جلال أبو نحل يكتب: الوفاء للأرض والفداء للوطن

ركن القراء

بوابة الفجر

في الثلاثين من آذار/ مارس يحتفل شعبنا الفلسطيني في هذا اليوم المجيد احياء لذكرى شهداء فلسطين الذين سقطوا دفاعاً عن الأرض الفلسطينية الذين سطروا أسمى معاني البطولة والفداء من أجل المحافظة على الهوية الوطنية الفلسطينية وعلى التراث الحضاري والتاريخي للشعب الفلسطيني.

"يوم الأرض" ليس مجرد ذكرى وطنية احتفالية ، بل هو رمز ومآثرة كفاحية خالدة ، ومعلم سياسي بارز، وحدث تاريخي في سفر وسجل النضال الوطني والسياسي الذي تخوضه جماهيرنا الفلسطينية وقواها الحيّة؛ وقد شكل انعطافة مفصلية ونقلة نوعية هامة في حياة وتاريخ شعبنا الأصيل في معاركه البطولية دفاعاً عن الوجود والحياة والكرامة والمستقبل في هذا الوطن، الذي لا وطن لنا سواه، ولن نرضى بديلاً له، وهو يحمل بين طياته كل معاني الصمود والتحدي والعنفوان والشموخ والمقاومة لكل المشاريع والمخططات الترانسفيرية والتهويدية والتهجيرية، ولأجل صيانة الهوية الوطنية الفلسطينية، إنه يوم فلسطني شامل وجامع لكل القوى والشرائح الاجتماعية والسياسية لشعبنا الصابر الصامد المناضل والمقاوم للقهر والظلم والتمييز العنصري.

وفي هذه الذكرى العظيمة ليوم الأرض الفلسطيني فإننا نؤكد مجدداً على ثقتنا وإيمانناً الراسخ بحقنا في أرضنا ومقدساتنا وخاصة في القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى نبينا مُحمد صلى الله عليه وسلم، ومهد السيد المسيح عليه السلام، فهي في ضميرنا ووجداننا كما في ضمير ووجدان كل المؤمنين مسلمين ومسيحين ، فلا سلام ولا أمن ولا استقرار في المنطقة دون عودة القدس الشريف القدس العربية لأصحابها الشرعيين عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.

إنّ شعبنا الفلسطيني واصل ولا زال يواصل تصديه البطولي ومقاومته المشروعة لمخططات الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية على مدار العقود الثمانية الماضية، هذه السياسة الاستيطانية التي لا تزال تستهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وطمس هويته الوطنية، ومهما كانت التحديات والصعاب التي تواجه مسيرتنا الوطنية في هذه المرحلة، فإنّ شعبنا الفلسطيني لن يقبل بتاتاً بهذه السياسة الاستيطانية العدوانية سياسة فرض الاملاءات والأمر الواقع سياسة الهيمنة المستمدة من لغة الاستعمار وغطرسة القوة.

إنّ الاستمرار في سياسة مصادرة الأراضي الفلسطينية والاستيطان فيها يتسبب بشكل رئيسي وواضح في خلق أجواء التوتر والكراهية والعنف باعتباره اعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني مثلما هو اعتداء على قرارات الشرعية الدولية وإرادة المجتمع الدولي التي ترفض هذه السياسة وتؤيد اقامة السلام العادل والدائم والشامل القائم على مبدأ الأرض مقابل السلام والمستند لحق الشعوب في مقاومة الاحتلال الأجنبي وفي تقرير مصيرها على أرضها.

إنّ احتفالات ذكرى يوم الأرض يجب أن تتغير وتنحى منحى آخر، فالمسيرات والمهرجانات الهشة والخلافات الفئوية الهامشية والنقاشات حول الأعلام الحزبية ورفعها في المسيرات القطرية، أفرغت كلياً يوم الأرض من مضمونه النضالي وبُعده الوطني والسياسي والوجودي كأقلية فلسطينية تعاني الحصار والخنق الاقتصادي والحرمان السلطوي، وتتهددها سياسة المصادرة ونهب الأرض في الجليل والمثلث والنقب، وسياسة التهويد والتهجير والاقتلاع من الوطن؛ ومنذ الذكرى الأولى ليوم الأرض ونحن نرى المهرجانات نفسها، ونسمع الخطابات والكلمات الممجوجة ذاتها، وقد غدت هذه الاحتفالات روتينية قاتلة وليست بمستوى الحدث، وبدلاً من أن تتوحد الصفوف في مواجهة التحديات الراهنة، فإنها تتفرق وتتشرذم، فلنجدد ولنبدع أساليب وتقاليد كفاحية أخرى غير الخطابات والتنافس على الظهور أمام كاميرات الصحافة والمواقع الالكترونية والفضائيات، التي لا تُحصى ولا تُعد.

ولتكن ذكرى "يوم الأرض" انطلاقة تجديدية ونهضوية، وتصعيداً للكفاح والنضال السياسي والوطني الموحد في سبيل البقاء والحياة والانزراع عميقاً في ثرى الوطن ، والدفاع عن البيت والأرض والإنسان الفلسطيني.

إنّ المطلوب هو اعادة الوهج والهيبة ليوم الأرض الخالد ؛ وآن الأوان لكي نحيي ونبعث ونعيد بناء وتشكيل لجنة الدفاع عن الأراضي، قائدة نضالات واضرابات يوم الأرض المجيد.

عاشت ذكرى هذا اليوم الأغر، وتحية اجلال واكبار لشهدائنا الأبرار في يوم الأرض،

الشهيد خير ياسين – عرابة .

الشهيد رجا أبو ريا – سخنين .

الشهيد خضر خلايلة – سخنين .

الشهيدة خديجة شواهنة – سخنين .

الشهيد محسن طه – كفركنا .

الشهيد رأفت الزهيري – عين شمس، وكافة شهدائنا الأبرار.. وشفى الله الجرحى.. وفك الله قيد أسرانا الأحرار ، والعودة للاجئين الفلسطينيين، ولأسياد الأرض وأصحابها تحية شموخ ومجدٍ وعزٍ، وسدّد الله خُطانا على الحق المُبين.