"مقابر اليهود".. ما بين "خرابة" وأخرى 5 نجوم

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

 
 
 
"فاروق حسنى" غازل اليهود بترميم مقابرهم
 
يهودية مصرية: الأطفال " يتبولون على أبى وأمى"
 
 
 
 
هاجر اليهود إلى مصر منذ عهد محمد على باشا، وكان عددهم لا يزيد عن 9 ألاف نسمة، ليصل فى عهد الخديوى إسماعيل إلى 25200 ألف نسمة، بحسب التعداد السكانى لسنة 1898م، وسيطر اليهود خلال عصر إسماعيل على مفاصل الإقتصاد المصرى وأقاموا أكبر الإمبراطوريات الإقتصادية الهامة التى استحوذت على تجارة البن والقطن والسكر والقمح والمواصلات.
 
 
وأقاموا البنوك العقارية والمالية والاراضى الزراعية، حتى أنهم كانوا يشترون كل ما تقع عليه أيديهم، وسمح لهم الخديوى إسماعيل بإقامة جالية يهودية فى مصر بين الأسكندرية والقاهرة، كما سمح لهم ببناء مقابر خاصة بهم يتم دفن موتاهم فيها بحسب الشريعة اليهودية.
 
 
أين تقع مقابر اليهود ؟
 
إهتم اليهود بإقامة مقابرهم فى أرقي أحياء الإسكندرية والقاهرة القديمة، وقاموا ببناءها على أحدث تراز معمارى يهودى فى العصر القديم، وتشيدها على مساحات شاسعة، وتعتبر مقابر اليهود الواقعة فى ميدان الخرطوم بالحى التلاتينى بالإسكندرية أمام كلية الطب، أكبر مقابر لليهود.
 
حيث اقيمت على مساحة 7 أفدنة، وتضم 20 الف مقبرة، وكان أخر جثمان دفن بها عام 1956، وتليها ترب اليهود بمنطقة الشاطبى، ثم ترب منطقة الشلالات، و"ترب اليهود" بالبساتين والتى تعد ثانى أكبر مقبرة يهودية بعد مقابر "جبل الزيتون" فى القدس الشريف، وتضم المقابر رفات عدد كبير من اليهود الذين ماتوا في مصر قبل قرار هجرتهم الجماعية من مصر إبان ثورة 23 يونيه1952م، والعدد القليل الذى تبقى منهم بعد يونيه.
 
 
مقبرة الإسكندر الأكبر أسفل مقابر اليهود
 
أصدر زاهي حواس، الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، إبان حكم مبارك، قرارا بضم جميع مقابر اليهود في أنحاء جمهورية مصر العربية إلي المجلس واعتبارها جزءاً من تراث مصر وتاريخها، تمهيدا لأعمال الحفر أسفل مقابر اليهود للبحث عن مقبرة "الإسكندر الأكبر"، باني الإسكندرية.
 
وقد حاولت بعثات أثرية كبيرة إثبات أن مقبرته تقع أسفل مقابر اليهود بالإسكندرية، ما دعى حواس لإصدار القرار السابق تحسبا لأى هجوم متوقع من الجالية اليهودية فى مصر، لكن المشروع توقف لسبب غير معلوم.
 
 
أهم الشخصيات فى مقابر اليهود
 
وتحوى مقابر اليهود فى الإسكندرية والقاهرة أسماء شهيرة أثرت الحياة الإقتصادية المصرية، منهم الإقتصادى الكبير" يوسف أصلان قطاوى باشا" والذى كان عضوا فى الوفد المصرى المتفاوض مع بريطانيا حول إستقلال مصر عام 1915، ثم شريك طلعت باشا حرب فى إنشاء بنك مصر عام 1920، ثم عضو اللجنة التأسيسة لدستور 1923.
 
السياسى اليسارى المصرى، شحاتة هارون، وكان معارض بشدة لإسرائيل وسياساتها فى المنطقة العربية، ودفن بمقابر البساتين عام 2001، بعد أن أصيب بمرض الزهايمر فى أواخر حياته، ورفضت عائلته أن يصلي عليه السفير الإسرائيلي بالقاهرة وقتها، واستأجرت حاخامًا من فرنسا، ليصلي عليه حتى لا يحضر حاخام من إسرائيل.
 
