سفراء الحرية.. هدية طبيب فلسطيني للأسرى في سجون الاحتلال
قاد انتفاضةً سلاحها الطب، ويحلم بوضع فلسطين على خريطة الدول المتقدمة في علاج العقم بتقنية "أطفال الأنابيب"، إنه الدكتور سالم أبو خيزران، الذي يسخّر علمه في مساعدة الأسرى في السجون الإسرائيلية على تحقيق حلمهم بإنجاب "سفراء الحرية".
من الزراعة، لماذا اخترت التخصّص في مجال أطفال الأنابيب؟
قبل السلطة الفلسطينية، كنا جميعاً في فلسطين نحوّل الخدمات الطبية إلى المستشفيات الإسرائيلية للأسف الشديد، وفيما يتعلق بالرعاية الصحية المحلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، فقد كانت عبارة عن رعاية صحية أولية وخدمات ثانوية بدائية للغاية، أما أي تخصص آخر فكان يتم توزيعه فوراً على المستشفيات الإسرائيلية وهو ما ترتب عليه أن أصبح مستوى الخدمة الطبية في الضفة الغربية متواضعاً للغاية. ومع قدوم السلطة الفلسطينية تغيرت الأوضاع قليلاً وأصبح هناك مجال لمن يفكر في مستقبل أفضل لفلسطين للكشف عن مشاريعه مثلما سنحت لي الفرصة وذلك من خلال توفير الإمكانيات والتسهيلات من قبل الجهات المختصة سواء وزارة الصحة الفلسطينية أو الجهات الأخرى المعنية. أخذنا على أنفسنا عهداً بمحاولة إحداث تغيير جذري في مستوى الرعاية الصحية داخل الضفة الغربية من خلال إدخال الطب الحديث في الأراضي الفلسطينية.
باعتباركم أول من أدخلتم "أطفال الأنابيب" إلى فلسطين، هل يمكن أن تحدثنا عن الصعوبات التي واجهتموها في البداية؟
أولى التقنيات الحديثة التي دخلت مجال الطب الفلسطيني كانت جراحة المناظير بجانب علاج العقم المتقدم أو ما يعرف في وطننا العربي باسم "أطفال الأنابيب"، كل هذا تم في عام 1995 وكنا سباقين في تنفيذه. كانت نسبة العقم في المنطقة هنا من 1 إلى 5 أو 1 إلى 6 أي أنها شائعة بدرجة كبيرة، ويوجد فرد من كل 5 أزواج يعاني من هذا الأمر، وبما أننا في مجتمع شرقي فالإنجاب يلعب دوراً محورياً في حياة أي مواطن، هنا كان الحل الوحيد أمام ميسوري الحال إما بالبحث عن العلاج لتلك المشكلة في المستشفيات الإسرائيلية وتحمل مبالغ مالية طائلة، أو السفر لبلد عربي مجاور لإجراء الجراحة، وهو ما يتسبب في مصاريف طائلة أيضاً نظراً للسفر والإقامة وتكاليف العملية وترك العمل، كل هذا يوضح مدى المعاناة التي عاشها الفلسطينيين على مستوى الخدمة الطبية لفترات طويلة. بعد إدخال جراحة المناظير وأطفال الأنابيب شعرنا أن المواطن الفلسطيني مازال في حاجة للمزيد من الخدمات الطبية فأنشأنا وقتها المستشفى العربي التخصصي والذي سرعان ما توسع ونقلنا إليها قسم أطفال الأنابيب ولكن في تلك الفترة اندلعت الانتفاضة التي تسببت بمشكلات عديدة وقتها في الاتصال بين المدن الفلسطينية وبعضها البعض، حتى أن الأمر كان عسيراً على سيارات الإسعاف لنقل المرضى والمصابين في الوقت المناسب للمستشفى، وهو ما دفعنا وقتها لإنشاء مركز مماثل في "رام الله" وكذلك مركز آخر في "بيت لحم" للتخفيف على المواطنين وتوفير الخدمة الطبية التي يحتاجونها هناك.
