أكاذيب الإخوان.. بدأت بـ"بيع مصر" وانتهت بـ" زيادة رواتب الجيش والشرطة 30%"
المليجي: موقف الإخوان "حرج" والمؤتمر هدم آمالهم
الكتاتني: الجماعة متوترة ونتوقع دعوات للتصالح
لم تتغير سياسة "الإخوان" مع أي نجاح لصالح النظام الحالي، فقبل بدء فعاليات المؤتمر الاقتصادي عمل على ترويج الإشعات والأكاذيب والتي وصلت في بعض الأوقات إلى تهديد الدول المشاركة لمنعها من الحضور للمؤتمر، وبعد بدء المؤتمر وظهور مؤشرات نجاحه ازدادت هذه الأكاذيب والتي تدل على توتر الجماعة بعد أن جائت الرياح بما لا تشتهي السفن، خصوصاً بعد الحضور قوي من الدول والرؤساء مما يؤكد على إعتراف العالم بشرعية النظام الحالي، وكذلك تغير نظرة العالم لمصر من بعد المرحلة الماضية.
وقد رصدت "الفجر" أهم تلك الأكاذيبالتى كان أخرها اليوم الأحد ومع انتهاء المؤتمر، روجت المواقع الإخوانية بخبث كذبة تنال من الجيش المصري حيث قامت بعض الصفحات الإخوانية بنشر خبر منسوب إلى موقع "بي بي سي عربي" يزعم أن "مصر بعد ساعات من المؤتمر الاقتصادي.. قرار رئاسي بزيادة رواتب ضباط وصف الجيش والشرطة بنسبة 30%"، وقد تم التأكد من خلال موقع الـ"بي بي سي" أنه لم ينشر هذا الخبر العار تماماً من الصحة والذي يؤكد محاولات الجماعة للنيل من المؤتمر في حملة شرسة ضده.
ولم تكن هذه هى الكذية الأولى ولكنها حلقة فى سلسلة من الأكاذيب والشائعات التى اختلقتها الجماعة للتغطية على نجاح المؤتمر الاقتصادى وكانت الكذبة الأولى: "بيع مصر"، فقال محمد منتصر، المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان:" إن المؤتمر الاقتصادي هو دليل فشل جديد للرئيس عبدالفتاح السيسي، وأنه كان بمثابة "بيع مصر" في مزاد علني ليرضي عنه أسياده الذين دعموا انقلابه الغادر بعد أن سمح بتملك الأراضي المصرية للأجانب"- على حد قوله.
وأضاف:" أن من حضروا المؤتمر أو ما وصفه بـ"مسرحية" 89 دولة بينها 59 دولة أفقر من مصر، بل إن منها 10 دول تعدّ من أكثر دول العالم فقراً".
الكذبة الثانية: حينما قال "منتصر" أن الدول التي جاءت إلى المؤتمر لم يكون هدفها دعم مصر وإنما جاءوا كما قالوا لحماية "إسرائيل" وحماية أمنه.
وفي كذبة ثالثة للجماعة: اتهم المتحدث بأسم الجماعة الجيش بتحول مهمامه من حماية أمن مصر الخارجي إلى نهب الأموال وتجميع الثروات والتسول باسم الوطن ليلوث سمعته ويهدر كرامته- كما يزعم.
وكانت الكذبة الرابعة: من قبل الجماعة، أنهم أعلنوا أن الدولة غير ملتزمة بأي اتفاقيات تمت بالمؤتمر .
وكان من وسائل تدعيم كذبهم خروج الإعلامي الإخواني معتز مطر على قناة الشرق مناهضَا للمؤتمر الاقتصادي، بحجة مزعومة وهى أن الدولة لا تدفع رواتب موظفيها، واصفًا المؤتمر بأنه مزاد لبيع الدولة المصرية، كما أذاع تقريرًا كاذبًا لإحدى المذيعات العاملات بها، حول أن هناك 95 دولة إفريقية تشارك في المؤتمر، منها 10 دول هم الأشد فقرًا في العالم، في محاولة منه لزعزعة ثقة المصريين بأهمية المؤتمر.
كما وصف التقرير المؤتمر الاقتصادي بأنه "زفة إعلامية" وأدعى أنه لا علاقه له بالاستثمار قبل أن تبدأ أي فاعليات للمؤتمر، ورغم تأكيد كبار رجال الدول المشاركة في المؤتمر على أن دعمهم لمصر مستمر لأن استقرار مصر يعني استقرار المنطقة بأكملها، فضلًا عن إعلان عدد كبير من الشركات الأجنبية دخولها باستثمارات ضخمة.
أيضاً ذكر عمرو دراج وزير التعاون الدولى السابق فى حكومة الرئيس المعزول محمد مرسي، فى مقالاً له بموقع "ميدل إيست أى" المقرب من جماعة الإخوان، حرص خلاله على تعريف نفسه باعتباره وزيراً حالياً، وقال فيه نصاً :" أى اتفاقية أو تسوية أدخلت حيز التنفيذ من قبل هذا النظام لن تحترم من جانب أى حكومة وطنية بحق فى المستقبل، وكل حالة ستقيم حسبما تستحق لضمان أنها تخدم بشكل حقيقي مصالح واحتياجات مصر والمصريين، وترويج البرلمان الذى شكله عدد من نواب الإخوان فى إسطنبول أن الشعب المصرى غير ملزم بأى اتفاقات يتم إبرامها مع حكومة إبراهيم محلب فى المؤتمر" .
