بالصور .. "عيد الأم" يتحول إلى مهرجان للرشاوى بالمدارس .. وأولياء الأمور: "نتمنى المُدرسات يرضوا علينا"
كانت الأم في الماضي تنتظر يوم "عيد الأم" ليجلب لها أبنائها الهدايا التي تعبر عن حبهم وولائهم لها، أما الآن، فالأمر أصبح مختلفاً كثيراً، لأن الأم أصبحت هي التي تشتري مع أبنائها الهدايا التي يقدمونها لمُدرساتهم في مدارسهم، اللاتي يتشابه دورهن بدورها في التربية، فأصبح من الممكن أن تضحي الأم بهديتها حتى يهادي أبنائها مُدرساتهم، وتعددت الأسباب وراء ذلك ما بين الترضية لهؤلاء المُدرسات من أجل درجات أعمال السنة، أو محبة أبنائهم لهن.
وحول هذه الظاهرة الواضحة ذهبت "الفجر" لاحدى المدارس الإبتدائية بمنطقة شعبية أثناء يوم الاحتفال بعيد الأم لإستيضاح السبب ورائها هل تلك الهدايا هي حب وتوقير للمُدرسة، أم انه أصبحت واجب وضرورة مُلزمه، وهل تكون الهدايا رمزيه أم أن هناك شروطًا لتلك الهدايا؟.
وأثناء التجول في المدرسة وجدنا أن غالبية الأطفال ومعهم أولياء أمورهم يحملون "شنط هدايا"، وعندما دق جرس الإنصراف حمل هذه الشنط المُدرسات اللاتي اضطر بعضهن من كثرتها وثقلها أن يطلبن من التلاميذ حملها.
في البداية قالت "راندا" التلميذة في الصف الثالث الابتدائي، أن مُدرستها منذ أيام قالت لها: "مش أنا زى ماما ياحبيبتي .. لما تشتري لماما هدية حلوة في عيد الأم اشتريلي زيها"، مضيفة أنها طالبت جميع التلاميذ قائلة: "مش عايزة حد يجيبلى أزايز ريحة ماشي ياحبايبي .. وخدوا بالكوا أنا لسه ما حطتش درجات أعمال السنة".
وأضافت "راندا"، أنها بعد وصولها للمنزل بعد المدرسة نقلت لأمها جميع ما قالته المُدرسة، وكان ردها عليها: "دي بجاحة .. احنا مش معانا نصرف على الدروس والمجاميع كمان ها نصرف على هدايا عيد الأم".
وأضافت "شهد" التلميذة في الصف الثاني الإبتدائي: "المُدرسة بتطلب الهدية .. ولو ما جيبناش بتزعئلنا في الفصل"، مشيرة إلى أنها اشترت لمُدرستها هذا العام "طقم ماجات".
فيما قالت إحدى أولياء الأمور وهي تتحدث بصخب: "بنجيب هدايا علشان المُدرسين يرضوا علينا"، موضحة أنها تقوم بشراء هدية لكل مُدرسة تدرس لإبنها في الفصل وعددهم 6 مُدرسات، وأنها اشترت لكل واحدة منهم "برواز" فيه آية قرآنية، وسعر الواحد 15 جنية، لافتة إلى أنها قد اشترت أرخص شيء حتى تهاديهم جميعهم حتى يرضوا عن ابنها ويضعون له درجات أعمال سنة جيدة.
وكشفت إحدى أولياء الأمور، أن إحدى المُدرسات طلبت من التلاميذ في الفصل الذي يدرس فيه ابنها أن يجمعوا لها المبالغ التي يشتري بها أولياء أمورهم الهدايا بدلاً من شرائها، قائلة: "عايزة الفلوس في ايديها .. جشع وافترى .. مُدرسة جعانة ما بتشوفش الناس ظروفها تعبانة ازاي".
وأوضحت أخرى أن مُدرسة ابنتها جمعت من كل تلميذ بالفصل مبلغ خمسة جنيهات للاحتفال بيوم عيد الأم، موضحة أن هذا الاحتفال لم يكون بمناسبة يوم عيد الأم ولكنه لأنه يوم تجميع الهدايا، مضيفة بسخرية: "بنتي مش بتشتريلي هدية ها أجيب أنا للمُدرسة؟.. ما يحولوه يوم عيد المُدرسة مش عيد أم".
ورداً على ذلك، قالت "منى السيد"، مُدرسة، أنها لم تطلب من التلاميذ أن يقدموا أي هدايا لها، مؤكدة أنه على الرغم من أن دور المُدرسة تربوي وتقوم بما تقوم به الأم أثناء وجود الأولاد في المدرسة، لكن لا يجب أن تجبر الأولاد أو تطلب منهم هدايا مثل أمهاتهم.
وأضافت "سناء ربيع"، مُدرسة، أن أغلب الهدايا التي يقدمها لها التلاميذ رمزية، وأن هذه الهدايا تعبر عن حبهم لها، وليست بسبب الضغط عليهم حتى ترتفع درجات أعمال السنة.
وأشارت إلى أن بعض المُدرسات يتفاخرن بكثرة الهدايا التي تقدم لهن، مؤكدة أن حب الأطفال أهم من الهدايا.