وول ستريت: "بخاري" يتسلم نيجيريا وقد أحاطت بها لعنة النفط

عربي ودولي

بوابة الفجر



قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الرئيس النيجيري المنتخب، محمد بخاري، يواجه تحديات صعبة في دولة لم تدخر شيئا أيام الرخاء في عهد ارتفاع سعر النفط.

واستهلت مقالا، نشرته على نسختها الإلكترونية، بالإشارة إلى أن بخاري استند في فوزه بالانتخابات الأخيرة على وعوده بمكافحة الفساد في واحدة من أكثر بلدان العالم فسادًا.

ونوهت عن أن الرئيس السابق جودلاك جوناثان، استند إبان انتخابه أيضا على وعود كتلك، وانتهى به الحال إلى أن بات مضرب الأمثال في كيفية عدم إدارة اقتصاد نفطي، ورصدت الصحيفة انخفاض الاحتياطي النقدي النيجيري بشكل خطير في ظل توقعات بانخفاض الناتج المحلي الإجمالي في البلد للعام الجاري إلى ما دون نسبة 5 بالمئة من نسبة 5.6 بالمئة العام الماضي.

وأضافت الصحيفة، أن بخاري يتسلم نيجيريا، وقد أحاطت بها لعنة النفط التي أفسدت معظم الدول الأكثر فقرا التي ظهر فيه نفط، وتشير الدراسات إلى أن نسبة 90 بالمئة من تلك الدول إما أنها تعاني ركودا اقتصاديا أو تتخلف عن الركب.

وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن ديناميات نزول لعنة النفط معروفة، ذلك أن اكتشافه يهيج الصفوة الحاكمة لتأمين حصصهم من المكاسب بدلا من الاستثمار لبناء الطرق ومحطات القوى والمصانع، كما تهرول الشركات الأجنبية لشراء النفط بما يرفع قيمة العملة على نحو يصعب معه على المصانع المحلية قليلة العدد أن تصدّر سلعها، وبهذا تدمر صناعة النفط ما عداها من الصناعات المحلية الأخرى، هذه هي قصة نيجيريا منذ أن عرفت إنتاج النفط عام 1958، حيث انخفض معدل الدخل النسبي بمقدار النصف من نسبة 8 بالمئة إلى نحو 4 بالمئة مقارنة بنظيره الأمريكي.

ونوهت عن أن نيجيريا تنفق نسبة 15 بالمئة فقط من إجمالي ناتجها المحلي على الاستثمار في مجالات تتضمن البنية التحتية، ورأت أن هذه النسبة الضئيلة تشرح أسباب فشل الرئيس السابق جوناثان في الوفاء بتعهداته بتحسين أوضاع الطاقة في بلاد تشهد انقطاعات متواترة في الكهرباء.

وأكدت الصحيفة، أن اعتماد نيجيريا على النفط ترك البلاد عرضة لتلقي صدمات من الخارج، فبانهيار سعر النفط في 2014 جفّ احتياطي البلاد سريعا من العملة الأجنبية كما هبطت قيمة العملة "النيرة"، وهو الأمر الكفيل في أي دولة أكثر تنوعا في روافدها الاقتصادية بدعم الصادرات والاستقرار المالي في البلاد، ولفتت إلى أن نيجيريا تعتمد على الصادرات بنسبة 70 بالمئة من السلع الاستهلاكية، من الغذاء وحتى الكساء.

وحذرت من أن استمرار انخفاض أسعار النفط ينذر بارتفاع عجز ميزانية الحكومة النيجيرية إلى نسبة 6 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للعام الجاري.

واختتمت الصحيفة، بالقول إن الرئيس المنتخب بخاري، سيقود نيجيريا الفتية التي لا يزال ثلث شعبها دون الـ 18 عاما، إما إلى خلية عمل دينامية أو إلى حشد هائل من الساخطين، وأكدت أن النتيجة تعتمد في جزء كبير منها على قدرة بخاري على التغيير والتصدي للفساد الذي نما في ظل اقتصاد نفطي ملعون.