أحمد حسن راؤول يكتب : هفتح دماغك || معجزة .. سائق " ميكروباص " يتحكم في قدره

مقالات الرأي


سائق ميكروباص في حالة شديدة من الحزن والتعصب بسبب دين عليه سيحبس إذا لم يقم بدفعه اليوم , ولكن صديقه وعده بأن يدبر له المبلغ في المساء من أحد أقاربه .. فماذا حدث ..

كان السائق في عمله يوصل الركاب من مكان إلى آخر, وكان بينهم راكب يظهر عليه الطيبة كان قد ودع أمه وقبل يدها قبل النزول من البيت فدعت له ان يحفظه الله من كل شر ..

وفي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل جاءه مكالمة من صديقه أخبره فيها أنه سيقابله عند المطار بعد ربع ساعة وعليه الحضور فورا ليسلمه المال قبل السفر , فمن شدة الفرح وقف السائق وطلب من الركاب النزول فورا حتى يستطيع اللحاق بصديقه, فقال له أحد الركاب : هل ستتركنا في هذا المكان المظلم وفي وقت كهذا أليس عندك ضمير ؟! , فرد السائق بغضب لا أريد الكلام انزل فورا ..

فنزل الركاب ثم سار السائق مسرعا ليلحق بصديقه ومن شدة السرعة صدمته سيارة من الجنب دمرت جانب السيارة بأكمله وأصيب التبّاع إصابات بالغة, فنزل السائق منها مسرعا ليلحق بصديقه وركب مواصلة أخرى وعندما وصل إلى المطار وجد صديقه ينتظره ففرح فرحا شديدا , سلم عليه وقال له : جئت في موعدي .. أين المال ؟!

فنظر إليه صديقه بحزن وقال له : لقد سُرق المال , فقال السائق : كيف حدث ذلك ؟

فقال له اتصل بي قريبي وأخبرني أنه كان في الطريق إلي ولكن السائق تركه في مكان مظلم فخرج عليه اللصوص فسرقوا منه المال ..

فنظر السائق نظرة حزن ممزوجة بدهشة وأخذ يلطم على وجهه من شدة الندم لأنه علم أنه من أضاع ماله بيده عندما ترك الركاب في الشارع وكان بينهم من يحمل المال له وأنه بذلك مسجون لا محالة ..

ولكن ماذنب الراكب ؟؟

الراكب بتقبيل يد أمه طرده السائق من الميكروباص قبل الحادث وبهذه الطردة لم يحدث له أذى , فكان سرقة المال منه عوضا عن إصابته بأذى ربما كان سيدفع فيه أضعاف أضعاف ما سرق منه , ولكنه لم يعلم أن الميكروباص الذي كان يركبه قد تهشم في حادث بعدها بـ5 دقائق , فهل غضب أم رضي بقضاء الله ؟؟

انتهت القصة .. فماذا نخرج منها ..

تحكم في قدرك ..

اقرأوا معي قوله تعالى : ( مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ )

ايه ده ! ده بجد !

أيوة بجد ..

هذه هي الحياة خيط مربوط ببعضه , فانت من تتحكم في قدرك بعملك ..

العمل الطيب يجعلك دائما تحصل على النتائج الطيبة ..

ولكنّي أعمل الطيب ويحدث لي مكروها ..

إعلم أنك في هذه اللحظة تكون انت الراكب – كما في القصة – فربما حدث لك مكروها ليبعد الله عنك مكروها أشد ..

ثق دائما في الله , يقول الله تعالى على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام : ( أنا عند ظن عبدي بي ) ..

إرضى بكل شيء يحدث لك في الدنيا .. مادمت دائما تفعل الخير , وإذا حدث لك مكروها أو إبتلاءا راجع نفسك ستجد سبب هذا البلاء وإذا لم تجد فاعلم أن الله منع عنك مكروها أشد منه فافرح ..

عوّد لسانك على الإستغفار سأذكر لك حديثا واحدا وتخيله في عقلك وعش معي الحالة .. قال الرسول صلى الله عليه وسلم:

( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب ) ..

يعني انت عايز تقوللي إن الإستغفار كمان بيغير القدر .. !!

أقولك حاجة كمان .. قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يرد القضاء إلا الدعاء )

لالا مش ممكن .. الدعاء كمان بيغير المكروه قبل مايحصل !! طبعا ده بإذن الله

يعني أفهم من كده إني ممكن أغير القدر بـ 3 حاجات ( العمل الصالح – الإستغفار – الدعاء ) .. إيه ده ! دي سهلة أهي ..

أتعلم لماذا تجد بعض الناس يبتسمون ليل نهار وفي كل وقت ؟

لأنه لديه أوبشن اسمه الرضا .. إذا جاءته مصيبة يفرح انها أزالت عنه مصيبة أكبر , وإذا جاءه فرح يشكر الله فيزيده الله من فضله ..

ياااه إيه الحياة الحلوة دي .. أفضل مرتاح علطول ! معقول في كده !

آه في كده .. وفي كده .. وفي كده

الدين بتاعنا كده .. الحياة بتاعتنا كده .. في عز الأزمة بنبتسم ونبص للسما ونقول لربنا : ( يارب إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ) .. ده دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام لما ضربوه أهل الطائف بالحجارة ..

إيه ده !! .. ركزوا في الحديث كده كويس ..

معنى الحديث ده بيقول إني لما أعمل غلطة فربنا يغضب عليا فيحصلي حاجة وحشة في الدنيا ..

يعني انا اللي جبت القدر الوحش لنفسي ..

عرفت يعني إيه اتحكم في قدرك .. عرفت يعني إيه العمل الطيب ولو صغير ممكن يغير حياتك كلها ..

فكر هتلاقي نفسك كتير حصلتلك حجات وحشة ومفهمتش هي حصلتلك ليه ..

فكر هتلاقي نفسك كتير كنت الراكب .. وكتير كنت سواق الميكروباص ..

وفي ختامي سأذكر لكم قصيدة للإمام الشافعي عن الرضاء يقول فيها :

إذا ما كنت ذا قلـب قنـوعٍ .. فأنت ومالك الدنيـا سـواء

ومن نزلت بساحته المنايـا .. فلا أرض تقيـه ولا سمـاء

وأرض الله واسعـة ولكـن .. إذا نزل القضا ضاق الفضاء

دع الأيام تغدر كـل حيـن .. فما يغني عن الموت الدواء

كلمة شكر لمن علمني درس اصنع قدرك محاضر التنمية البشرية أ/ أحمد عاطف