الملك "فيصل".. الحكيم الذى عاش يحلم بتحريرالأقصى أو الشهادة
"عشنا، وعاش أجدادنا على التمر واللبن،وسنعود لهما" هكذا جاء تعقيبه عندما قطع النفط عن أمريكا، هو الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية من 2 نوفمبر 1964 إلى 25 مارس 1975, هو الابن الثالث من أبناء الملك عبد العزيز الذكور من زوجته الأميرة طرفة بنت عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ.
كان حلم فيصل أن يحرر القدس ويصلى فى المسجد الأقصى ركعتين، ورأى ان الموت فى سبيل الله أثناء تحرير القدس غاية الأمانى، والحياة فى ظل إنتهاك المقدسات الإسلامية لا تستحق أن تعاش.
عرف بمواقفه الشرسه والداعمة تجاه القضية الفلسطينية وأشهرها
في قصر الاليزيه في باريس قبل بدء حرب 1967 بأيام قليلة، جرى حوار بين الجنرال ديغول وفيصل بن عبد العزيز كالتالي:-
الجنرال ديغول: " يتحدث الناس أنكم يا جلالة الملك تريدون أن تقذفوا بإسرائيل إلى البحر، وإسرائيل هذه أصبحت أمراً واقعاً، ولا يقبل أحد في العالم رفع هذا الأمر الواقع"
فيصل بن عبد العزيز: " يا فخامة الرئيس أنا أستغرب كلامك هذا، إن هتلر احتل باريس وأصبح احتلاله أمراً واقعاً، وكل فرنسا استسلمت إلا أنت انسحبت مع الجيش الإنجليزي، وبقيت تعمل لمقاومة الأمر الواقع حتى تغلبت عليه، فلا أنت رضخت للأمر الواقع، ولا شعبك رضخ، فأنا أستغرب منك الآن أن تطلب مني أن أرضى بالأمر الواقع، والويل يا فخامة الرئيس للضعيف إذا احتله القوي وراح يطالب بالقاعدة الذهبية للجنرال ديجول أن الاحتلال إذا أصبح واقعاً فقد أصبح مشروعا".
الجنرال ديغول:" يا جلالة الملك يقول اليهود إن فلسطين وطنهم الأصلي وجدهم الأعلى إسرائيل ولد هناك"
فيصل بن عبد العزيز: "فخامة الرئيس أنا معجب بك لأنك متدين مؤمن بدينك، وأنت بلا شك تقرأ الكتاب المقدس، أما قرأت أن اليهود جاءوا من مصر غزاة فاتحين، حرقوا المدن وقتلوا الرجال والنساء والأطفال، فكيف تقول أن فلسطين بلدهم، وهي للكنعانيين العرب، واليهود مستعمرون".
الجنرال ديغول: " لكنهم يقولون إن أباهم ولد فيها".
فيصل بن عبد العزيز: "غريب، عندك الآن مائة وخمسون سفارة في باريس، وأكثر السفراء يولد لهم أطفال في باريس، فلو صار هؤلاء الأطفال رؤساء دول وجاءوا يطالبونك بحق الولادة في باريس فمسكينة باريس، لا أدري لمن ستكون؟".
خطبته الأخيرة
كما قال الملك فيصل في خطبته الأخيرة: "أيُها الإخوة المسلمون: إن القدس الشريف يناديكم ويستغيثكم لتنقذوه من محنته ومما أُبتلي به، فماذا ننتظر وإلى متى ننتظر ومقدساتنا وحرمتنا تنتهك بأبشع صورة فماذا يخيفنا هل نخشى الموت ؟ ، وهل هناك موتة أفضل وأكرم من أن يموت الإنسان مجاهداً في سبيل الله ، نريدها غضبة ونهضة إسلامية لا فيها قومية ولا عنصرية ولا حزبية ، إنما دعوة إسلامية، دعوة إلى الجهاد في سبيل ديننا وعقيدتنا دفاعاً عن مقدساتنا وحرمتنا وأسال الله سبحانه وتعالى، أن يكتب لي الموت شهيداً في سبيله، ارجوا أن تعذروني إذا أرتج علي، فإنني حينما أتذكر حرمنا الشريف، ومقدساتنا تنتهك وتستباح وتمثل فيها المفاسد والمعاصي والانحلال الخلقي فإنني أدعو الله مخلصاً إذا لم يكتب لنا الجهاد وتخليص هذه المقدسات ألا يبقيني لحظةً واحدة على الحياة".
إيقاف تصدير البترول إلى أمريكا
يقول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنرى كسينجر في مذكراته أنه عندما التقى الملك فيصل في جدّه، عام 1973م، في محاوله لإثنائه عن وقف ضخ البترول، رآه متجهماً، فأراد أن يستفتح الحديث معه بمداعبة
هنري كيسنجر يقول: "إن طائرتي تقف هامدة في المطار بسبب نفاد الوقود، فهل تأمرون جلالتكم بتموينها، وانأ مستعد للدفع بالأسعار الحرة؟ يقول كيسنجر: فلم يبتسم الملك، بل رفع رأسه نحوي".
فيصل بن عبد العزيز يقول: " وأنا رجل طاعن في السن، وأمنيتي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصى قبل أن أموت، فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنية؟!".
واقعة إغتياله
في يوم الثلاثاء 12 ربيع الأول 1395 هـ الموافق 25 مارس 1975 لقى الملك فيصل مصرعه على يد أبن أخيه، حيث قام الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود بإطلاق النار عليه وهو يستقبل وزير النفط الكويتي عبد المطلب الكاظمي في مكتبة بالديوان الملكي وأرداه قتيلًا، وقد اخترقت إحدى الرصاصات الوريد فكانت السبب الرئيسي لوفاته، ولم يتأكد حتى الآن الدافع الحقيقي وراء حادثة الاغتيال لكن هنالك من يزعم بأن ذلك تم بتحريض الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بسبب سياسة مقاطعة تصدير البترول التي انتهجها في بداية السبعينات من القرن العشرين بعد حرب أكتوبر، وهناك من يزعم أيضاً أن القتل كان بدافع الانتقام لأخية الأمير خالد بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود الذي قتل في منزله على يد قوات الأمن السعودية في فترة تولي الملك فيصل للحكم.