وزير الآثار العراقي يدعو مجلس الأمن واليونسكو لإجراءات أكثر حزما ضد مشروع "داعش" التخريبي
دعا وزير السياحة والآثار العراقي عادل الشرشاب المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) ومجلس الأمن إلى اتخاذ مواقف أكثر حزماً لحماية الآثار والحضارة العراقية التي يستهدفها تنظيم (داعش)الإرهابي ويدمر ماعمرته الأجيال عبر آلاف السنين.
وقال الشرشاب، في تصريح لمراسل"أ ش أ" في بغداد، ان المدير العام لليونسكو ايرينا بوكوفا ستزور العراق غدا، السبت، وستلتقي رئيس الوزراء حيدر العبادي، لإطلاق مشروع خاص بصيانة الآثار العراقية، داعيا مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة لتجريم ممارسات داعش الذي يتحدي الإرادة الدولية، وللوقوف مع العراق في حماية وصون آثار حضارته العريقة وانقاذها من معاول "المغول الجدد" المتمثلين في عصابات داعش التي ترتكب واحدة من أكبر جرائم "التطهير الثقافي في التاريخ".
وأكد الشرشاب ضرورة اتخاذ مواقف أكثر حزما من خلال جلسة لمجلس الأمن لتجريم ممارسات عصابات داعش وايقاف تماديها في تحدي الارادة الدولية وتخريب الحضارة الانسانية، وقال: اننا نسعي لاستصدار قرار جديد من مجلس الأمن لوقف مشروع تنظيم"داعش" الإرهابي الذي يستهدف الانسان وحضارته وليس فقط العراق وسوريا فهو لايعترف بالاخر حاليا أو من آلاف السنين.
ونوه إلى الجهد الذي تبذله الوزارة مع منظمة اليونسكو والشرطة الدولية ووزارة الخارجية الذي اثمر اصدار مجلس الأمن قراره 2199 الذي اوقف وحرم على عصابات داعش الإرهابية المتاجرة بالاثار لتمويل اعمالها الإرهابية، مشيرا إلى ان هناك لجنة دولية تتابع تنفيذ القرار.
وأضاف: إن الوزارة بادرت بالتحرك لايقاف بيع الاثار العراقية في المزادات العالمية ورفع الدعاوى الجزائية في المحاكم المختصة فضلا عن التعاون المتبادل مع مجلس المتاحف العالمي ومنظمة اليونسكو واطلاق خطة الاجراءات الطارئة لحماية الاثار والتراث.. ونوه إلى الحوار مع اصدقاء العراق في المتاحف والجامعات الاجنبية والمتعلقة بخطط الوزارة لانقاذ الاثار العراقية والحفاظ عليها.
ولفت إلى أن رد الوزارة "الثقافي" في هذه المعركة كان بافتتاحها لمتحف الزعيم عبد الكريم قاسم في شارع الرشيد في بغداد ودار الشاعر بدر شاكر السياب في البصرة، واعادة افتتاح المتحف العراقي في بغداد، وافتتاح متحف الناصرية وسيليه متحف المثنى، فضلا عن استقبال البعثات التنقيبية الاجنبية من ايطاليا وبريطانيا وقريباً من الولايات المتحدة وبلجيكا.. مشيرا إلى ارسال ملف مدينة بابل الاثرية وملف مواقع الاهوار الى منظمة اليونسكو لادراجهما على لائحة التراث العالمي.
وقال: ان العالم شاهد معاول داعش والعبوات الناسفة والجرافات وهي تزيل في لحظة حرجة ما بنته وعمرته أجيال العراقيين عبر آلاف السنين من مزارات ومساجد وأديرة ومواقع أثرية ومكتبات وتجريف مواقع أثرية في الموصل، في إطار تدميره للتاريخ الإنساني وليس فقط حضارة العراق، لافتا إلى ان الوزارة عملت على توثيق جرائم داعش بالتنسيق مع اليونسكو في خطة طارئة لانقاذ آثار العراق، إضافة الى صيانة وترميم الآثار.
وكان مجلس الأمن وافق في 12 فبراير الماضي بالإجماع على مشروع قرار روسي يقضي بتجفيف منابع تمويل تنظيم"داعش" والتنظيمات الإرهابية من خلال بيع النفط والآثار والفدية، ونص القرار على تجريم كل من يشتري النفط من التنظيم وأيضا من جماعة "جبهة النصرة" وغيرهما من الجماعات المتطرفة والتي لها علاقة بتنظيم "القاعدة" ،وتقديم المتورطين للعدالة كمتواطئين مع الإرهاب.