لقد كانت أولى تجارب أطفال الأنابيب في فلسطين صعبة للغاية لأسباب عديدة، فعلى الرغم من دعم السلطة الفلسطينية وتوفير التراخيص والإمكانيات التي نحتاج إليها، إلا أننا كنا نعاني من مشكلة كبيرة، ففي ظل عدم سيطرة القوات الفلسطينية على المعابر الداخلية، كان لزاماً علينا الحصول على المعدات التي نحتاجها من داخل إسرائيل، ليست الصعوبة في جلب المعدات من داخل إسرائيل، ولكن إذا كنت في حاجة إلى جهاز معين وطلبته من المختصين في إسرائيل ستحصل على الجهاز بعد 6 أشهر على أقل تقدير، وبما أن مفهوم أطفال الأنابيب كان حديثاً في هذا الوقت للفلسطينيين، لم يكن تتوافر داخل الدولة أي مؤسسات أو شركات طبية قادرة على توفير هذه المعدات، مما يعني الحصول عليها من إسرائيل أو من دول أوروبية وغربية. الأسوأ من ذلك هو وجود معدات طبية يجب جلبها بشكل شهري لاستمرار المركز في تأدية مهامه، ونظراً للصعوبات التي تحيط بهذا الأمر اضطررنا للتعامل مع أكثر من شركة في نفس الوقت لضمان الحصول على المعدات اللازمة أولاً بأول، لحسن الحظ تغير الوضع حالياً وأصبح أفضل بمراحل في ظل وجود شركات طبية عملاقة وطريقة نقل صحيحة للمحافظة على حالة الأجهزة. برز أيضاً تحدي آخر وهو ضرورة تثقيف شركات الأدوية والعاملين بها ليتعرفوا على الطرق الصحيحة لنقل الأجهزة والمعدات الطبية في أسرع وقت وبأفضل صورة ممكنة. وأخيراً كنا نعاني من نقص الكوادر الطبية في هذا المجال، خاصة أخصائي الأجنة مما اضطرنا للاستعانة بمختصين من بريطانيا ساهموا في تعليم فريق كامل منا، واليوم أصبح لدينا أكثر من فريق وكوادر طبية فلسطينية متخصصة في علم الأجنة تحديداً.
باعتبار المجتمع الفلسطيني شرقي، هل واجهتم صعوبة في إقناع الناس بهذا النوع من العلاج؟
بالطبع كانت هناك مشكلة في البداية لدى بعض الناس بخصوص أطفال الأنابيب والذين لم يكونوا على علم بكافة تفاصيل هذا المجال، وحقيقة يجب توجيه الشكر للإعلام الفلسطيني الذي ساعدنا كثيراً في نشر هذا الفكر وتثقيف المواطنين الفلسطينيين بخصوص علم الأجنة وأطفال الأنابيب، الأمر كان صعباً في البداية حتى أن النساء اللاتي يخضعن لعمليات ولادة غير طبيعة كانوا يخشون من أن يتهمهم الأهل بالحمل بالاعتماد على علم الأجنة وأطفال الأنابيب، كما ساعدنا رجال الدين المتفتحين في الترويج لهذا العلم الحديث ومساعدة المواطنين على فهمه بشكل صحيح، وبوجه عام المجتمع الفلسطيني يعتبر مجتمعاً منفتحاً على العالم يبحث دوماً عن الأساليب العلمية الجديدة ولا يمانع استخدامها.
قمت بعمليات تلقيح لنطاف مهربة من السجون الإسرائيلية، كيف تتم العملية، هل تحتفظ النطفة بقدرتها خلال عملية التهريب، ما هو دور مركزكم في ذلك، أي هل تخبرون العائلة مثلاً بالاحتياطات الواجب اتخاذها؟
بدأ الأمر في عام 2003 من خلال مجموعة من الأسرى والمسجونين الفلسطينيين الذي حكم عليهم بالسجن لفترة لا يعلمها سوى الله، أولئك السجناء متزوجون ولديهم أطفال بنات وبعضهم لم ينجب مطلقاً، وعلى الرغم من إن القانون يتيح للمرأة المرتبطة بزوج سجين لفترة طويلة الانفصال عنه والارتباط بآخر، ولكن هذا العرف ليس منتشراً بين النساء الفلسطينيات اللاتي يقررن البقاء على ذمة أزواجهن المسجونين حتى وإن طال الفراق لسنوات طويلة. هنا فكرنا في أن نجد حلاً لمساعدة تلك السيدات وأزواجهن المسجونين في السجون الإسرائيلية، خاصة وأن النساء لا يقدرن على الإنجاب بشكل طبيعي بعد تخطي سن الأربعين، وقررنا مساعدتهم عن طريق علم الأجنة سواء أطفال الأنابيب أو التلقيح ولكننا عانينا من ثلاث تحديات صعبة في ذلك الوقت، في