كما قامت "قناة مكملين" بإتباع سياسة نشر السموم والأكاذيب لعرقلة وزعزعة ثقة الشعب المصري في المؤتمر، فقد نشرت تقرير عن تكلفة المؤتمر الاقتصادي ولم يتحدث عن نتائجة وما يعود منه على الدولة المصرية، وأدعى أن تلك التكلفة تصب في صالح الدول المشاركة فقط وليس الدولة المصرية.
وإستكمالا للعملية التخريبية ونشر الأكاذيب فقد قام أحد المواقع الموالية للتنظيم الإرهابي بنشر بيانات وتهديدات ما يمسى "تحالف دعم الشرعية"، الذى تعمد فيها الإدعاء بأن ما يحدث هو مؤامرة على مصر، وقام الموقع بتغطية جميع فاعليات تظاهرات أعضاء التحالف، كما نشر احصائيات الموزانة العامة، والاحتياطي من النقد الأجنبي ومعدلات التضخم ومستويات الفقر في مصر قبل المؤتمر، في محاولة منه الإدعاء أن الحكومة المصرية لجأت للمؤتمر بعد تردي الأوضاع .
سُعار
وتعليقاً على هذه الأكاذيب، أكد منشقين عن جماعة الإخوان ، أن الجماعة أصيبت بتوتر خلال المؤتمر الاقتصادي بعد أن ظهرت مؤشرات لنجاحه، وبعد أن تأكد نجاح المؤتمر أصيبوا بحالة من السُعار، متوقعين أن تسعى إلى التهدئة وأن تتعالى دعوات التصلح بينها وبين النظام.
موقف حرج
من جانبه أكد الدكتور السيد عبدالستار المليجي، القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، أن نجاح المؤتمر الاقتصادي وضع تنظيم الإخوان في موقف وصفه بـ"حرج للغاية"، موضحاً أنه هدم كل ما كانوا يتحدثون عنه حول عدم مشروعية النظام الحالي، لأن من ضمن ما تحقق في هذا المؤتمر أن العالم جاء ليشارك مما يعطي مشروعية جديدة للنظام الموجود، ويؤكد أن العالم قد تغيرت نظرته تجاه الرئيس "السيسي" من ناحية، ومن ناحية أخرى للحكومة الموجودة في مصر.
ورأى "المليجي"، أن الإخوان لن يسعوا إلى التهدئة مستقبلاً بعد نجاح المؤتمر، ولا الحكومة أيضاً ، موضحاً أنهما طرفان متناقضان متصارعان ولابد أن يقضي أحدهما على الآخر.
وتوقع ان يستمروا في تصرفاتهم،على أن تتكرر العمليات التفجيرية ضد رجال الجيش والشرطة والمواطنين، مؤكداً أن القضية لا تتوقف على قدرتهم على ذلك فقط، ولكنها تتوقف على قدرة الدولة في أن تمنع مثل هذه الأعمال بينما هم سيحاولون باستمرار.
فشل وتوتر
وقال إسلام الكتاتني، القيادي الإخواني المنشق، إن الجماعة أثناء المؤتمر حاولت بذل أقصى مالديها من جهد لإشاعة إن المؤتمر فاشل، وقامت بتصدير فكرة أنه مؤتمر لبيع مصر، بعد ما وصفه بفشلهم الزريع في محاولات إفشال المؤتمر الاقتصادي، مضيفاً أنهم بعد انعقاد المؤتمر روجوا في قنواتهم الفضائية ووسائل الإعلام الخاصة بهم أن الرئيس السيسي يبيع "الفنكوش" للشعب من خلال المؤتمر ،فضلاً عن أنهم أصيبوا بحالة توتر و"سعار" لدرجة انهم من كذبهم وتدليسهم خارج اطار المنطق اتهموا دول مثل السعودية والإمارات بمحاربة الإسلام .
وأضاف "الكتاتني"، إن جماعة الإخوان حالياً مصابة بحالة من التوتر بعد تأكدهم من نجاح المؤتمر، متوقعاً أن يسعوا خلال الفترة القادمة للتصالح مع النظام الحالي، وأن تتعالى دعوات التصالح من قبل دول خارجية وهيئات وأشخاص، بالإضافة إلى استمرار أعمال العنف، مشيراً إلى أنها ستستمر على الرغم من دعوات التصالح لأنهم أداة من أدوات الولايات المتحدة، وقطر، وتركيا، واسرائيل لزعزعة الاستقرار بمصر.
وعن موقف الدولة تجاه هذه الدعوات المتوقعة أكد "الكتاتني" أن الدولة لا تتصالح على الدماء، وأن هذا الأمر غير مطروح للنقاش مع الرئيس السيسي أو الشعب، مضيفاً أن الإخوان كل هدفهم منذ 30 يونيو مروراً باللحظة الحالية وإلى ما بعدها أن يكون لهم وجود في المشهد السياسي، وأن الضغوط التي يمارسونها لهذا السبب وليس عودة مرسي كما يزعمون، مؤكداً أنهم يسعون إلى أن يظل التنظيم موجود في شكل حزب أو جماعة، قائلاً: "كل الضغط ومحاولات إرباك المشهد وزعزعة الاستقرار والفوضى بهدف الوصول للتفاوض واستمرار وجود التنظيم".