بعد إرتفاع معدلات الطلاق.. خبراء: على الزوجين الخضوع لتدريبات عملية قبل الزواج

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

"ليس بالحب وحده يحيي الإنسان"  جاءت هذه المقولة بعد إرتفاع معدلات الطلاق و زياده المشاكل الزوجية، وأنه يجب أن يكون الزواج مبني علي الصراحة و الوضوح و التفاهم و دراسة جيدة من كل طرف للأخر لضمان إستمرار الزواج بشكل سوي .
 
إرتفاع معدلات الطلاق
 
أكدت معظم الدراسات على إرتفاع  نسب الطلاق، فى الفترة ما بين  عامى 1986إلى  1989بمعدل بلغ 238 حالة  طلاق بين كل 1000 زيجة.

ومن جهة أخرى كشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والأحصاء  عن إرتفاع حالات الطلاق عام 2013 إلى نحو  162ألف فى مقابل نحو  155ألف حالة طلاق في عام 2012 بزيادة  بلغت 4.7%، فى حين بلغت أحكام الطلاق النهائية 4795 حكماً.

الزواج مقبرة للحب
 
وفى لقاءات "الفجر" مع بعض المطلقات داخل محكمة الأسرة بمصر الجديدة للوقوف على أسباب الظاهرة: قالت أم محمد- ربة منزل، إنها تزوجت في سن صغير عن حب و لكن لم يستمر الأمر كثيرًا، قائلةً" إذا دخل الفقر من الباب هرب الحب من الشباك".

وأضافت "أم محمد" لم يتوقف الأمر علي ضيق ذات اليد، ولكن أيضاً بدأ يضربني بشكل يومي و إلى جانب التقصير في حقوقي الزوجية، و طلبت الطلاق و لكن أكتشفت أنى حامل فصبرت و توقعت أن يتغير الأمر بعد وضع طفلي، ولكن زاد الوضع سوء بعد الإنجاب وزادت الإهانة و لجأت إلي الطلاق وبرأته من كل شئ مقابل الحصول علي الحرية وكان فشلي بسبب سوء اختيارى.
 
مراية الحب عامية

فيما قالت أم رودينا- حاصلة على دبلوم تجارة،أنها تزوجت عن حب، ولكن كما قال المثل (مراية الحب عامية)، وكانت العيوب ظاهرة في فترة الخطوبه و لكن التسرع و عدم التمعن في التفكير هو السبب، وكانت المفاجئة في أول يوم م زواج أنه فاجأنى بأنه  متزوج و له بنت, ومع ذلك قبلت بالوضع و استمر الزواج وانجبت منه بنتين، و كان عدم استقرار المعيشة بسبب التنقل من سكن إلي أخر, وتعاطى المخدرات و الإهانة و الضرب ، والشك الزائد في كل تصرف لي مع أن الجميع يشهد لي أنى علي خلق ، هذا إلى جانب خيانته لى  و كان كل مرة  يعدني انه سوف  يتغير ولكن لا أجد أي تغيير بل يزداد الأمر سوء، وبعد زواج دام 13عاماً لم استطع تحمل المزيد فطلبت الطلاق ولم أطلب أي حق لي ولم الجأ للقانون من أجل بناتي.

رأى الشرع

ومن جانبه قال أحمد مصطفى معوض- مدرس مساعد بقسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر ، إن الزواج أساسه المودة و الرحمة و لا ينجح إذا كان قائم علي غير ذلك مؤكداً قوله بحديث  عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤِمْنِةً: إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خلقا رضي منها آخر" . رواه مسلم.

وأكد أنه يجب علي الزوجة والزوج الموازنة بين الصفات الحسنة و السيئه، وعلي الزوج معاملة الزوجة معاملة حسنة و عدم إهنتها، وإن المرأة تطلب الطلاق  لثلاث (خَلٌقه , خُلقه ,دينه) أو خافت ألا تؤدي حقه وأكد كلامه بقول الله تعالى:"الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ".

وأضاف أن المشرع أنصف المرأة بوضع قانون الخلع.
 
الطلاق طريقة سهلة

وأضاف إبراهيم مجدى حسين- استشاري طب نفسي بجامعة عين شمس، إن السبب الرئيس فى حالات الطلاق هوعدم توافق الشخصيات مع بعضهم، وصراعات بين الأهل تنعكس على الزوجين.
 
وأشار"حسين"، إلى أن الضعف الجسني يؤثر على العلاقة بين الزوجين وتأخر الإنجاب، خصوصًا فى الصعيد.
 
وأوضح أن السياسية لها دور فى العلاقات الزواجية كانتمائها لحزب معين ووجهات الإختلاف بينهم، وأن معظم الأهالى يوافقون على الزواج بشكل سريع دون دراسة شخصية الزوج، خوفًا من لفظ "العنواسة".
وأكد أن الأهل يساعدون أولادهم على فكرة الطلاق عكس الماضى كان هناك خوف على كيان الأسرة وتشجيعهم على الإستمرار لكن الأن فى أقل مشكلة بيشجعوهم على طلب الطلاق.
 
ولفت حسين إلى أن الزوجين بعد الإنفصال لا يحترم بعضهم البعض مما يؤثر على الأطفال بالسلب، فكل منه يكون حريص على تشويه صورة الأخر فى نظر أولادهم.
 
وشدد"حسين"، على ضرورة وجود تدريب قبل الزواج ، على  كيفية التعامل والتفاهم مع بعضهم.