الحاخام  اليهودى الأبرز بين الجالية اليهودية فى مصر "عمران ناتان" الذي يحرص القنصل الإسرائيلى بالإسكندرية " حسن كعيبة" على زيارتة بصورة دائمة وإضائة الشموع له والصلاة عليه.
 
نادية هارون نائب رئيس الطائفة اليهودية، وأبنة اليساري المصري شحاتة هارون، توفيت عام 2014، وتم دفنها داخل مقابر البساتين، بجوار والدها، التى رفضت عائلتها هى أيضا أن يصلى عليها حاخام من السفارة الإسرائيلية ما تطلب إحضار حاخام من فرنسا والذى تأخر أكثر من 5 أيام.
 
 
مقابر الإسكندرية 5 نجوم
 
 وتلقى مقابر اليهود فى الإسكندرية، أهتمام بالغ من الطائفة اليهودية المقيمة هناك، فيقوموا بتجديدها وإعادة طلائها بطريقة شبه دورية لترقى لمستوى الـ5 نجوم وذلك بسبب الشخصيات الهامة التى تقوم بزيارتها من وقت لأخر.
 
و فى عهد الرئيس المخلوع مبارك، الجالية فى الإسكندرية بإثارة قضية ترميم مقابرهم، وقت أن كان فاروق حسنى، وزير ثقافة مبارك، يترشح لليونسكو، فطالب رئيس الجالية اليهودية بالإسكندرية" لوسيان بيريتس"، وهو محام يهودى مصرى، بتجديد المقابر، فوافق حسنى الذى لم يرغب فى الدخول فى مشاكل وقضايا شائكة فى مثل هذا التوقيت الحرج.
 
 
مقابر البساتين "خرابة"
 
ولا مقابر " البساتين" بالقاهرة نفس الإهتمام من الجالية اليهودية فى القاهرة، وذلك لعدم ذهاب أحد لزيارتها على الرغم من أنها تضم حوش عائلة " موصيرى" الذى يعد من أهم أثار اليهود فى مصر، وذلك لإحتوائه على شواهد قبور ذات قيمة فنية عالية، وقام المجلس الأعلى للأثار بترميمه منذ فترة طويلة.
 
بالإضافة إلى أنه الحوش الوحيد المسجل ضمن الأثار اليهودية فى مصر، إلا أن عدم إهتمام الجالية اليهودية بترميم مقابر البساتين جعل منها " خرابة".
 
 
 
الأطفال "يتبولون على أمى وأبى"
 
وتروى "راشيل جلعاد" 81 عام، يهودية مصرية، تقيم فى حى مصر الجديدة، أن والدها لم يغادر مصر بعد ثورة 1952 ورفض الذهاب إلى إسرائيل واحتفظ بجنسيته المصرية، وطالبنا نحن أبنائه بدفنه فى مقابر الأسرة بالبساتين، إلا أن جلعاد جد صعوبة بالغة فى زيارة مقابر أسرتها بالبساتين وذلك لما تلاقيه من نظرات إشمئزاز من المحيطين بالمقابر، كما أكدت جلعاد، أن إبن عمها قام منذ فترة طويلة بنقل رفات والده من مقابر البساتين فى طائرة خاصة لدفنها فى إسرائيل حيث يقيم هناك.
 
وتابعت قائلة " عندما ذهبت أخر مرة لزيارة مقبرة أبى وأمى فى مقابر الأسرة بالبساتين وقمت بغسل المقبرة أنا وأحد أقربائى، وهى عادة يهودية، وجدت أن الأطفال هناك يتبولون على المقابر وقاموا بسبنا بأبشع الألفاظ وذلك نتيجة لأنهم يعتبروننا إسرائليين ولسنا يهود مصريين سامحها الله السياسة التى جعلتنا لا نقدر حتى حرمة الموتى".
 
المجتمع أصابه التعفن
 
وأكد الشيخ حسن الجناينى، أحد علماء الأزهر الشريف، أن للقبور حرمات كما للميت تماما، مشيرا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قام لموكب جنازة كانت تمر من أمام مجلسه وعندما سأله الصحابة قال لهم" إنها روح" لذا فإنه يجب على المسلمين الإقتضاء برسولنا الكريم والسير على نهجه العظيم والا نسئ لأى روح مهما كانت لأنها من خلق الله عز وجل، مشددا على أن المجتمع المصرى أصابه التعفن الأخلاقى نتيجة إكتسابه العديد من السلوكيات التى أصبحت تتنافي والدين الإسلامى الحنيف.