الهاربون من المنزل.. الشارع أحن من أبويا.. وخبراء: العنف الأسرى يدمر المجتمع

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

تغيرات كبيرة شهدها المجتمع المصرى فى السنوات الأخيرة كان لها تأثيرخطير على إرتفاع معدلات أطفال الشوارع، وشاهدنا الكثير من الأولاد يعرون، ويتألمون وينامون على الأرصفة، إلا أنهم يفضلون كل ذالك على تحمل قسوة وعنف أبائهم، حيث أثبتت معظم الدراسات أن القسوة، الضرب، عدم الثقة، والحرمان المادي والمعنوي من أسباب هروب الأبناء.
 
الشارع أحن من أبويا وأمي

إبراهيم الذي يبلغ من العمر 16 عامًا، يعمل في إحدي المطاعم بدأ حديثه عن سبب تركه لمنزله، أن والده كان دائماً  يقسو عليه، ويضربه بعنف،  وعندما يطلب منه مصروف أو أى شئ لا يحضره له ، مع إنه فى حالة مادية ميسورة، مما دعاه  إلي ترك المنزل، و تفضيل الشارع عن قسوة والده.

 
"أنا ببيع مخدرات وشغال في محل".. بهذه الكلمات تحدث إلينا "ميدو" ابن الـ14 عامًا بثياب مهلهلة والابتسامة ترتسم على وجهه، مفترشًا رصيف بمنطقة فيصل بمحافظة الجيزة،:" أمى كانت قاسية أوى فى معاملتها ليا وبتضربنى  بإستمرار،أتجوزت بعد وفاة أبويا، وبقيت  تطردنى من المنزل كثير"، ولم أسلم من قسوة زوجها وضربه، وأصبح الشارع هو منزلي.

وسردت لنا" إيمان  س.ع، وعمرها 11 عامًا، إنها كانت  في الصف الأول الإعدادي، قائلةً أنا لا أحب المدرسة لأن المعلمين معاملتهم معنا سيئة، ودرجاتي ضعيفة وقد هربت من أهلي إلى الشارع لإنهم  يضربونني دائماو بيعذبونى بالنار.

وقت لا ينفع الندم

ويأتى ندم الأمهات متأخراً فى وقت لا ينفع فيه الندم حيث تقول " أم مى" ربة منزل": "أنا كنت على طول بضرب ابني لما كان مش بيسمع كلامي، وأبوه مكنش بيديله مصروف"
 
وإنها كانت دائما تضرب طفلها، وعندما يطلب منها شئ لم تنفذه، وإن والده كان بمثل هذه القسوة، كان يضربة ويرفض إعطاءه الأكل والمصروف، مما نتج عنه هروب الطفل ولم تعلم عنه شئ منذ 10 سنوات وتتمنى لو يرجع وتفعل ما يريده.

فيما ذكرت "أم محمود" ربة منزل، "أخويا موت ابنة بغباءه وضربه  ليه،" وكان أول مرة ضرب فيها إبنه بسبب إنه كان يحتاج زيادة في المصروف، ومرة أخرى بسبب إنه شرب عصير دون إذنه، مماتسبب فى إنه ترك المنزل ولكن رجع اليه مره أخرى ، ولكن" ياريته مارجع" كانت رجعته هو "القبر".

تربية الأباء
 
وقال ماهر الضبع - استشاري علم نفس بالجامعة الأمريكية، أن 80% من حالات هروب الأبناء  لا يتم الابلاغ عنها.
وأوضح"الضبع"، أن هروب الأبناء من المنزل بسبب الإعتداء البدانى وليس النقص المادي،قائلاً" لو رأى الإحتواء والأمان  لن يترك البيت، ولكن عندما يتحول البيت إلي مصدر إذئ يلجأ إلي الهروب.

وأكد" الضبع"، أن  هناك نسبة كبيرة من الأباء يطردون أبناءهم بدون وعى ومعرفة أضرار هذا، مشيرًا إلي أن  هذا يرجع إلي أن الأب لا يتعامل بشكل صحيح مع متطلبات ابنه و يري إنه عندما يطلب منه شئ  يتمرد علي أمر.

 وأشار" الضبع"، أن  زيادة نسبة العنف الأسري أدت لزيادة أطفال الشوارع  والمتسولين، موكدًا أن لايوجد إحصائية لهذه الظاهرة لتجاهل التعامل معها بشكل علمي.

ونوه أن عصيان الأبناء أمام أبائهم أمر طبيعي، يجب التعامل معه بشكل طبيعي، وإلا سوف يؤدي إلي"جرائم منزلية"، وللجوء الأباء إلى الضرب المؤدي إلي الموت.

بروتوكول لحماية الطفل

وأكد اللواء محمد ناجي- مدير الإدارة العامة لحقوق الإنسان بوزارة الداخلية، أن دور المركز القومي للأمومة والطفولة، هو حماية أطفال بلا مأوي و تهيئة البيئة المناسبة لهم و توفير فرصة عمل ومأوي .
 
كما أضاف "ناجي"، أنه يوجد بروتوكول موقع بين وزارة الداخلية والمركز القومي للأمومة والطفولة، هدفه مواجهة الأذى النفسي الذي يتعرض له أطفال الشوارع من تحرش واغتصاب.