التحالف الشعبي: الأوضاع في مصر تجعل من الواجب ألا ننجرف في صراعات عربية
أعرب حزب التحالف الشعبي الاشتراكي عن انزعاجه من قرار السلطات المصرية بالانضمام إلى العمليات الحربية الحالية في اليمن، في ظل وضع محلي وإقليمي وصفه بمعقد وملتبس.
ولفت إلى أن ذلك جاء أيضًا في ظل التدخلات الدولية العدوانية، لإعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة والالتفاف على التحركات والانتفاضات الشعبية التي يشهدها العالم العربي منذ أواخر العام 2010.
وقال الحزب، إن قرار المشاركة في العمليات الحربية لم يحظ بالحد الأدنى من الشفافية والمشاركة المجتمعية، وأنه نتيجة لهذا التعتيم لا يعرف المواطنون حجم المشاركة وأهدافها الحقيقة، ومدى إدراك للمخاطر التي تحيق بها.
وأضاف التحالف الشعبي، أن الأوضاع الحالية في اليمن ملتبسة وشديدة التعقيد، حيث تتفاعل أزمة الدولة اليمنية فيما يتعلق بتعثر الحداثة والتنمية والسيطرة على الثروات الوطنية، ويضاف إلى هذا التدخلات الخارجية السافرة، مستفيدة من التناقضات والنزعات الطائفية والقبلية والجهوية.
وأوضح، أن ذلك الأمر يجعل الشعب اليمني يدفع أثماناً باهظة لصالح أطماع ومصالح قوى داخلية فاسدة وقوى خارجية مستغلة.
وأشار الحزب إلى أن الأوضاع الصعبة اقتصاديا وسياسياً و أمنياً التي تمر بها مصر تجعل من الواجب على من يتصدى للقيادة ألا ينجرف في صراعات "عربية – عربية"، تتخذ أبعادًا إقليمية وطائفية وهدفها في النهاية سد الطريق أمام نضال الشعوب العربية من أجل الديمقراطية والاستقلال والتنمية وبناء الأمة.
ورأى حزب التحالف الشعبي أن من واجب الدولة والمجتمع المصريين، التركيز على محاربة الإرهاب على أرضنا وفي الجوار وعدم الانغماس في محاور مشبوهة مما سيكون له وبيلة على العلاقات مع الشعوب العربية أو جماعات محلية بعينها.
وتابع قائلًا: "إن حرص النظام على تدبير الموارد لحل الأزمات الاقتصادية الخانقة، لا يجوز أن يرتبط بأثمان سياسية أو خدمة مخططات "خارجية – أمريكية بالأساس" تستهدف أيضًا توفير أجواء آمنة للكيان الصهيوني ونظم شديدة الرجعية".
وأكد حزب التحالف الشعبي، أن المساعدة الحقيقية التي يمكن أن تضطلع بها الدولة المصرية هي السعي من أجل توفير فرص الحوار السياسي لحل المعضلات الصعبة التي يواجهها الشعب اليمني، وبما يحقن الدماء ويحول دون تفكك المجتمعات واستبداد وهيمنة الجماعات الرجعية والعميلة والمتخلفة.