي أن تستقر الأوضاع في اليمن بأي شكل مما يحقق التنمية والاستقرار، دون التدخل في شئونهم الداخلية.

مصر تعطي أولوية في تحركها لحل الوضع اليمني بطريقة سلمية دون التطرق حول مسألة الشرعية للرئيس المنتخب عبدربه منصور، والتي يمنحها الشعب اليمني وحده سواء للرئيس عبد ربه منصور أو غيره، وخاصة أن الشعب هو صاحب الشرعية الوحيد في أي دولة وهو من يمنحها لمن يريد، وليس أي جيش أخر، أو دولة أخر، وخير شاهد علي ذلك ما حدث في مصر عبر ثورتي 25 يناير و30 يونيو، بالإضافة إلي أن مصر لم تسمح لأي دولة بالتدخل في شئونها الداخلية، وبالتالي فهي لم تتدخل.

مصر تسعى أولا وأخيرا في الحفاظ علي العلاقات مع اليمن وحماية مضيق باب المندب وحماية مشروعها قناة السويس الجديدة، وتسعى أيضا لحماية اليمن والدول العربية من التقسيم والوقوع في حروب طائفية تبث فتيلها دول أوروبية وتنفذها دول تسعي إلي تنفيذ مآربها في أحياء طوائف دينية.