لأيهما تنحاز مصر في الأزمة "السورية" السعودية أم روسيا..ولماذا؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

الجمل: مصر نقطة تلاقي الحل السعودي والروسي تجاه الأزمة السورية
الغطريفي: مصر ستنحاز للحل الروسي دون معاداة السعودية
اللاوندي: مصر حددت موقفها قبل إعلان السعودية وروسيا موقفهما

وسط التغييرات والنزاعات التي تواجهها الدول العربية، ظهرت على السطح أزمة جديدة لم تكن في حسبان الدبلوماسية المصرية، حيث تقف مصر حائرة بين الموقف السعودي والروسي تجاه الأزمة السورية، وهو ما اتضح خلال القمة العربية في شرم الشيخ.

 حيث وجه الرئيس السيسي الشكر إلى فلاديمير بوتين على خطابه، بينما هاجمه وزير الخارجية السعودي، لدعمه الأسد بالسلاح، فالرياض تتعنت وتريد التدخل العسكري لإزاحة الأسد، وتقف موسكو لتدعو للحل السلمي.

وفي هذا السياق طرحت الفجر سؤالا :"لأيهما تنحاز مصر في حل الأزمة السورية السعودية أم روسيا ..ولماذا؟، على عدد من المتخصصين، للوقوف على توجه القاهرة المرتقب تجاه هذه الأزمة.
 
هاني الجمل المحلل السياسي والاستراتيجي، أوضح أن الموقف المصري هو نقطة التلاقي بين الحل السعودي والحل الروسي، حيث أن مصر تخوض حرب  ضد الإرهاب وتحاول جاهدة بأن لا تختلق أكثر من جهة داعمة له، مؤكداً أن الرئيس بشار الأسد حين يسقط حكمه في سوريا ستتحول إلى ليبيا أخرى وتظهر الجماعات الإرهابية التي تسعى لغرض واحد تفتيت الدول العربية، وعلى رأسهم مصر، لذلك تسعى القاهرة لعدم إسقاط شرعية بشار الأسد خصوصاً في الوقت الحالي، لذا تلجأ للحل السلمي، وستستضيف مؤتمرا للمعارضة السورية، بهدف توحيد موقفها لإجراء محادثات سياسية.
 
وأضاف الجمل للفجر، أن تلك النقطة التي تسعى لها مصر تجاه الأزمة السورية، ترجع لمصالحها الخاصة وخاصة أنها تواجه الإرهاب، بالإضافة إلى أن مصر تسعى لجعل "روسيا" حليف استراتيجي لها بعد تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عقب ثورتي يناير ويونيو.

وأكد الجمل، أن الأزمة السورية حلها بيد قوى إقليمية، موضحاً أن هذا واقع يجب أن لا يخفى على أحد فمن يتابع الأزمة السورية منذ عدة سنوات يرى أنها تتخذ خطوات إيجابية نحو الحل، وإن اختلفت هذه الخطوات طبقاً للرؤية الخاصة بكل فصيل سياسي.

ففي الوقت الذى يؤكد فيه نظام بشار الأسد أحقيته فى الاستمرار منفرداً بحكم سوريا نجد أن هناك رؤية أخرى لمعارضيه بالخارج بأن يخرج بشار و معاونيه من المعادلة السورية أولا، ثم التفاوض على شكل المرحلة الانتقالية مدعومة بذلك من الحليف التركى والأمريكي، فى حين ترى معارضة الداخل أن تكون رغبة صادقة من الأطياف السورية بإعلاء المصلحة الوطنية دون تنفيذ أجندات خارجية بل والأحرى أن يكون بشار جزء من حل هذه المعادلة بشكل أو بأخر من أجل وقف نزيف الدم السوري.

وقالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية إن مصر والمملكة العربية السعودية تتعاونان عسكريا فى إحباط مخطط الاستيلاء على السلطة فى اليمن من خلال المتمردين الشيعة.

ورأت الوكالة، فى تقريرها أمس الثلاثاء، أن مصالح البلدين كانت متباينة بشكل واضح فى القمة العربية، الأسبوع الماضى، خاصة فيما يتعلق بالأزمات فى سوريا وليبيا.

• الحل المصري السلمي

وقال الدكتور"سعيد اللاوندي" الخبير بالعلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، إن مصر لا يجب أن تنحاز لأي من الدولتين السعودية أو وروسيا حول الأزمة السورية، موضحًا أن موقف مصر منذ البداية ينحاز تجاه الحل السلمي قبل انحياز روسيا له،  حيث أوضح ذلك الرئيس "عبد الفتاح السيسي" عدة مرات.

وأضاف اللاوندي، أن مصر فقط يجب أن تنحاز للدولة السعودية في حل الأزمة اليمنية، بأن يجب أولاً التدخل العسكري من أجل تحجيم خطر الحوثيين ثم تلجأ إلي الحل السياسي في الأزمة اليمنية.

• الحل الروسي دون معاداة السعودية

فيما اتفق السفير "ناجي الغطريفي" مساعد وزير الخارجية سابقًا، مع انحياز مصر للحل السلمي حول الأزمة السورية دون التدخل العسكري في تلك المرحلة، لافتًا أن هذا الاختيار الذي تبناه الرئيس "عبد الفتاح السيسي" لا يؤخذ بمبدأ المعاداة لدولة السعودية ولا مبدأ الانحياز لدولة روسيا، بل هو الحل الأمثل .

وأضاف للفجر، أن الأزمة السورية تُعد صراعًا معقدًا منذ فترة، لأنها تقع مابين الجماعات الإسلامية وبين الرئيس السوري "بشار الأسد".

وكان رد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، في مداخلته أمام القمة، بأن الرئيس الروسي تناول في رسالته المشكلات التي يمر بها الشرق الأوسط، "وكأن روسيا ليست مؤثرة.. وعلى سبيل المثال الوضع المأساوي في سوريا، بينما الروس هم جزء من المآسي التي يمر بها الشعب السوري".

وأضاف أن "الروس يمنحون النظام السوري ما فوق حاجته من الأسلحة لمحاربة شعبه»، مؤكدا أنها أسلحة إستراتيجية ومحرمة دولية وضد الأنظمة الدولية، التي تحرم استخدام هذا النوع من الأسلحة.

وتساءل وزير الخارجية السعودي "هل هو استخفاف بالشعب العربي السوري، أم هو عدم شعور بالكارثة التي حلت بسوريا من جراء استخدام الأسلحة الروسية المحرمة والدعم الروسي للنظام"، وأضاف "ألا يحق لنا أن نسأله: كيف يمكن أن يدعو لحل السلمي وفي نفس الوقت يستمر في دعم النظام السوري؟ مع أن النظام فقد شرعيته وفقد كل ما لديه من اتصالات مع العالم المتحضر!".