البداية كان يجب الحصول على جواز من دار الإفتاء الفلسطينية لإباحة هذا الأمر، التحدي الثاني تمثل بضرورة أن يتبنى جميع زعماء الفصائل الفلسطينية هذا الموضوع لمساعدة أبنائهم في السجون، أما المشكلة الأخيرة فكانت تحضير المجتمع لتقبل هذا العلم. أجرت دار الإفتاء اجتماعاً بالفعل برئاسة الشيخ "عكرمة صبري" وأفتى وقتها بجواز هذا الإجراء وأنه لا يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي، وهي الفتوى التي دعمها قادة الفصائل الفلسطينية أيضاً واستقبلنا بالفعل أول حالة في عام 2005 أو 2006 تقريباً، ولكن رغم ذلك لم نتمكن من تنفيذ العملية إلا بحلول عام 2011. ولمن يسأل عن سبب هذا التأخير، فالإجابة هي لأننا خفنا من المشكلات التي قد تتعرض لها السيدة من المجتمع في ظل وجود زوجها في السجن منذ 10 أو 15 عاماً ورغم ذلك تظهر حاملاً فجأة أمام الجميع مما قد يساهم في زيادة مشكلتها أكثر وأكثر، ولذلك طلبنا منها في البداية أن تشرح الأمر لجميع أقرباء زوجها بلا استثناء ليكونوا على علم بالعملية وهو ما تم بالفعل ولاقى ترحيباً كبيراً، إلا أن الأمر لم يكن كافياً وطلبنا منها تكراره مع جميع من تعرفهم من أقارب وجيران، ومع مرور الوقت بدأ من حولها في سؤالها لماذا لم تجري العملية؟ لماذا لم تحملي بعد؟ لماذا كل هذ التأخير؟ هنا أحسسنا أن الوقت أصبح ملائماً بعدما تفهم الجميع الأمر، نجحت العملية وأنجبت "دلال" أول طفل لها في عام 2011 بعدها بعام وتحديداً في رمضان 2012 أصرت هي وزوجها على تسليط الضوء الإعلامي على مولودهم مهند وهو الأمر الذي ساهم في تقبل المجتمع لفكرة أطفال الأنابيب، بعدها مباشرة تلقينا اتصالات عديدة من نساء يرغبن بالخضوع للعملية، كما أن استقبال أقارب "دلال" لها تحول إلى عرس، وهو ما ساعد في تقبل الفكرة من المجتمع الفلسطيني وانتشارها بشكل موسع.
ماهي القوانين أو الضوابط التي تعتمدونها في مسألة إجراء عمليات أطفال الأنابيب للأسرى الفلسطينيين؟
نجاح تجربة "دلال" قادنا إلى اتفاق مع دار الإفتاء لوضع قوانين لمن سيخضع للعملية، في البداية يجب أن تكون السيدة في حاجة ماسة لهذا الإجراء، مثل أن يكون زوجها في السجن لفترة طويلة ولا تستطيع الإنجاب، أو سيدة تمتلك بناتاً فقط وترغب في إنجاب ولد، كذلك اشترطنا أن يحضر مع كل سيدة تخضع للعملية شخصان من عائلة زوجها من الدرجة الأولى والثانية ليشهدوا ويقروا أن هذه الطفلة أو الطفل يخصان الزوجين، بعد الانتهاء من هذا الأمر يتم اختبار العينة لنرى ما إذا كانت تصلح للإخصاب أم لا، وفي الغالب تصلح نظراً لأننا نعتمد على عدد محدود للغاية من الحيوانات المنوية لكل بويضة. إذا توافرت كافة الشروط نقوم بالاحتفاظ بالعينة ونطلب من السيدة أن تذهب إلى بلدتها مرة أخرى لتشارك في عملية الإشهار عن طريق إخبار الأقارب والأهل والأصدقاء والجيران وأي شخص تعرفه بخصوص عملية التخصيب التي ستخضع لها.
هل تحتاج تلك العينات للحفظ بطريقة معينة لحين وصولها من السجون لمركزكم؟
المهارة هي أن تستخدم التقنيات والعلم المتاح لك لحل مشكلات مجتمعك، وإذا افترضنا أن أي شخص قدم الحيوانات المنوية وتم حفظها في منطقة مخصصة لهذا الأمر، فبعد مرور 24 ساعة لن تجد ملايين الحيوانات المنوية مازالت صالحة للاستخدام ولكن نسبة 20 أو 30 بالمئة فقط ستكون صالحة، وبما أن العملية برمتها تتطلب تخصيب حوالي 15 بويضة، فكل ما نحتاج إليه هو 15 حيواناً منوياً فقط، أي أن النسبة الكلية ضخمة جداً مقارنة بما نستخدمه، وبالتالي ستكون احتمالات وصول الحيوانات المنوية السليمة من السجن الإسرائيلي لعندنا جيدة.
