العرب اللندنية تكشف المستور عن "أبو عزرائيل" الشيعي

عربي ودولي

بوابة الفجر

قالت العربية اللندنية، إن شخصية “أبو عزرائيل” تظهر بين صفوف الميليشيات الشيعية في خضم المعارك ضد تنظيم داعش في العراق لتشغل الفضاء الإعلامي الإيراني والعراقي باعتباره بطلا قوميا و”رامبو” العراق.

ولا يختلف أبوعزرائيل في المظهر ولهجة الحديث كثيرا عن خصومه في داعش، كما يعيد إلى الأذهان شخصية أبودرع الذي مارس القتل على الهوية وبدعم حكومي عراقي وإيراني وميليشياتي.
 
وينظر الكثيرون من رجال الدين الشيعة إلى أبي عزرائيل، الذي يقول البعض إن اسمه الحقيقي أيوب، باعتباره البطل الحقيقي لمعركة استعادة مدينة تكريت.
 
وجذبت صفحة تحمل اسم المقاتل الشيعي، الذي يقود كتيبة “الإمام علي” ضمن قوات الحشد الشعبي، على موقع فيسبوك أكثر من ربع مليون متابع، لكنّ كثيرين داخل العراق وخارجه لا يفرقون كثيرا بين ممارسات أبي عزرائيل ورفاقه المدعومين من إيران وخصومهم المتشددين.
 
ولا تلتزم الميليشيات الشيعية المشاركة في المعارك إلى جانب القوات الحكومية بأي قوانين في تعامل عناصرها مع المدنيين أو الأسرى.
 
واتهمت منظمات حقوقية غربية المقاتلين الشيعة بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين العزل والنساء والأطفال، وقال جوردن بيري محلل شؤون الشرق الأوسط في مجموعة “فيرسك مابل كروفت” إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي “بات الآن تحت ضغط متصاعد لكي يؤكد لشركائه الغربيين أن الهجوم على مدينة تكريت يتم بطريقة محترفة وأن الميليشيات الشيعية لا تستهدف المدنيين”.
 
وأجبرت ممارسات الميليشيات ضد المدنيين مقتدى الصدر في منتصف فبراير الماضي على تجميد “سرايا السلام”، و”لواء اليوم الموعود” وهما تشكيلان يمثلان الجناح العسكري لتياره.
 
وقال الصدر وقتها إن العراق “لا يعاني من غموض الآفاق فحسب، بل يعاني من الميليشيات الوقحة أيضا”.
 
ويقول مقربون من قوات الحشد الشعبي إن أبا عزرائيل يبلغ من العمر 40 عاما وكان يعمل في السابق محاضرا في كلية التربية الرياضية وحصل على عدة ميداليات في رياضة التايكوندو.
 
لكن مخاوف من ممارسات رجال أبي عزرائيل ضد المدنيين لا تبدو واضحة في الثناء عليه والإعجاب بقدراته في قتال تنظيم داعش.
 
ويقول مراقبون “المدنيون في تكريت ضحية يتم التناوب عليها من قبل وحشين كلاهما لا يؤمن بمقدراتها”، ورفع تقدم القوات العراقية مدعومة بالحشد الشعبي في تكريت سقف آمال الكثير من العراقيين في إمكانية تحرير مدينة الموصل، أكبر المدن العراقية التي سيطر عليها داعش في شهر يونيو من العام الماضي.
 
لكنه أيضا زاد من درجة المبالغة التي يحظى بها أبوعزرائيل وكثير من القادة الشيعة في صفوف الميليشيات الطائفية باعتبارهم رجالا خارقين، وتعيد تصرفات الميليشيات الشيعية في المناطق التي تنجح في استعادتها من تنظيم داعش إلى الأذهان جرائم مماثلة ارتكبتها نفس الميليشيات حينما كانت تقاتل ضد عناصر تنظيم القاعدة بقيادة أبي مصعب الزرقاوي.
 
ويرسم أبوعزرائيل في ذهن العراقيين صورة مشابهة لأبي درع، الشخصية الشيعية الطائفية الشهيرة التي ارتكبت في 2006 جرائم عدة ضد المدنيين في المناطق السنية انتقاما من الزرقاوي.
 
وكانت المداهمات العنيفة للأحياء السنية التي نفذها رجال أبي درع وقتها سببا في وصفه بأنه الرد الشيعي على الزرقاوي الذي كان يذبح الرهائن على طريقة داعش ويرسل الانتحاريين لتفجير أنفسهم في أهداف شيعية.