إنجاب الأم في سن متأخر يصيب المولود بالسكري
أصبح مرض السكري مرض شبه عام حول العالم نتيجة تغيير المواد الغذائية، وظروف الحياة، فنجد أنه لايوجد منزل يخلو من مريض بالسكرى، وقد يتواجد معك منذ نعومة أظافرك، وهذا ما أكده باحثون أن الولادة الأولى للنساء في عمر متقدم تعرض الوليد إلى مخاطر مرض السكري أكثر من أقرانه المولودين لأمهات أصغر سناً.
وأشار البروفيسور ادوين جيل بجامعة بريستول البريطانية، إلى أن الدراسة التي أجريت على 1375 عائلة في منطقة أوكسفورد بجنوب البلاد، كشفت أن أعمار الأمهات مرتبط ارتباطاً قوياً بمخاطر إصابة الطفل الوليد لنوع من السكري الذي يصيب الصغار قبل بلوغهم الخامسة عشرة نسبة كبيرة.
ويقدر العلماء نسبة زيادة المخاطر بنحو 25 في المائة لكل خمسة أعوام من عمر الأم، وهو ما يشير إلى أن المرأة في عمر 45 عاماً تكون عرضة لإنجاب طفل مصاب بالسكري بمعدل ثلاثة أضعاف، مقارنة بأم عمرها 20 عاماً، كما أظهرت أيضاً الدراسة أن تقدم عمر الأب هو الآخر مرتبط طردياً، وإن بدرجة أقل بظهور المرض عند هؤلاء المواليد، كما بينت الدراسة أن الطفل الثاني يكون أقل عرضة لمخاطر مرض سكري الأطفال من الشقيق أو الشقيقة الأولى.
وأوضح الباحثون أن تقدم أعمار النساء البريطانيات الراغبات في الإنجاب خلال العقدين الماضيين يعتبر مسئولاً جزئياً عن ارتفاع حالات سكري الأطفال خلال تلك الفترة.
يذكر أنه يمكن للسكري في حال تطوره، أن يتسبب في إعطاب العين الأعصاب، اللثة، الكلى، والدورة الدموية، ويمكن أن يكون أحد الأسباب المؤدية إلى الموت، لكن السيطرة عليه سهلة من خلال حقن الأنسولين.
الإنجاب بعد الأربعين يهدد الأم والطفل
أكدت الدراسات أن الأمريكيات اللواتي يخططن للإنجاب وهن في الأربعينات من عمرهن يراجهن مشكلات وتعقيدات تترافق مع الحمل والولادة أكثر من الأمهات الأصغر سناً.
وأوضحت الدكتورة إنجريد رودي أن تقدم الطب شجع الكثيرات من النساء على الإنجاب في الأربعينات، ولكن مثل هذا التوجه لا يخلو من المخاطر الصحية على الأم والجنين في بعض الحالات، مضيفة أن التبرع بالبويضات وعلاج الخصوبة أتاح للأمهات فرصة الولادة في الأربعينات، ولكن ذلك له تأثير على الأم والطفل.
وخلصت نتائج الدراسة إلى أن النساء اللواتي يلدن في الأربعينات أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والولادة قبل الأوان، وأحياناً يكون وزن الطفل دون المستوى المقبول.
للرجال أيضاً.. فرص الإنجاب تقل بعد الـ 35
وفي نفس الصدد، أفاد باحثون بأن فرص الرجال في أن يكونوا آباء تقل بالتدريج بعد بلوغهم سن الـ35، لأن التلف الذي يصيب الخلايا المنوية يزداد بمرور العمر.
ووجد الباحثون في جامعة واشنطن في سياتل، أن تغييرا يعتد به يحدث في سن الـ35 وأن الخلايا المنوية غير قادرة علي إصلاح التلف الذي يصيبها على خلاف معظم أنواع الخلايا الأخرى في جسم الإنسان، وبالإضافة إلي ذلك، توصل الباحثون إلي أنه مع تقدم الرجال في العمر فإن يفقد قدرته الطبيعية علي التخلص من الخلايا المنوية المريضة، ويعني هذا أن فرصة إخصاب بويضة المرأة بفعل خلية منوية تالفة تصبح أكبر.
وأكد الباحثون أن فرصة إخفاق الحمل ستزداد، كما أن الأطفال قد يولدون باستعداد أكبر لتشوهات بسيطة مثل عدم استواء الأسنان أو عدم تماثل الأطراف في حالة تخصيب البويضة بحيوان منوي تالف.
وقالت رئيسة فريق البحث ناريندرا سنج إن الباحثين وجدوا أن الرجال بدءا من سن 35 فصاعدا تظهر أعداد أكبر من الحيوانات المنوية التي تحتوي أشرطة غير مكتملة من الحامض النووي، وبوجه عام، فإن الحيوانات المنوية في كبار السن أقل نشاطاً، ولذلك فإن فرصتها في إخصاب البويضات أقل.
ووجد البحث الجديد أن نوعية السائل المنوى للرجل تتدنى مع التقدم فى السن مما يقلل من فرص الإنجاب ويزيد من إمكانية إنجاب أطفال متخلفين عقلياً.
وقد كشفت الأبحاث العلمية منذ القدم تأثير الساعة البيولوجية على المرأة، حيث ترتفع مخاطر الإجهاض وولادة أطفال بعاهات مثل مرض متلازمة داون بين النساء المتقدمات فى العمر.
وأشارت الأبحاث أن للساعة البيولوجية تأثيرها على الرجال كذلك، إلا أن هذا التأثير مختلف، فخصوبة الرجل وقدرته على إنتاج ذرية تتمتع بالصحة تتغير تدريجياً وليس فجأة كما يحدث مع النساء.
مشاكل مرتبطة بمرضى بالسكري
وعن تداعيات مرض السكري، أفاد باحثون ألمان بأن احتمال إصابة أسنان مرضى السكري بالتهاب اللثة يزيد ثلاث مرات على غير المصابين.
وأشار جوتفريد فولف نائب رئيس رابطة أطباء الأسنان بولاية تورينجين شرق ألمانيا، إلى أن مرضى السكري يستهينون غالباً بأضرار الأسنان، حيث أن ارتفاع نسبة السكر في الدم وما يمكن أن ينتج عنه من أمراض الأوعية الدموية يؤثر سلباً على تماسك الأسنان، مما يسهل الإصابة بالتهاب اللثة.
وأوضح فولف أن مرض التهاب اللثة أصبح هو مرض الأسنان الأول لدى البالغين في ألمانيا، وقد أثبتت الدراسات الجديدة أن حوالي 7.5 مليون شخص في ألمانيا يعانون من التهاب اللثة.
خلل العين يهدد بالوفاة
أفادت دراسة علمية حديثة بأن خلل العين قد يكون مؤشراً خطيراً لدى مرضى السكري بزيادة احتمالات الوفاة في فترة زمنية محددة.
وأشار الدكتور ماركو لاكسو من جامعة كوبيو في فنلندا، إلى أن مرض اعتلال الشبكية السكري ينشأ حينما يدمر السكري الأوعية الدموية المغذية لشبكية العين، حيث يؤدي إلى اعتلال الرؤية والعمى إذا ترك دون علاج.
ومن خلال الدراسة التي أجريت على 425 رجلاً و399 امرأة مصابين بالنوع الثاني من السكري، اتضح أن الاعتلال الشبكي للعين ومعدل الوفيات كان مستقلا ليس فقط نتيجة احتمالات الوفاة بمرض عضلة القلب التقليدي، لكن نتيجة التحكم في سكر الدم أيضاً ومدة الإصابة بالسكري.