خبراء: التوقيت مناسب لإعادة العلاقات مع إيران

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

إدريس :كلما تأخرت مصر فى إتخاذ القرار يقل إلحاح إيران
 زهران: المصلحة القومية للعرب تقتضى ترويض إيران
إسحاق:إيران قطب إقليمى وحان وقت فتح قنوات معها


 حالة من الزخم السياسى والصراعات تشتعل وتتزايد على الساحتين العربية والإقليمية ،  تدور جميعها فى فلك إيران حيث تلعب الدور الرئيسى فيما يحدث فى العراق وسوريا ولبنان واليمن ،وتكال لها الإتهامات بمحاولة التحرش بأمن مصر القومى من خلال دعم حماس فى غزة أو عبر مضيق باب المندب وقناة السويس، فى الوقت نفسه إستطاعت طهران أن تجبر واشنطن على التصالح وتستكمل خلال أيام صفقة برنامجها النووى مع أوباما ، بينما تحظى بالدعم الروسى ،وتدعم كيانات عربية وأقليمية كثيرة ومؤثرة.
وفى هذا السياق يصبح السؤال هل ينبغى للقاهرة أن تستعيد علاقاتها مع طهران ، وتلعب دور الوسيط بينها وبين باقى العواصم الخليجية ،حسبما يطالب بعض الخبراء؟
فى البداية قال الدكتور محمد سعيد إدريس مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن مصر هى الدولة العربية الوحيدة التى خفضت علاقاتها مع إيران إلى ما دون السفير، رغم أن حجم الإشتباك بين القاهرة وطهران أقل بكثير من التوتر ينها وبين الدول الخليجية ، بينما موقف مصر من إيران هو داعم للموقف السعودى والإماراتى ومع ذلك علاقات السعودية والامارات بإيران طبيعية، وهناك على سبيل المثال حوالى 8 رحلات طيران تقلع يومياً من مطارات الإمارات إلى طهران ، وكذلك الحال بالنسبة لباقى الدول النفطية ، وبالتالى العلاقة على مستوى السفراء لا تعنى التحالف.
وأضاف إدريس إن التحالف يحدث حينما تتوحد مصالح الدول، لذلك وجهة نظرى منذ سنوات طويلة أن تكون علاقات مصر مع إيران علاقات طبيعية وليس تحالفية ، مثل كل الدول ، ولكن صاحب القرار فى مصر على مدى أكثر من 30 عاماً كان يحجم عن إقامة أى علاقات مع إيران لأنه يضع فى إعتباره إرضاء أمريكا وإسرائيل و دول الخليج المختلفة مع إيران ، فكنا ملكيين أكثرمن الملك ، واليوم وبعد أن بدأت مصر تستعيد ريادتها ودرورها الأقليمى، وأصبحت إيران لاعب رئيسى فى المنطقة لا يمكن مواجهة الخطر الداعشى فى سوريا والعراق إلا بالتنسيق مع طهران لأنها هى التى تحارب داعش فى العراق وتدعم نظام بشار الأسد فى سوريا.
وأوضح إدريس أن النظام الحاكم فى مصر من مصلحته أن يبقى نظام الأسد حتى لاتعلن داعش دولتها فى دمشق، كما تقتضى أن تتوسط بين إيران ودول الخليج حفاظاً على الأمن القومى العربى، خاصة بعد سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران على اليمن بما يعرض مضيق باب المندب  للخطر، وكلما تأخرت القاهرة فى إتخاذ هذا القرار يقل إستعداد طهران لتقديم تنازلات  لأنها ترى واشنطن تسعى  للتصالح معها، وعلى المستوى العربى السعودية تتعامل معها ، فلماذا تلح هى على القاهرة.
وأتفق معه الدكتور جمال زهران رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، مضيفا أن التيارات السلفية فى مصر تزعم رفضها للمد الشيعى لتخفى ما بينها وبين الشيعة، والحقيقة أنه على مصر كى تستعيد دورها الإقليمى أن تبدأ من الأن بترويض إيران كدولة بغض النظر عن المذهب، مثلما نتعاون الأن مع روسيا ومع الصين واليابان والهند ،ومصر ليست دولة ضعيفة حتى نخشى مما يطلقون عليه "المد الشيعى " ، وعلى الرئيس السيسى أن يتخذ هذه المبادرة ويبدأ باستعادة العلاقات مع إيران كمدخل لحل الأزمة السورية والأزمة اليمنية ، وكخطوة على طريق محاربة تنظيم داعش الذى يهدد الأمن  القومى للمنطقة العربية ككل. 
وفى سياق متصل قال المفكر السياسى جورج إسحاق إن إيران الأن قطب  إقليمى فى المنطقة، ومصر أيضا قطب إقليمى، ولابد من فتح قنوات معها فى ظل العداء القائم بين مصر وقطب إقليمى أخر هو تركيا ،ومع إستمرار أزماتنا مع قطر، يصبح علينا أن نفتح قنوات للحوار مع قوى إقليمية جديدة لإحداث التوازن الذى تريده القاهرة، وهذا هو الوقت المناسب لنستفيد من نتائج المؤتمر الإقتصادى الناجح ، ولنبدأ فى بناء القدرة النووية المصرية ،ونستفيد من الخبرات الإيرانية التكنولوجية والصناعية.
وشدد إسحاق على أهمية أن نتخلص من مناخ المذهبية والكراهية الذى صنعه الإخوان، ومازالت ترعاه بعض التيارات المتطرفة للتفرقة بين السنة والشيعة، وهى أمور لم نكن لنعرفها  فى مصر قبل صعود تلك الجماعات.