الخليج يواجه مخاطر النفوذ الايرانى باليمن
تواجه الدول الخليجية خطر تعاظم نفوذ إيران في اليمن المجاور لحدودها، مما يطرح تساؤلات عن السيناريوهات الخليجية للوقوف بوجه هذا التمدد ودعم الرئيس اليمني، الذي تعهد، السبت، بمحاربة النفوذ الإيراني في بلاده.
وتزامن تعهد عبد ربه منصور هادي وتأكيد مسؤولين خليجيين على ترابط الأمن الخليجي واليمني، مع سيطرة ميليشيات الحوثي وقوات موالية للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، على مقار عسكرية وحكومية في مدينة تعز.
وتقدُم الحوثيين، الموالين لإيران، في تعز الواقعة على بعد 150 كيلومترا شمال غربي عدن يزيد الضغط على الرئيس اليمني، الذي يلقى الدعم من الدول الخليجية والمجتمع الدولي، ويسعى إلى إعادة الاستقرار لبلاده.
وإزاء تدهور الأوضاع في هذا البلد، الذي بات مهددا بالتقسيم والانزلاق إلى حرب أهلية بالإضافة إلى تصاعد خطر القاعدة، يزداد قلق الدول الخليجية، ولاسيما السعودية التي تجمعها حدود مشتركة مع اليمن.
فالسعودية والدول الخليجية تعمل على إعادة الاستقرار لليمن بغية حماية أمنها القومي، وذلك من خلال دعم هادي الذي ندد، في تصريحه الأخير، بالقاعدة والحوثيين الذين يريدون "نقل التجربة الإيرانية" إلى بلاده.
وأكد على ذلك الاجتماع الأخير الذي عقد في الرياض بين العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس مجلس الوزراء البحريني، وولي عهد أبو ظبي، ورئيس الحكومة القطري ونظيره الكويتي.
ورغم أن المجتمعين حرصوا على الإعلان عن "استعدادهم لبذل الجهود كافة لدعم أمن اليمن واستقراره باعتبار أن أمن دول مجلس التعاون وأمن اليمن كل لا يتجزأ"، إلا أنهم لم يعلنوا عن خريطة طريق واضحة لاحتواء الأزمة.
سيناريوهات الحسم
إلا أن الواقع اليمني يشير إلى عدة سيناريوهات، حسب عضو مجلس الشورى السعودي السابق، محمد عبد الله آل زلفة، الذي كشف عن احتمال تدخل عسكري ولكن بعد استنفاذ كافة المحاولات السياسية والدبلوماسية.
ويشدد زلفة، في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، على أن الدول الخليجية ستسعى إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمينة من خلال جمع كافة الأطراف السياسية في مؤتمر الرياض، وفقا لطلب الرئيس اليمني.
وفي موازاة التحضير لهذا المؤتمر، يعمل القادة الخليجيون، حسب زلفة، على "حشد تأييد المجتمع الدولي ضد تدخل إيران في شؤون دولة تتمتع بالسيادة"، ولحث مجلس الأمن على دعم سلطة هادي الشرعية ضد الحوثيين.
بيد أن عضو مجلس الشورى السعودي السابق لا يبدو متفائلا إزاء التوصل لحل سياسي أو حتى لجهود المجتمع الدولي، وذلك بسبب تشعب الأزمة، وكثرة اللاعبين الذين يسعون إلى تقاسم هذا البلد، خاصة إيران.
وعليه، فإن الحسم العسكري لا يبدو بعيدا، وفقا لزلفة، الذي يشدد على أن تدخل قوة خليجية في اليمن لن يأتي على غرار التدخل في البحرين التي كانت "مهددة من قبل دولة خارجية"، ألا وهي إيران التي تهدد أيضا اليمن.
فاليمن ليس عضوا في مجلس التعاون الخليجي ولا يرتبط مع الدول الخليجية بمعاهدات دفاع مشترك، كما هو الحال مع البحرين، الأمر الذي يفرض على الخليجين شروطا قبل التوجه إلى اليمن "للحسم العسكري".
ويشرح زلفة أن وجود تهديد عسكري مباشر من قبل الحوثيين، وخلفهم طهران، أو حتى القاعدة لأراضي أي دولة خليجية، وهنا يشير إلى السعودية، سيدفع حتما الدول الخليجية للدفع بقوة عسكرية لحماية أمنها وأمن اليمن والمنطقة.
كما يضيف أنه في حال طلب هادي نفسه من الدول الخليجية التدخل عسكريا بعد فشل الحلول السياسية، فإن ذلك يخول القوات السعودية أو حتى قوة خليجية مشتركة التصدي للميليشيات التي تسعى إلى "إسقاط الدولة" باليمن.
وبعيدا عن الحسم العسكري، يرى زلفة أن الرئيس اليمني السابق ربما "يكون هو الحل بعد أن كان أصل المشكلة"، وذلك من خلال إعادة إحياء العلاقة القديمة بين الرياض وصالح بغية دفعه "لفك الارتباط مع الحوثيين".