هل من حالات معينة أثرت فيك أثناء تعاملك مع عمليات إخصاب الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية؟
لمعرفة ما تمثله عمليات إنجاب أطفال الأنابيب في فلسطين يكفي أن أتحدث عن حالة أشرفت عليها منذ فترة، هي سيدة من القدس الشرقية، زوجها سجين بالسجون الإسرائيلية منذ أن كان عمرها 20 عاماً وخرج بعد مرور 26 عاماً، كان عمرها في هذا الوقت هو 46 عاماً، بعد خروج زوجها من السجن كان مازال يرغب بالإنجاب، ولكنها كانت قد تخطت السن الذي يسمح لها بهذا الأمر، وبالنظر لوجودنا في مجتمع شرقي فقد ازدادت الضغوط عليها من الأهل والأقارب للزواج بامرأة أخرى للإنجاب منها، وهنا دفعت السيدة الضريبة مرتين، أولاً لم تتمكن من الإنجاب بسبب سجن زوجها، وثانياً عدم قدرتها على الإنجاب بعد خروجه من السجن بسبب تقدمها في العمر، هناك سيدة أخرى مرت بموقف مماثل حيث تم أسر زوجها بعد 12 يوماً من الزواج فقط وطلب منها وأهله أن تطلب الطلاق وأن ترتبط بشخص آخر خاصة وأنه لا يعلم المدة التي سيقضيها في السجن ولكنها رفضت تماماً هذا الأمر، تلك السيدة خضعت لعملية التخصيب قبل عام وأنجبت بالفعل طفل اسمته "أمير"، حتى أن أهلها وأهل زوجها احتفلوا بهذا الأمر وأقاموا لها عرساً كبيراً، كل ما أرغب بإيضاحه هو أن تقنيات الإخصاب لا تساعد فقط في انجاب الأطفال وإنما في حل مشكلات أسرية مستعصية أيضاً.
ما هي نسبة النجاح لأطفال الأنابيب من نطف مهربة من سجون الاحتلال؟
نسبة الحمل لدينا تتراوح بصفة عامة من 48 إلى 52 بالمئة بعد التخصيب، أما بالنسبة للأسرى فالموضوع يختلف قليلاً لظروفهم الخاصة، فهناك أسرى متقدمين في العمر وفي أوقات أخرى تكون العينة أضعف من الطبيعي. أنا شخصياً أحمد الله على النسب التي وصلنا لها حيث تم إنجاب 35 طفلاً وطفلة حتى الآن بهذه الطريقة، وهناك 7 حوامل آخرين وعشرات العينات التي ينتظر إجراء التخصيب لها قريباً.
هل تعرضت لمضايقات من قوات الاحتلال الإسرائيلي، نظراً لأن مركزكم الطبي يقدم مجاناً للأسرى الفلسطينيين عمليات الإخصاب للنطاف المهربة؟
لم يحدث هذا الأمر إطلاقاً نظراً لأن عملنا إنساني بالدرجة الأولى ولا علاقة له بالسياسة، حتى أننا لا نخبر أي شخص بأن يأتي بعينة من أسير أو سجين، فالأمر لا علاقة له بالسياسة إطلاقاً. أما بخصوص العلاج المجاني للأسرى فهذا طبيعي نظراً لأنها عملية إنسانية بحتة ولذلك اشترطنا ألا يدخل فيها العامل المادي إطلاقاً لأنها أسمى من هذا الأمر بكثير ولا يمكن أن يتم تقديم الموضوع بصيغة تجارية.
هل يجري إسرائيليون عمليات إخصاب في مركزكم؟
كان هذا الأمر يحدث قبل الانتفاضة أي قبل عام 2000، كان يأتي بعضهم للاستشارات الطبية ولكن بعد الانتفاضة اختفى هذا الأمر تماماً نظراً لبناء الجدار العازل وزيادة التباعد بين الطرفين والعامل النفسي الذي تسببت فيه الانتفاضة.
حصلت على تكريم من الراحل ياسر عرفات والرئيس الحالي محمود عباس، ماذا قالوا لك بعد كل تلك الإنجازات المشرّفة؟
المجتمع الفلسطيني مجتمع مظلوم، فالشعب الفلسطيني يعاني كثيراً ويتعرض لظلم وقهر لا يمكن وصفه، ولذلك كنا نشعر بالسوء نظراً لأن المواطن في دول أخرى مجاورة يتلقى الخدمات التي يحلم بها وفي فلسطين الأمر مختلف تماماً ولذلك أخذنا على عاتقنا أن نساهم في إحداث نقلة نوعية في المجال الذي نعمل فيه وهو الطب وإدخال جراحة المناظير وأطفال الأنابيب حتى أثناء الانتفاضة في ظل الظروف الصعبة التي مررنا بها، الأمر كان أشبه بتحدي وهو ما جعل القيادات السياسية تقدر هذا الموضوع، ولكن بالنسبة لي فأنا أعتبر القضية واجباً وطنياً ومساهمةً في رفع مستوى الطب في بلدي.
