ليبيا: الأمم المتحدة تقلل من شأن تسريبات حوار المغرب

عربي ودولي

بوابة الفجر


سعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، اليوم السبت، إلى احتواء تسريبات حول مضمون الحوار الوطني الليبي الذي ترعاه في المغرب، تتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتقليص سلطة مجلس النواب عليها. 

وجاء البيان في وقت أشارت فيه تقارير إلى أن وزير الخارجية المغربي نجح في لم شمل طرفي الحوار الليبي على طاولة واحدة للمرة الأولى اليوم في الاجتماعات التي تعقد بين ممثلين عن مجلس النواب المنتخب والبرلمان السابق والمنتهية ولايته في مدينة الصخيرات بالمغرب.

وقالت مصادر ليبية لـ24 إن "وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، صلاح الدين مزوار، استطاع بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة إقناع الطرفين الليبيين، بعقد محادثات سلام مباشرة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الأزمة السياسية في ليبيا العام الماضي".

تهديد بالانسحاب
ومع ذلك أبلغ بعض أعضاء وفد مجلس النواب الذي يمثل الشرعية المنتخبة في ليبيا خلال اجتماعات المغرب 24، أن الوفد قد ينسحب إذا استمرت بعثة الأمم المتحدة، في محاولة فرضها لرأيها القاضي بتقليص صلاحيات مجلس النواب على الحكومة المزمع تشكيلها.

وقال هؤلاء إنه "إذا استمر الاعتراض على أن يكون من ضمن صلاحيات واختصاصات مجلس النواب منح الثقة للحكومة التوافقية بصفته الجهة الشرعية الوحيدة، فإن المجلس سينسحب من الحوار من خلال أعضائه المُشاركين فيه".

البعثة تتراجع
في المقابل قالت بعثة الأمم المتحدة في بيان أصدرته اليوم وتلقى 24 نسخة منه، أن الحوار السياسي الليبي الذي تيسره في أجواء إيجابية، تم إحراز تقدم مهم لغاية الآن فيه مشيرة إلى أن الأطراف الليبية عازمة على رأب خلافاتها، وهي تعمل على أطروحات ملموسة حول العناصر الرئيسية المتعلقة بالترتيبات الأمنية وحكومة الوحدة الوطنية وذلك لتحقيق السلام في البلاد. 

وأوضحت أن هذه المحادثات تعقد بروح الشفافية والانفتاح، والولاء للقضية الأكبر والتي هي إنهاء النزاع وإعادة الاستقرار إلى ليبيا، مؤكدة مجدداً إنه "لن يتم الاتفاق على أي شيء إلا بعد الاتفاق على كل شيء، ولن يتم اتخاذ أي قرار إلا بعد الحصول على دعم الشعب الليبي وإجراء مشاورات واسعة النطاق فيما بين المشاركين والأطراف المعنية الرئيسية في ليبيا".

واعتبرت أن التقارير التي تتداولها بعض مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تعكس عناصر محددة من النقاشات الجارية حول حكومة الوحدة الوطنية والترتيبات الأمنية، تقارير مجتزأة ومسودات أولية، كما أن العناصر الأخرى، مثل العلاقة بين السلطة التشريعية، وغيرها من مؤسسات الدولة، هي أيضاً مسائل مطروحة للنقاش.

وأضافت "كما هو الحال في أي نقاشات، فإنه يتم تقديم الأطروحات وتعديلها وتغييرها بتوافق المشاركين"، مشيرة إلى أن "هذه المسودات هي نتاج مشاورات طويلة مع الأطراف أجراها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، خلال زياراته المتكررة إلى ليبيا في الأسابيع الماضية والاجتماعات التي عقدها مع الأطراف المعنية الرئيسية". 

مرحلة حساسة 
وتابعت "هي مسودات أولية، وبدأ بالفعل التوسع في هذه المسودات لكي تعكس النقاشات الجديدة"، ولفتت البعثة الأممية في بيانها إلى أن "النقاشات تمر في مرحلة حساسة الآن وتتطلب ظروفاً معينة لتحقق النجاح ولتكون مفهومة". 

وطبقاً للبيان أشار المشاركون إلى أن المناقشات تجري بطريقة بناءة وبروح من الانخراط الكامل وتتضمن البناء على المقترحات المقدمة، وتعديل أو تحسين النص عند الضرورة واقتراح عناصر جديدة.

ودعت البعثة الجميع إلى حماية العملية ومنع تقويضها، لافتةً إلى أن جميع المشاركين ممتنين للدور الإيجابي الذي تلعبه وسائل الإعلام. 

وأكدت بعثة الأمم المتحدة مجدداً أن الحوار هو عملية ليبية- ليبية وأن دورها يقتصر على تيسير التوصل إلى حل سلمي لوقف إراقة الدماء.