ماهو جديد عالم أطفال الأنابيب والإخصاب في فلسطين وبمركزكم، سمعنا عن الإبر الصينية، وما رأيك بالعلاج بالأعشاب، وهل من أبحاث قادمة لتخفيض تكاليف العلاج؟
مجال الـIVF أو أطفال الأنابيب حاله كحال أي مجال آخر فهو يتقدم باستمرار ويشهد الاعتماد على أجهزة أحدث وتقنيات مختلفة كل فترة زمنية بهدف رفع نسب النجاح قدر المستطاع، نسب النجاح في تطوّر مستمر لأننا نتابع المستجدات باستمرار وعلى علاقة بجميع جمعيات الخصوبة حول العالم لتبادل الخبرات، كما أننا نحضر المؤتمرات العلمية المخصصة لهذا الأمر ونشارك فيها، نحن نمتلك فريقاً ضخماً بالفعل ونحاول الإفادة والاستفادة من التجارب الأخرى لتعم المنفعة على الجميع. كانت هناك تجربة أمريكية استفدنا منها وساعدتنا في زيادة نسبة النجاح وهي تعتمد على الإبر الصينية التي تساعد في زيادة التروية الدموية لبطانة الرحم وتساهم في راحة السيدة نفسها وعضلات الرحم أثناء التخصيب، قمنا بتطبيق الأمر بالفعل وساهم في زيادة نسبة النجاح لدى السيدات من 5 إلى 7 بالمئة وقدمنا تقريراً حول هذا الأمر في مؤتمر أبوظبي للخصوبة، بوجه عام نحن نحاول أن نكون جزءاً من العالم ونحاول أن نستفيد من التجارب الأخرى للتخفيف عن مواطنينا من خلال تقليل تكاليف العملية حتى تصبح متاحة للجميع وليس لميسوري الحال فقط.
تنتشر الكثير من الأخبار عن الوصفات المقوية للجنس والتي يكون معظمها غير دقيق، هل من أعشاب معينة مثبت علمياً فوائدها على الصحة الجنسية ومتوفرة في عالمنا العربي؟
هناك بعض الأعشاب التي يتم دمجها بالمواد الكيماوية للمساعدة في زيادة الخصوبة ولكني شخصياً لا أفضل أن يتناول مريض عندي تلك المواد التي تأتي من مصادر غير معروفة، وعلى الرغم من إنها قد تكون مفيدة إلا أننا لا نعلم نسبة الضرر الذي تسببه ولذلك ينصح بالابتعاد عنها، أما من يرغب في تناولها فيتوجب عليه أخذها بكميات محدودة مع مراجعة الطبيب.
ما هو أطرف موقف واجهته في مجال عملك بأطفال الأنابيب؟
لدينا قسم خاص بالعيون في مركزنا بنابلس فوق قسم أطفال الأنابيب مباشرة. في أحد الأيام حضرت لنا سيدة بصحبة زوجها، وجرت العادة في البداية أن يتم استقبالهم بأسئلة معتادة مثل عدد سنين الزواج وهل يمتلكون أطفالاً أم لا. واصلت توجيه الاسئلة للسيدة بينما كانت ملامحها تزداد تعجباً أكثر فأكثر إلى أن وجهت إليها سؤالاً عن الدورة الشهرية، فازداد استغرابها، وسألتني ما علاقة دورتي الشهرية بعيون زوجي؟ واتضح فيما بعد أنهما قد حضرا للمستشفى لإجراء فحص لعيون زوجها، ولكنهم وصلوا إلى قسمنا عن طريق الخطأ.
ما هو حلمك الذي ترغب بتحقيقه في مجال أطفال الأنابيب؟
الحمد لله حققنا الكثير من الأحلام التي لم نكن نتخيل أنها ستحقق، هناك حلم دائم وهو أن نضع فلسطين وسط الدول المتقدمة، كنا نحلم بإجراء عمليات الأطفال الأنابيب وهو ما تحقق بالفعل، حلمنا بزراعة الأعضاء وحققنا الأمر في عام 2003، حالياً أتمنى أن تنتهي عملية بناء المستشفى الاستشاري في رام الله وأن يتحول إلى واحد من أهم المراكز الطبية في المنطقة.